Home/يواجه .. ينجز/Article

ديسمبر 03, 2021 575 0 Father Tao Pham
يواجه .. ينجز

تحدي العاصفة

يشارك الأب تاو فام رحلته التي تحبس الأنفاس في العاصفة، على الرغم من إعاقته الشديدة.

لتحقيق حلمي في أن أصبح كاهنًا، كان عليّ التغلب على الكثير من التحديات والصعوبات. في كثير من الأحيان، عندما بدا الألم غير محتمل، صليت لكي تتحد آلامي مع يسوع. كنت أعلم أنه يمكنه فعل أي شيء، لذلك إذا أرادني أن أصبح كاهنًا، فأنا في يوم من الأيام سأكون كاهنًا. ولدت في شمال الفيتنام، السابع من بين ثمانية أولاد. نشأنا في قرية فقيرة للغاية حيث ينتهي التعليم في السنة التاسعة، لكنني شعرت بأن المسيح يدعوني إلى الكهنوت. كان هذا ممكنًا إذا تلقيت تعليمًا جامعيًا فقط. عندما كانت الرابعة عشر من عمري، نودع أنا وأخي أسرتنا بحزن لنتمكن من الالتحاق بالمدرسة الثانوية.

في ذلك الوقت، أغلقت الحكومة الشيوعية في شمال فيتنام جميع المعاهد الدينية، لذلك بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، أمضيت أربعة سنوات في مساعدة كاهن رعيتنا بدوام كامل، و أربعة سنوات في الجامعة و أربعة سنوات في التدريس قبل أن أبدأ أخيرًا التدريب في المدرسة اللاهوتية في الجنوب. لقد تحقق حلمي أخيرًا، لكن هذه كانت البداية فقط. عندما أنهيت ثلاثة سنوات من الفلسفة، دعيت لاستكمال دراستي للكهنوت في أستراليا.

غير متوقع…

بعد ثلاثة سنوات أخرى من دراسة اللاهوت وسنة من التوظيف الرعوي، تلقيت أخيرًا الأخبار السارة بأن الأسقف قد اختار تاريخ سيامتي كشماس. قبل أيام قليلة من اليوم الكبير، تعرضت لