- Latest articles
يشارك الأب تاو فام رحلته التي تحبس الأنفاس في العاصفة، على الرغم من إعاقته الشديدة.
لتحقيق حلمي في أن أصبح كاهنًا، كان عليّ التغلب على الكثير من التحديات والصعوبات. في كثير من الأحيان، عندما بدا الألم غير محتمل، صليت لكي تتحد آلامي مع يسوع. كنت أعلم أنه يمكنه فعل أي شيء، لذلك إذا أرادني أن أصبح كاهنًا، فأنا في يوم من الأيام سأكون كاهنًا. ولدت في شمال الفيتنام، السابع من بين ثمانية أولاد. نشأنا في قرية فقيرة للغاية حيث ينتهي التعليم في السنة التاسعة، لكنني شعرت بأن المسيح يدعوني إلى الكهنوت. كان هذا ممكنًا إذا تلقيت تعليمًا جامعيًا فقط. عندما كانت الرابعة عشر من عمري، نودع أنا وأخي أسرتنا بحزن لنتمكن من الالتحاق بالمدرسة الثانوية.
في ذلك الوقت، أغلقت الحكومة الشيوعية في شمال فيتنام جميع المعاهد الدينية، لذلك بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، أمضيت أربعة سنوات في مساعدة كاهن رعيتنا بدوام كامل، و أربعة سنوات في الجامعة و أربعة سنوات في التدريس قبل أن أبدأ أخيرًا التدريب في المدرسة اللاهوتية في الجنوب. لقد تحقق حلمي أخيرًا، لكن هذه كانت البداية فقط. عندما أنهيت ثلاثة سنوات من الفلسفة، دعيت لاستكمال دراستي للكهنوت في أستراليا.
غير متوقع…
بعد ثلاثة سنوات أخرى من دراسة اللاهوت وسنة من التوظيف الرعوي، تلقيت أخيرًا الأخبار السارة بأن الأسقف قد اختار تاريخ سيامتي كشماس. قبل أيام قليلة من اليوم الكبير، تعرضت لحادث بسيط عندما سقط صندوق السيارة سحق أصابعي عندما كنت أقوم بإخراج أمتعتي. قام الإكليريكيون الآخرون بتنظيف جرحي، لكن الأصابع أصبحت منتفخة ومؤلمة للغاية لدرجة أن انتهى بي الأمر بالذاهب إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام. لدهشتي، أخبرني الأطباء أن لدي أقل من خمسين بالمئة من حجم الدم الطبيعي لأنني تعرضت لنزيف داخلي. اكتشفوا قرحة في المعدة تحتاج إلى عملية طارئة.
عندما استيقظت، اندهشت لوجودي نفسي مقيدًا بالسرير. قال الطبيب إنني كنت أرتجف بشدة لدرجة أنهم اضطروا إلى تقييدني حتى يتمكنوا من نقل الدم. أخبروني أنني مصاب بمرض الكزاز، ولكن بعد اربعين يومًا من العلاج، كنت في حالة جيدة بما يكفي للعودة إلى المدرسة لبدء دراسة مكثفة قبل الرسامة. بعد عدة أسابيع طلب مني المطران الحضور والبقاء معه. كان من الرائع المشاركة معه في القداس، لكنني انهرت فجأة في الكاتدرائية واضطروا لنقلي بسرعة إلى المستشفى.
وضعوني في العناية المركزة لأنني أصبت بعدوى دموية كارثية ولم يكن من المتوقع أن أعيش. توقفت عن التنفس مما اضطروا لوضعي على أجهزة الإنعاش. كان الأطباء متأكدين من موتي فأرسلوا خبر إلى عائلتي فأتى أخي من فيتنام. بعد تلقي المشحة الأخيرة، تم إيقاف أجهزة الإنعاش، لكنني لم أموت. بعد بضع ساعات، قاموا بتشغيل الآلات مرة أخرى. و بعد أسبوعين، أوقفوا تشغيل الآلات مرة أخرى، لكنني بقية على قيد الحياة. انتهى بي الأمر في غيبوبة لمدة أربعة و سبعين يومًا وخضعت لثمانية عشرة عملية جراحية.
القطع
عندما استيقظت من الغيبوبة، كنت لا أزال أشعر بألم شديد. لم أستطع التحدث لأنه كان هناك أنبوب في حلقي. حتى بعد إزالة الأنابيب، لم أستطع الكلام. استغرق الأمر شهورًا لتعلمي التحدث مرة أخرى ببطء وبصورة مؤلمة. كانت حالتي لا تزال حرجة، لذا أعدني الأطباء لإجراء عملية جراحية أخرى، وكان أخي قد وافق عليها بالفعل، رفضت الأمر عندما قرأت أنهم كانوا يخططون لقطع ساقي. قال لي الطبيب إنني سأموت إذا لم يتم بترها، لكنني لم أرغب في أن يمنعني ذلك من سيامتي كاهنًا. لم أتخلى عن حلمي في أن أصبح كاهنًا على الرغم من أن عائلتي والعديد من الأصدقاء الطيبين أخبروني أن حالتي ميؤوس منها، لمجرد العودة إلى الوطن إلى فيتنام والزواج. كان الأمر صعبًا للغاية، عقليًا وجسديًا، لكنني أعلق أملي وثقتي بالله.
بعد شهر من “لا شيء بالفم”، كنت أتوق بشدة لاستقبال ربنا في المناولة المقدسة. إذا كان بإمكاني تلقي قطرة من الدم الثمين، فكنت مدركا” بأنني سأشفى. في اليوم التالي، أحضر لي الأب بطرس الدم الثمين في المناولة المقدسة. عندما أسقط بضع قطرات في فمي، تخيلت أنها تتحرك في جسدي وتلامس العدوى. في اليوم التالي شعرت بتحسن كبير. تم إجراء الاختبارات وذهبت العدوى.
بعد أكثر من عام في المستشفى، اجتمعنا مع طاقم المستشفى لمناقشة مستقبلي. حضر الأسقف نيابة عن عائلتي. أفاد الطبيب أنني لن أتمكن من المشي مرة أخرى وسأحتاج إلى رعاية عالية المستوى لبقية حياتي اربعة و عشرين ساعة في اليوم. قالوا إنني لن أتمكن من الاعتناء بنفسي أو الاستحمام بنفسي أو حتى الدخول أو النهوض من السرير دون مساعدة. كان من المؤلم سماع هذا، بل والأكثر تدميراً سماع قرار الأسقف بأنه لن يرسمني شماسًا أو كاهنًا. بعد كل سنوات الدراسة والانتظار، بدا لي أن حلمي قد انتهى.
كان الأمر صعبًا جدًا بالنسبة لي، لكنني أكملت الصلاة. كنت مصممًا على المشي مرة أخرى، لذلك عملت بجد في جميع التدريبات الجسدية المؤلمة التي تلقيتها، وقدمت معاناتي بالاتحاد مع المسيح لجميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى صلواتي. استغرق إعادة التأهيل سنوات. غالبًا ما شعرت بالرغبة في الاستسلام، لكني تمسكت بحلمي وهذا منحني الشجاعة للمضي قدمًا.
عيون متلألئة
على الرغم من كل هذه التحديات والعقبات، ما زلت أشعر أن المسيح يدعوني لأصبح كاهنًا لخدمة شعبه، حتى في ظل ضعفي. لذلك، أرسلت ذات يوم رسالة إلى رئيس أساقفة ملبورن أطلب منه قبول سيامتي. لدهشتي، رتب الأمر لرؤيتي على الفور ومناقشة ما يريدني القيام به. وافق على سيامتي، حتى لو اضطررت إلى الاستلقاء على السرير أو الجلوس على كرسي متحرك، و أخبرني أنني سأتحسن و سأمشي مجددا”. في تلك المرحلة كنت لا أزال على كرسي متحرك، واصلت العمل في تماريني بينما أنهيت دراستي، و عندما أتى يوم الرسامة كنت قادرًا على الانضمام إلى الآخرين الذين كانوا يسيرون في موكب. امتلأت الكاتدرائية بوجوه الأصدقاء المبتهجة. لقد قابلني الكثير منهم عندما كنت بحاجة إلى رعايتهم في المستشفى حتى عرفوا كم كان مذهلاً أنني عشت لأرى هذا اليوم. ملأت دموع الفرح عيني واستطعت أن أرى عيونهم البراقة أيضًا. لم أصدق أن هذا اليوم قد جاء أخيرًا، بعد ثلاثون عامًا من مغادرتي القرية سعياً وراء حلمي.
أعمل الآن مع كاهنين آخرين في جمعية مزدحمة تضم اربعة كنائس وعدة مدارس و ستة دور رعاية. كل يوم كنت أدخل فيه لتلاوة القداس هو بمثابة معجزة جديدة. لا أعتقد أنني سأتعب منه أبدًا. معززًا بذبيحة المقدسة، أخرج لزيارة الأطفال في المدارس و المسنين في دور الرعاية الأهلية. أشعر بأنني محظوظ لتقديم حضوره إليهم. لقد انتهى الانتظار الطويل للمشاركة في كهنوت المسيح ويمكنني أن أشاركهم ثمار معاناتي بالاتحاد معه.
لقد مكنتني المثابرة في كل الصعوبات التي أواجهها من فهم ومساعدة الناس في محنتهم. لقد تعلمت أن التفكير في احتياجات الآخرين ووضع الابتسامة على وجوههم ينسيني محنتي ويحول معاناتي إلى فرح. عندما يأتي الناس إلي للحصول على المساعدة، كنت اعتمد على القوة التي اكتسبتها من أمراضي لتشجيعهم على المثابرة خلال تجاربهم. لأنهم يرون أنني أعاني من إعاقة، يسهل عليهم التواصل معي في أوقات الشدة حتى يتمكنوا من الحصول على دعم الكنيسة للحفاظ على الأمل في أصعب الأوقات.
'عندما كنت في الخامس عشر من عمري تقريبًا، توفي والدي وكنت في وضع يائس. ذات ليلة بينما كنت أصلي، اشتقت إلى الله لأنني كنت بحاجة إلى مساعدته. فأجابني. رأيته في رؤيا. في البداية، صدمت لأنني لم أمتلك أي تجربة من هذا النوع. استجاب يسوع لصلاتي بإظهار نفسه ويداه مفتوحتان، و اكليل الشوك على رأسه، وقلبه يتوهج. لم يقل أو يفعل شيئًا، لكنني تأثرت بشدة لحضوره. كانت هذه هي المرة الأولى التي شعرت فيها بأنني قريب جدًا من يسوع.
عندما ألقي نظرة إلى الوراء، أدركت أن النواحي التي رأيتها في الرؤية ترمز إلى جوانب حياتي. كان اكليل الشوك يرمز إلى الألم الذي كنت أعاني منه في ذلك الوقت، وقد عبر قلب يسوع المتوهج عن حبه الكبير لي. في كل مرة أتذكر فيها الرؤية، تذكرني صورة ذراعي يسوع المفتوحتين أن كل شيء سيكون على ما يرام لأنه دائمًا معي. نشأت في أسرة كاثوليكية التي جعلت من السهل عليّ ممارسة إيماني. كان حضور القداس المنتظم جزءًا من حياتنا اليومية. لكن عندما انتقلت إلى جنوب إفريقيا لتدريس اللغة الإنجليزية، كنت أعيش في منطقة ريفية حيث لم يكن قداس الأحد متاحًا. هذا جعلني أدرك مدى امتناني لكل فرصة كي أكون مشاركا” في الافخارستيا و لتلقي القربان المقدس.
عندما ذهبت إلى ألبانيا لتدريس اللغة الإنجليزية، كنت محظوظًا للبقاء في دير حيث كان العبادة القربان المقدس جزءًا من روتيننا اليومي. ساعدت هذه التجربة في تكوين حبي للعبادة وتعميق اخلاصي للقربان المقدس. في ذلك الوقت شاركت كل ما كنت أشعر به مع الرب في القربان المقدس و فتحت له قلبي.
غالبا” ما يسألني الناس كيفية التأكد من أن يسوع حاضر في القربان المقدس. أنا أؤمن بدون شك لأني أستطيع أن أشعر به. حضوره – دفئه ومحبته – يحيط بكياني كله. العشق أمر بالغ الأهمية في حياتي لأنه يمنحني الفرصة للاستماع إلى ما يريدني الله فعله. كلما استمعت إليه، كلما تمكنت بشكل أفضل من تمييز هدف الله في حياتي. عندما كنت في الجامعة، حظيت بتجربة رائعة في الذهاب إلى يوم الشبيبة العالمي على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو. احتفل أربعة ملايين منا بالعبادة على الشاطئ. تدحرجت الأمواج من جانب، وأشرق الشمس علينا، وعندما رفع القربان المقدس، أصبحت غارقة. كان مجد يسوع، و حضوره غير المرئي، عميقًا. عندما جثت على ركبتي، ورأسي منحني، ومحاطة بالملايين، شعرت أن أعبائي مرفوعة وانجذبت إليه أكثر من أي وقت مضى.
على مر السنين تعمقت علاقتي مع يسوع وأصبحت الإفخارستيا المقدسة اساسية في حياتي. حتى من خلال تجاربي، عرفت أن يسوع موجود من أجلي. سواء في القداس أو في العبادة أو في صلاتي الشخصية، أذهلني دائمًا حضوره المدهش والرائع.
'كنت أصلي من أجل معجزة ، فسمعتُ صوت أمي الناعم، مريم.
في قلبك
أنا طفل وحيد ، محبوب وعزيزجداً على قلب والديّه. كان والدي كاثوليكيًا متدينًا ، وكانت والدتي عضوًا في الكنيسة البروتستانتية في اسكتلندا. ومع ذلك كانت سعيدة جدًا لأنني تربيت على العقيدة الكاثوليكية . التحقت بمدرسة كاثوليكية، وكنت محظوظًا لأنني تلقيت التعليم على يد راهبات الرحمة والأخوة المريميين. أتذكر أنني غنيتُ لأمي كل الترانيم التي تعلمتها ، لكن لأنها ليست كاثوليكية ، كانت لا تعرف ترانيم السيدة العذراء.
ما يثير ألدهشة ، أنّ هذه الترانيم أصبحت المفضلة لدي أمي، وكانت ترنّمها بفخرعندما تشاركنا أنا ووالدي في صلوات وزيحات شهر آيار. لقد شجعتني على الانضمام إلى فرق أطفال مريم ، وكان حبها لوالدة الإله هو الذي دفعها للانضمام الكنيسة الكاثوليكية بعد سنوات عديدة. لقد كنت محظوظًا أيضًا، لأنه كان لديّ عمة متدينة جدًا عززت أيضاً حبي لمريم . كنت أحب زيارة كنيسة سيدة الانتصارات الجميلة ، بجوار مدرستي. في طريقي إلى المنزل كنت أمضي بضع دقائق قبالة مذبح السيدة وأشعر أن هذا كان يرضيها وأنها تحبني.
استمرت هذه العلاقة التي نشأت في طفولتي إلى اليوم ، وكنت في أوقات التوتر والصعوبات ، ألجأ إلى مريم ، والدتي، وأشعر دائمًا بحنانها واهتمامها ومساعدتها المميزة. كان زواجي صعبًا للغاية ، بسبب إدمان زوجي الراحل على الكحول. في أحد ألايام قررت أن أصلي تساعية لسيدة المعونة الدائم.
كان الرهبان المُخلصيين يديرون رعيتي في ذلك الوقت ، وكان لديهم تكريم خاص للسيدة العذراء. بعد أسبوع من الصلاة توقف زوجي عن الشرب ! عشنا أربعة عشر شهرًا من السلام في علاقتنا ، لكن للأسف عاد بعدها إلى ألادمان. ومع ذلك ، أنا ممتنةً جدًا لمريم، لأنه خلال ذلك الوقت ، ولدت ابنتي الصغرى أليس – وهي نعمة رابعة.
عيد العنصرة بدون مريم؟
في سنة 1989 ، اختبرت لأول مرة المعمودية بالروح القدس. حياتي الروحية تغيرت وأثمرت، بعد إنضمامي الى مجموعة كاريزماتية تعيش الصلاة ، وساعدتُ في إدارة ندوات “الحياة في الروح” في إلعديد من الرعايا. ثم في عام 1993 ، بدأت في قيادة جماعة صلاة ، وادارة الندوات مرة أخرى. لطالما كنت ممتنةً للعلاقة الجديدة التي نشأت مع يسوع نتيجة لمعموديتي في الروح القدس ، لكنني أدركت تمامًا أنه لم يكن هناك ذكر لأمنا المباركة مريم ، لأن الندوات استندت إلى برنامج قدمته كنائس العنصرة المسيحية. كيف يمكننا أن نعيش تجربة عيد العنصرة بدون مريم؟ عندما اقترحت أن هذا كان سهوًا ، وافق صديقي العزيز جون فوغان نيل وأعاد كتابة ندوته المميزة ، “أبناء وبنات الله الحي” مع صلوات لجلب المشاركين إلى علاقة جديدة وأعمق مع أمهم السماوية.
عام 1994 ، شعرت انّ السيدة العذراء تدعوني بإلحاح لزيارة مديوغوريه ، وعلى الرغم من استمرار الحرب في البوسنة ، تمكنت أنا وصديقتي آن من السفر إلى هناك يصحبة مجموعة صغيرة من أيرلندا. أدت هذه الزيارة إلى تغيير جذري في حياتي الروحية. صادف تواجدنا في هذه القرية المقدسة مع الذكرى العاشرة لتكريس العالم لقلب مريم الطاهر. وفي الخامس والعشرين من آذار ، شاركنا في موكب على تلة الظهورات (بودبرو) بقيادة أسقف تشيكوسلوفاكي كان صديقاً شخصيًا للبابا يوحنا بولس الثاني.
هناك ، حثّنا ألاشقف على تكريس أنفسنا وعائلاتنا لقلب مريم الطاهر ، وأخبرنا أن هذا المكان هو ملجأ أمن للعالم كله. فعلت كذلك ، وشعرت بالسعادة لأنني قربتُ مثل هذه الصلاة الجميلة. في اليوم التالي ، تفجأتُ أنني كررت نفس الصلاة ، كلمة بكلمة ، وأدركت أن السيدة قد أعطتها لي. صليتها كل يوم منذ ذلك الحين. لقد صليت أيضًا صلاة التكرس لمدة 33 يوم ، التي كتبها القديس لويس دي مونتفورت . أن نعهدَ بكل شيء إلى السيدة العذراء ونطلب شفاعتها ،هو إختبارٌ لمحبتها كأم ، والعثور على السلام الحقيقي.
صوت لطيف
إحتجت إلى حضور ومساعدة العذراء المستمر، بخاصة في عام 2016 عندما تم إكتشاف ورم خبيث في دماغ ابني الأصغر رويري. كان يبلغ من العمر 33 عامًا فقط ، وكان أبًا حنوناً ومُحباً لطفلين صغيرين . طلبت على الفور من السيدة العذراء أن تحمل ابني بين ذراعيها ، تمامًا كما حملت يسوع و أجلسته في حضنها ، عند أقدم الصليب. سألت يسوع أيضًا أن ينظر ألى رويري جالساً بين ذراعي أمه مريم . للأسف، وعلى الرغم من ألاهتمام الذي حصل عليه من جميع الأشخاص الذين كانوا يصلون من أجله ، أصبح من الواضح في تموز 2017 أن معجزةً لن تحصل معه . كان ابني يحتضر. في يوم سبت خلال القداس ، شعرت بصوت لطيف بداخلي يقول ، “أحتاج إلى إذنك.” حاولت تجاهله ، لكنه استمر بلطف وبإصرار ، “أحتاج إلى إذنك”.
كنت أعلم أن السيدة العذراء تطلب مني السماح لها بترك رويري. بكيت كثيرًا ، لكنني علمت أن الله أحب ابني وأراد الأفضل له ، فوافقت على ذلك. كم هي لطيفة والدتنا العزيزة حين تسأل. بعد أيام ، توفي ابني الحبيب ، لكن إدراكي بأنه كان مع أمنا السماوية كان بمثابة عزاء كبير لي. الآن ، وبعد 3 سنوات ، يمكنني أن أشكر الله على الامتياز العظيم الذي منحه لي – السماح لي بالمشاركة في أحزان وآلام مريم. لقد عانينا كلينا من معاناة فقدان ألابن. اختار رويري القديس ماكسيميليان كولبي قديساً له وقت التثبيت بألميرون. أحب هذا القديس العظيم ، السيدة العذراء وكانت صلاة “أذكري يا مريم”، صلاته المفضلة. قال القديس ماكسيميليان: “لا تخف أبدًا من محبة مريم كثيرًا لأنك لا تستطيع أبدًا أن تحبها مثل يسوع”. هذه الحقيقة ! ضع يدك بيدها ودعها تقودك إلى الجنة.
'هل تعلم أن أقدم معجزة إفخارستية مسجلة ، جاءت من آباء الصحراء في مصر الذين كانوا من أوائل الرهبان المسيحيين؟ كان أحد الرهبان في أديرة شيتيس (مصر التي كان يحكمها الرومان) عاملاً مجتهدًا وكان يفتقر إلى التعليم الإيماني. في جهله كان يقول: “الخبز الذي نتلقاه ليس في الحقيقة جسد المسيح ، ولكنه رمز لذلك الجسد”.
استمع اثنان من الرهبان الأكثر خبرة إلى تعليقه، وقرروا التحدث إليه لعلمهم أنه راهب صالح و تقي. قالوا له بلطف: ما تقوله يناقض إيماننا ، فأجاب الراهب غير المتعلم: ما لم تُظهروا لي الدليل، فلن أغير رأيي . ” سوف نصلي إلى الله بشأن هذا السر ونحن نؤمن أن الله سيظهر لنا الحقيقة”.
في قداس يوم الأحد التالي ، اثناء تلاوة صلاة التكريس، كل الرهبان باستثناء الراهب غير المتعلم، رأوا طفلاً صغيراً يبتسم في موضع القربان . عندما رفع الكاهن الخبز القرباني للكسر، رأى الرهبان ملاكًا يطعن الطفل بسيفه. عندما كسر الكاهن القربان المقدس ، سال الدم في الكأس. اقترب الرهبان لتناول القربان وعندما نظر الراهب المتشكك إلى أسفل ، أصبح خبزه لقمة من لحم دموي. لما رأى هذا ، صرخ: “يا رب ، أؤمن أن هذا الخبز في الكأس هو جسدك ودمك “. وفي الحال صار الجسد خبزًا مرة أخرى ، وتناوله الراهب بإحترام شاكراً الله .
تَعودُ هذه الرواية إلى القرون الأولى للمسيحية ونجدها في أقوال آباء الصحراء، الذين عاشوا حياتهم في الصحراء على مثال القديس أنطونيوس الكبير. المعجزة ليست سوى الأولى من بين العديد من المعجزات التي اختبرها رجال ونساء قديسون آخرون على مر العصور. لقد توصلوا إلى الاعتقاد بأن كل قداس يشبه عيد الميلاد حيث ينزل المسيح من السماء ليكون على مذابحنا وفي قلوبنا “ساكنًا بيننا” تحت شكل الخبز والخمر.
'ما هو أفضل ترياق للوحدة؟
كانت أمسية أحد عادية في منزل الطلاب حيث كنت أقيم . ذهب معظم أصدقائي إلى منازلهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع . بعد أن أنهيت واجباتي الدراسية لذلك اليوم ، هيأت نفسي لحضور قداس المساء في كنيسة الدير المجاورة. في الوقت الذي توجهت فيه نحو الكنيسة ، راودني شعورعميق بالوحدة. إلى جانب حقيقة أنني كنت على بعد أميال من عائلتي ، كان هناك شيء آخر يثقل كاهلي ، لكني لم أتمكن من وضع إلأصبع عليه. لم تكن الوحدة جديدة بالنسبة اليّ. لقد أمضيت بالفعل أكثر من ست سنوات أعيش في الكلية / الجامعة ، ولم أتمكن إلا من زيارة والدّي ، اللذين كانا يعملان في بلد آخر ، خلال فرصة الفصل الدراسي.
عندما وصلت إلى الكنيسة ، فوجئت برؤيتها مليئة بالناس ، وهو أمر غير عادي. ومع ذلك ، تمكنت من العثور على مكان في المقعد الأمامي فجلست ، وكنت ما ازال شاردة في أفكاري. لم أتمكن من التركيز على الصلاة خلال القداس. مع اقتراب موعد المناولة ، ازداد الألم في داخلي. وقفت في صف المتناولين وعندما قبلت يسوع ، عدت وجثوت على ركبتي للشكر.
خلال لحظات، أدركت أن الشعور الشديد بالوحدة والحزن قد فارقني ! بدا الأمر في لحظتها، كما لو أن حملاً ثقيلًا رُفع عن كتفيّ. لقد فوجئت تمامًا بهذا التحول لأنني لم أصلي كثيرًا أثناء القداس ، ولم أقل أي شيء ليسوع عما كنت أشعر به. لكن الرب كان ينظر إلي من المذبح ، وكان يعلم أنني كنت أعاني وأحتاج إلى المساعدة.
الحادثة الصغيرة تركت أثراً عمقياً في ذاكرتي. حتى بعد عدة سنوات ،لا أزال أتذكر كيف أظهر الرب عنايته لي . لقد كان الرب المتجسد في القربان ملاذي خلال اللحظات الصعبة في حياتي. لم يتوانى مرة واحدة عن مساعدتي بنعمته ورحمته. عندما نشعر أن عواصف الحياة تصدمنا ، وغير متأكدين من كيفية العثور على الاتجاه الصحيح ، فكل ما علينا فعله هو الاسراع إليه. ينفق البعض منا الكثير من المال للتحدث مع طبيب نفساني ، لكننا غالبًا ما ندرك أن الطبيب الأعظم مستعد دائمًا لسماع مشكلاتنا في أي وقت، دون موعد!
ليس هناك ترياق أعظم للوحدة من وجود الله. إذا شعرت يومًا ما أن لا أحد يفهمك حقًا أو يهتم بك ، فاذهب بثقة أمام القربان المقدس. إن ربنا يسوع ينتظرك لتختبر وقوته وراحته وحبه الغامر!
“الوقت الذي تقضيه مع يسوع في القربان المقدس ، هو أفضل وقت تقضيه على الأرض.” – القديسة تريزا دي كلكوتا
يا يسوع ، الحاضر حقًا في القربان المقدس ، ساعدني على أن اعهد اليك بكل ما عندي من مخاوف بشأن المستقبل. أنا أثق بك وأؤمن بشدة أنه لا يوجد شيء مستحيل عندك. ليغمرني حبك ويقويني . آمين.
* شيرين فنسنت تعيش مع عائلتها في بنغالور ، الهند.
'لا تتفاجأ إذا كانت ممارسة كرة القدم، أو الكسل المعهود صباح يوم الأحد أكثر جاذبية من الذهاب إلى الكنيسة. طفلك يُقدر ما تُقيمه أنت!
مواجهة معضلةً
يحتار العديد من الأزواج اليوم ، كيف يجيبون على هذا السؤال ألأساسي. هل من الضروري أن أنقل لطفلي الصغير حقيقة الإيمان بيسوع المسيح؟ بتعبير أدق ، هل نقل الإيمان ضروري؟ إن سيطرة العلمانية في يومنا هذا يزيد الأمور تعقيداً. هل يجب علينا تربية أطفالنا على إيماننا؟ لماذا لا نترك للأطفال أن يختاروا دينهم وطريقة حياتهم؟ قبل أن نفكر في السؤال بشكل أعمق ، توجهنا الحكمة للنظر إلى العالم الطبيعي.
يحمي الغراب عشه ويغذي فرخه حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه. يَرضع العجل من أمه حتى يصبح قادراً على أكل الأعشاب بالكامل. لا يُعلّم الغربان والأبقار صغارهم كيفية الأكل فحسب ، بل يربونهم على معايير الحياة.
إذن ما الذي يجعل البشر مختلفين؟ ألم يمنحنا الله القدرة على التفكير وممارسة الإرادة الحرة ؟ إذاً كيف يمكن لأي شخص أن يترك أطفاله الصغار ينجرفون دون توجيه حسي أو معنوي؟ إذا عَلمت الحيوانات والطيور صغارها أن يسيروا على خطاهم، حتى يتجنبوا الخطر وَيلتقطوا الغذاء ، فإن البشر – الذين خلقوا على صورة الله ومثاله – يتحملون مسؤولية أكبر في رعاية أطفالنا وتوجيههم على الطريق الصحيح. هذا أمر بالغ الأهمية ، ليس فقط لحياتهم الأرضية ولكن لمصيرهم الأبدي. الآباء المسيحيون مدعوون للمساعدة في تطوير مواهب أبنائهم ، ليتمكنوا بمواهبهم من خدمة الله والقريب.
الأبوة المسؤولة
لا لبس في في تعاليم الكنيسة ، فهي تذكرنا بأن “الآباء يتحملون المسؤولية الأولى في تعليم أبنائهم. إنهم يشهدون على هذه المسؤولية أولاً عن طريق إنشاء منزل يكون فيه الحنان والغفران والاحترام والإخلاص وخدمة الخيرالعام هم القانون. المنزل هو المكان المناسب لتعليم الفضائل ” التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية “(” CCC “) 2223. علاوة على ذلك ، يتحمل الآباء مسؤولية أخلاقية بأن يكونوا المثال الجيد لأولادهم . بمثالهم ، يجب على الأولاد أن يروا ويتعلموا كيفية إخضاع الرغبات المادية والمتهورة للرغبات الداخلية والروحية. علاوة على ذلك ، “من خلال نعمة سر الزواج ، يتسلم الآباء مسؤولية وعطية التبشير لأولادهم . يجب على الآباء، الذين يعتبرون اول المبشرين لأولادهم أن يربوهم في سن مبكرة على الإيمان. يجب أن يساعدوهم منذ حداثتهم على التأقلم مع حياة الكنيسة “ CCC “ . 2225.
أي مثال يمكننا أن نتبع؟ عندما تكون لدينا الحالة النموذجية للعائلة المقدسة في الناصرة ، هل يجب أن نفتش على غيرها ؟ نرى في الكتاب المقدس أن الطفل يسوع “نما بالحكمة والمعرفة أمام الله وجميع الناس” (لوقا 2: 52). تعلم يسوع من الشهادة اليومية لوالدته الطوباوية مريم ووالده القديس يوسف. حياة الصلاة البسيطة – القيام بواجبات دينية، مثل زيارة الهيكل وحفظ الكتب المقدسة – بلورة حياته.
نثر بذور الإيمان
من اختبارتنا الخاصة ، نجد ان صلاة البركة قبل الطعام، هي طريقة بسيطة لزرع بذور الإيمان الصغيرة. دعوة ملاكنا الحارس، والقديس ميخائيل رئيس الملائكة لإرشادنا وحمايتنا في الطريق إلى المدرسة، تعزز الثقة والإيمان عند صغارنا. من السهل ممارسة مثل هذه الأعمال الإيمانية البسيطة ، ولكن ثمارها وفيرة ، تمامًا مثل البذور التي سقطت في التربة الخصبة (متى 13: 1-23).
ما لم يتعلمه الطفل في المنزل ، يكاد يكون مستحيلاً الحصول عليه مصدر آخر. على الرغم من أن الآخرين قد يكملون ما نقص من المنزل ، إلا أن الامتلاء يأتي من التوجيه الصحيح للإيمان داخل الأسرة. البيئة العائلية المصليّة تربي الطفل على الثقة والأمل والشعور بالأمان والعطاء، ومعرفة وقت التماس المساعدة عند الحاجة. حتى عندما يستمع فقط إلى العائلة تصلي في الكنيسة أو في المنزل ، يتعلم كيفية الصلاة ويتعرف على اهمية الوحدة في الإيمان الذي يتشاركونه.
لقد ألقى علم النفس الحديث الكثير من الضوء على كيفية تطور الشخص عقليًا. يحدث معظم هذا التطور بين الحمل وعمر ست سنوات. تؤثر الأفكار والمشاعر التي تشعر بها الأم أثناء حملها على نمو الطفل. إن الطفل الذي يتعلم الصلاة داخل الأسرة (المدرسة الابتدائية للفضيلة) وينشأ أيضًا بالتواصل مع الكنيسة ينمو بشكل طبيعي ويكون لديه شعور بالانتماء والأمل والثقة. وهنا تكمن أهمية وضرورة صلاة الأسرة. تحول ضغوط الحياة الحديثة في الكثير من الأحيان، من إجتماع العائلة معًا لصلاة العشاء. ولكن ذلك ،لا يمنع العائلة من خلق الفرص لتجتمع للصلاة وشكر الخالق. الصلاة قبل الوجبات فرصة جيدة لتعليم أطفالنا قيمة الامتنان.
مجرد نقل الإيمان يكفي؟
لذلك من المهم أن يبدأ نقل الإيمان في الأسرة. تساعد الكنيسة والمدرسة والمجتمع الأوسع، على معرفة الطفل التي اكتسبها من الأسرة. يعترف البابا القديس يوحنا بولس الثاني، أن رؤية أبيه راكعًا لصلاة المسبحة في منتصف الليل زاد إيمانه وقوى عزيمته. إنه مثلٌ ملموس لقديس في عصرنا ، ويظهر لنا قوة وثمار الإيمان التي نحصل عليها في الأسرة. هل يكفي أن ننقل إيماننا المسيحي؟ يجب أن يستمر الآباء في الصلاة من أجل أطفالهم دون هوادة ، مثل آيوب في العهد القديم. خوفًا من أن يكون أولاده قد خطأوا بعد أيام الاحتفال ، قدم لهم تضحيات. صلاة وطلبات القديسة مونيكا ، أعطت الكنيسة القديس أوغسطينس ، دكتور وأب في الإيمان. الخيار لنا. لا تخف. حافظ على الإيمان وشاركه مع أطفالك ، بحيث يمكنكم جميعًا متابعة السباق حتى النهاية ، والحصول على الاكليل المخصص للأبرار.
طوني توماس بوفليكونيل ، معلم تعليم مسيحي، خدم الكنيسة ، وخاصة الشبيبة ، وشارك في مختلف الانشطة والمسؤوليات على مر السنين . يعيش مع عائلته في دبلن ، أيرلندا.
'هل سمعت عن نظام التشغيل لينكس، المصدر المفتوح المعروف باسم أوبونتو؟ تم إصداره في عام 2014 ، وهو الآن أحد أنظمة التشغيل الأكثر استخدامًا على هذا الكوكب. يستخدم أوبونتوعلى نطاق واسع في نظام الحواسيب الفائقة السرعة في العالم ، ويشغل معظم مواقع الويب في جميع أنحاء العالم ، وهو حتى وراء التكنولوجيا التي تستخدمها سيارة جوغل الذاتية القيادة!
هل تعرف ماذا يعني “أوبونتو” في الواقع؟
تقول القصة أن عالم أنثروبولوجيا، قام مرة بعرض لعبة على بعض أطفال قبيلة أفريقية. وضع سلة من الحلوى بالقرب من شجرة، وجعل الأطفال يقفون على بعد بضع مئات من الأقدام. وقال لهم كل من يصل إلى السلة أولاً يحصل على جميع الحلويات.
عندما قال مستعد ، ثابِت ، إنطلق، هل تعرف ماذا فعل هؤلاء الأطفال الصغار؟
كلهم أمسكوا أيدي بعضهم البعض وركضوا نحو الشجرة معًا ، وقسموا الحلوى بالتساوي فيما بينهم، واستمتعوا كلهم بها.
عندما سألهم عالم الأنثروبولوجيا لماذا فعلوا ذلك ، قالوا ” أوبونتو” – ما يعني بانسبة اليهم، “كيف يمكن للمرء أن يكون سعيدًا عندما يكون الآخرين تعساء؟”
اتضح من ذلك، أن كلمة “أوبونتو” تمثل إيديولوجية أخلاقية في جنوب أفريقية ، تركز على علاقات وولاءات الناس بعضهم البعض. تأتي الكلمة من لغتي الزولو والزوسا وتعتبر أحد المبادئ التأسيسية لجمهورية جنوب إفريقيا الجديدة.
إن الترجمة التقريبية لمبدأ أبونتو هي “الإيمان برابطة شراكة عالمية تربط بين البشرية جمعاء”. من المثير للاهتمام أن شعار أوبونتو يظهر ثلاثة أصدقاء يمسكون بأيدي بعضهم البعض.
دعونا نحمل معنا دائمًا وأينما ذهبنا موقف “أوبونتو” ، لننشر السعادة من خلال المشاركة مع الآخرين. أنا موجود لأنك موجود.
“حافظ على فرح ومحبة الله في قلبك ، وشاركه مع كل من تقابله ، وبخاصة عائلتك.” – القديسة تيريزا دي كلكتا
'قد لا تتطور الحياة دائمًا كما تتوقع ، ولكن مفتاح السعادة الحقيقية في يدك.
“أنا أستسلم …”
لا يوجد أي قائد عسكري يفترض الخسارة، الاستسلام أو الانحناء لشخص أقوى منه.
هذه العبارة تخيف العديد من المسيحيين. هذا يعني أنهم يجب أن يتبعوا إرادة الله. وتعني أيضاً أن الله هو المسؤول، ونحن كمخلوقات فانية في طبعنا، لا نحب أن نسلم القيادة لله. كنت أرغب في تسليم حياتي إلى الله ، لكن الخوف والفخر المفرطين أعاقاني.
اكتشفت أخيراً في صيف 2018 ، مفتاح الاستسلام لمشيئة الله. استسلامي لله بدأ عندما تم تشخيص زوجتي بمرض عضال يسمى مرض هنتنغتون، وهو مرض عصبي نادر لا علاج له. إذا كنت على صلة بشخص مصاب به – توفي والد زوجتي بسببه ، مثلما حصل مع العديد من اقاربي، من جهة والدي – فلديك فرصة 50 بالمائة فقط للشفاء منه. في ما يلي وصف شائع للمرض: إنه يشبه كثيراً امراض الزهايمر وباركنسون و ALS مرض لو جيريج). كشف اختبار وراثي أجرته ابنتنا البالغة من العمر 22 عاما، في الربيع المنصرم إصابتها بنفس المرض.
كانت وقع هذه الأخبارعليّ مدمراً. سقطت على ركبتي مصلياً بحرارة ، وألقيت مشاكلي عند أقدام يسوع. أدركت حاجة اللجوء إليه للحصول على الجواب. فقط هو الذي يستطيع أن يمنحني الحب والسلام اللذين أحتاجهما لقبول إرادة الله ، وهو الوحيد الذي يمكنه أن يملأني بالصبر والحب الذي أحتاجه كمقدم رعاية.
رفض عبارة “لو فقط”
في الأشهر التي تلت ذلك ، علمت أن الاستسلام لمشيئة الله يتطلب العيش في سر اللحظة الحالية والاعتراف بها ، وهي العبارة التي كانت اكثر استخدامًا في القرن السابع عشر من قبل الأب جان بيير دي كاوساد ، SJ ، في كتابه الكلاسيكي ، ” التسليم للعناية الإلهية “.
تعني هذه العبارة أننا بحاجة إلى قبول كل ما تسمح به إلارادة الإلهية في أي وقت من حياتنا. يعتمد طريقي إلى القداسة على رؤية الله في كل لحظة ، وعدم المبالاة بما قد أعتبره أشياء “سيئة” في الحياة ، مثل شيء لا يسير في طريقي أو معاناة أتمنى أن لا أتحملها.
في هذه الروحانية ، نعيش كل لحظة بلحظة ونحن واثقون بأنها نعمة من الله ، مليئة بالإيمان والامتنان لحبه ورحمته – غير قلقين بشأن المستقبل، عالقين في الماضي، ولكننا نُسلّم كل لحظة بحب لمن هو الحب.
في هذا المثال سترى قوة الاستسلام لله . توفيت أختي روز في تشرين الثاني الماضي في حادث مأساوي. إبان عاصفة قوية، سقطت شجرة على سيارتها امام البيت، بينما كانت هي وابنها في انتظار انتهاء العاصفة. لقد كانوا قد عادوا لتوهم، من لقاء روحي في ذلك المساء مسرورين.عاش ابنها، ولكنها أصيبت اصابة بالغة في النخاع الشوكي.
بعد أسبوع من الحادثة، وفي الليلة التي سبقت جنازتها، شارك ابنها، وصديق لأختي الراحلة، في حديث عن الاستسلام لله من قبل الأب جيفري كيربي، الذي كتب كتابًا، “لا تقلق” ، استنادًا إلى كتاب الأب دي كاوساد.
مقاومة الخوف
في ذلك المساء، ذهبت إلى المطار لأستقبل ثلاثة من أصدقاء أختي الذين أتوا لحضور الجنازة. قدت وقتها سيارة كراون فيكتوريا القديمة، وهي سيارة أكبر بكثير من سيارتي. لم أكن معتادًا على الفرامل. وكان عليّ أن أضغط بشدة للتخيف من السرعة أو أيقاف السيارة.
كانت ليلة باردة جداً، وكانت المرة الأولى التي أقود فيها على تلك الطريق. هذه العوامل مجتمعة جعلتني أقلق، أقله لمدة ثلاث دقائق. ثم تذكرت حديث الأب كيربي وكتابه، الذي أنهيت قرأته في ذلك الأسبوع. كما وفكرت في ما تدريب نفسي في الأشهر الأخيرة لأكون في الوقت الحاضر. لقبول مشيئة الله ، صرخت “يا يسوع ،أنا أثق بك” مرارًا وتكرارًا.
اختفى قلقي.عشت اللحظة الحاضرة وكان الله معي ، لذلك كان كل شيء جيدًا. بينما كنت عائداً مع أصدقاء روز، قفزغزالٌ أمامي على الطريق السريع، وكاد يصدم سيارتي. انحرفت قليلاً إلى اليمين وخففت سرعتي ، ولكن الغزال اقترب أكثر فصدم جانب السيارة الأيسر، مما أدى إلى تحطم مرآة الرؤية الخلفية. كل ذلك حدث في لحظة.
ردة فعلي: بقيت هادئًا كما كنت قبل ظهور الغزال. ذهل أصدقاء أختي. عشت اللحظة الحاضرة. كان الله معي هناك. الحمد لله.
كتب الأب كيربي في كتابه: “القداسة موجودة هنا والآن. القداسة هي ألبحث عن الله في المكان الذي نحن فيه ، وليس في المكان الذي نفضل أن نكون فيه. إنه معرفة صلاح الله في الظروف أو الناس الذين لا نريدهم. القداسة لا توجد في عالم الخيال والامنيات، بل هي في الوقت الحاضر.
لقد أستسلمتُ. ماذا عنك؟
'الفكرة الاساسية : اليوم على الجبل ، أمام الحشد الكبير ، سأعلن أنه لا إله إلا أنت …
سارت إستير آهن كيم مع طلابها بصمت وبطء نحو المزار الموجود على التل .عرفت وقتها معلمة الموسيقى الشابة ،أنه حين وصولها إلى ذلك المكان ستُجبر على اتخاذ قرار يغير حياتها. كان اليابانيون ، الذين سيطروا على كوريا عام 1937 ، يجبرون الجميع على الانحناء أمام ضريح “إله الشمس”. وكانت عقوبة الرفض هي السجن والتعذيب وربما الموت.
على الرغم من أن العديد من المسيحيين الآخرين كانوا يقولون أن الانحناء ظاهريًا إلى المعبود مقبول طالما استمروا في عبادة المسيح في قلوبهم ، إلا أن إستير لم تستطع القبول بمثل هذا الحل الوسط. صلت بصمت قلبها، وأعلنت: “اليوم على الجبل ، أمام الحشد الكبير ، سأعلن أنه لا إله آخر غيرك” ،.
حشود غفيرة اصطفت في خطوط مستقيمة ، خائفة من التحرك تحت المراقبة الشديدة لرجال الشرطة اليابانيين. بدأ قلب أستير يدق خوفاً لما كانت على وشك القيام به. اجتاحها شعور بعدم الارتياح ، وكررت بصمت صلاتها للرب. “يا رب” : “أنا ضعيفة جداً! ارجوك ساعدني للقيام بذلك – احرسني لاني أشهد لك. ”
عندما صرخ أحد المسؤولين بصوت عال: “أنحنوا باحترام لأماتيراسو أوميكامي!” انحنت المجموعة بأكملها أمام الضريح. بقيت إستير وحدها واقفة ، تنظر إلى السماء. لقد زال الخوف والشك اللذان سيطرا عليها قبل لحظات فقط. غمر السلام قلبها لأنها كانت تعلم أنها فعلت ما أراده الله منها.
أدى بها موقفها الشجاع من أجل المسيح إلى ست سنوات مروعة في السجون اليابانية. رغم أن جسدها أصبح ضعيفًا مع المعاناة خلال ذلك الوقت ، كانت تتوهج بحب خارق لمضطهديها وزملائها السجناء.
في إحدى الليالي الباردة ، سمعت إستير “صوت شخص يئن بغرابة”. أخبرها السجان بأنها امرأة صينية تبلغ من العمر 20 عامًا، مدانة بتهمة قتل زوجها وكان من المقرر إعدامها. لم تتوقف ليلتها إستيرعن التفكير بتلك السجينة الخطيرة، فسألت إذا كان من المكن إحضارها تلك إلى زنزانتها. حذر السجان استير قائلاً: “إنها مجنونة. تعض الجميع. ” لكن استير أصرت.
كانت الأيام التالية صعبة جداً بالنسبة لإستير ، جسديًا وعاطفيًا وروحيًا. تخلت عن طعامها الهزيل في السجن لتلك المرأة القذرة والمجنونة. وبدلاً من احتقارها ، مثل أي شخص آخر، صلىت أستير من أجلها بدون توقف ، وضحت بوسائل الراحة الخاصة بها للوصول إلى قلبها . مع مرور الوقت ، تمكنت من مشاركة حب المسيح مع صديقتها الجديدة. ذهل السجناء الذين شهدوا تحول المرأة.
يوم سيقت الشابة إلى ألاعدام ، غمرت الدموع عيني أستير ، لمشاهدتها وهي تسير “كأنها تسرع للقاء يسوع المسيح”. لأن استير قررت احتضان تلك المرأة “المجنونة” و “الخطيرة” بحب لم تكن تعرفه من قبل ، وقد اتبعت العديد منها منذ ذلك الحين مثالها المذهل على “معاناة المشقة كجندي صالح للمسيح”. من خلال فتح ذراعيها لاستقبالها، كأنها تستقبل المسيح، جذبت إستير العديد من السجناء، الذين لم يسمعوا بالبشارة بخلاف ذلك ، مباشرة الى قلب ملكوت الله.
هل أنا مستعد ان أعاني من إجل يسوع المسيح؟ في وسط أنماط حياتنا المريحة ، من السهل التفكير ، “بالطبع ، إذا جاء الاضطهاد فلن أنكر اسم المسيح أبدًا. بالطبع ، إذا أُلقيت في السجن ، فسأظل قويًا في إيماني “.
يجب أن نسأل أنفسنا ، هل نحن “نموت من أجل الذات” يوميًا ، كما فعلت أستير؟ أم أننا أكثر اهتماما بحماية وسائل الراحة والمصالح الخاصة بنا؟
'علاقة حب مع ألاب
كم هي قوية علاقتك بالله، أبانا السماوي؟ والدك الأرضي قلق للغاية بشأن كل مشكلة تواجهها. أباك السماوي لديه قلق أكبر لأنه يعرف المشاكل التي لا تكشفها لأحد، حتى لذاتك في بعض الأحيان.
في أول يوم جمعة من كل شهر ، كان القديس فرنسيس الأسيزي يقضي وقتًا بمفرده في الصلاة في الغابة ، من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة السادسة صباحًا. سأله مرة أحد إخوته عن هذا الروتين، “كيف يمكنك أن تبقى مستيقظًا طوال الليل وأنت تصلي ؟” رد القديس فرنسيس: “اذهب إلى الغابة بكيس فارغ وحقيبة أخرى مليئة بالحجارة. هناك ، صلّي “ألآبانا”. في كل مرة تكرر فيها الصلاة ، انقل حجرًا إلى الحقيبة الفارغة. افعل ذلك طوال الليل ومع اقتراب الفجر ، سترى أنه تم نقل جميع الأحجار إلى الحقيبة الفارغة ولن تشعر بالنعاس! ”
كان أخوه سعيدًا جدًا لسماع ذلك ، فاتبع نصيحة القديس فرنسيس. مع اقتراب الفجر، قام بنقل حوالي ثلاثمائة حجر إلى الكيس الفارغ. عندما طلع الفجر أخيرًا ، شعر بسعادة غامرة لأنه صلى طوال الليل دون ان يشعر بالنعاس أو التعب. ركض ليخبر القديس فرنسيس كم مرة كرر فيها صلاة الرب. وحين وجده، شيئ مميزاً لمس قلبه. كان القديس فرنسيس راكعًا بجانب السياج ، باكياً، محدّقاً إلى السماء ، متشبثًا بالحجر الأول الذي في يده ، ولا يزال يصلي الجزء الأول من “ألآبانا”. منذهلا مما راى، أدرك الأخ أن علاقة القديس فرنسيس بالله كانت عميقة جدًا. لم يكن بحاجة إلى أن يصلي صلاة الرب عدة مرات ليبقى مستيقظاً. في حبه العميق لله ، كانت كل كلمة في صلاته رائعة بشكل لا يسبر غوره.
عندما قرع الجرس الصباحي، انطلق القديس فرنسيس إلى القداس دون أن يكمل “ألآبانا”. هنا انهار ألاخ بالبكاء. فاحتضنه القديس فرنسيس ، قائلاً: “ما نحتاجه في صلاتنا وفي حياتنا المسيحية هو محبة شديدة لأبينا السماوي. إذا كانت لديك علاقة حب مع آباك الذي في السماء، فكل الاشياء آلاخرى ستوضع في مكانها”.
'سؤال: خسرت صديقتي المفضلة معركتها الرهيبة مع السرطان. كان من المؤلم جداً أن نشاهدها تعاني لفترة طويلة، لتذهب في النهاية. كانت واحدة من أكثر الأشخاص المتعبدين لله الذين عرفتهم. لماذا يسمح الله أن يعاني الناس الطيبين؟
الجواب: منذ آلاف السنين ، واجه رجل يدعى أيوب نفس السؤال. لماذا يعاني الصالحين، بينما يبدو أن الخطاة ينجحون؟ في نهاية سفر أيوب، يجيبه الله من زوبعة ويقول ، ما خلاصته ، “طرقي ليست طرقك!”
ولكن بعد أيوب جاء يسوع، فغيّر طبيعة المعاناة بشكل جذري.
منذ أن كان يسوع – الله في الجسد ، كان يمكنه أن يتجنب كل انواع المعاناة. كونه إلهاً ، كان قادراً أن يتجنب كل انواع الآلام النفسية أو الجسدية من مرض ، اصابة، وفاة صديق، التعذيب أو الموت. لكنه اختار أن يعيش هذه الأختبارات لأنه عمانوئيل – الله معنا! عرف يسوع أن المعاناة جزء من حالة الإنسان ، لذلك اختار أن يصبح “مثلنا في كل شيء ما عدا الخطيئة” (عبرانيين 4:15.
لم تكن المعاناة جزءًا من خطة الله الأساسية. لكنها دخلت العالم بسبب الخطيئة الأصلية. عندما رفض آباؤنا الأولون البركات التي أعدها الله لهم، وسعوا إلى جعل أنفسهم آلهة ، كانت النتيجة الموت، المحاكمة، الضيق والألم. لكن الله لم يجعل العذاب كعقاب. كلا، إنه علاج شفائي، لأن المعاناة تعلمنا أن الحب مكلف.
ضع في اعتبارك ذلك – عندما تثابر الأم في رعاية طفلها المريض ، فهذا أمر شاق – ولكنه أيضًا عمل من أعمال الحب. عندما يعمل الأب بجد وتعب لوضع الطعام على طاولة عائلته ، فهذا أمر شاق – ولكنه أيضًا عمل من أعمال الحب. عندما يتحمل الأخ أختًا صغيرة مزعجة ، فذلك أمرًا صعبًا – لكنه فعل حب. لن نتمكن من تعلم الحب ان لم يكن فيه معاناة.
عندما كانت صديقتك تخضع لعلاجات السرطان ، أتخيل أن الكثير من الناس ساعدوها وبطرق شتى. لقد طبخوا لها، أخذوها إلى المواعيد ، شجعوها ، وصلىوا من أجلها – وفي كل ذلك ، تعلّمَ كل من حَولها كيف تكون التضحية بحب على مثال يسوع.
عندما نتألم ، يمكننا أن نتشبه بالمسيح. إن عيش اختبار السرطان يعلمنا فضائل الشجاعة والمثابرة والتواضع … وعندما نقدمها بالاتحاد مع المسيح “كتضحية حية” (رومية 12: 1) ، نشارك معه في خلاص العالم! كل معاناة نتحملها يمكن أن تساعدنا على النمو في الفضيلة.
في النهاية ، لم يَعد يسوع أبدًا عالمنا بالسعادة. بل وعد بالصليب. لكنه، وعد أيضًا بأنه لن يتخلى عنا، وأن كل الأشياء تعمل لخير أولئك الذين يحبونه. من منظور أبدي ، تسببت معاناة صديقتك وموتها في تقديسها. نعمٌ لا حصر لها، حصل عليها الآخرون – وهي نعمٌ لن نفهمها إلا عندما نلتقي بالمسيح في الحياة الأبدية!
'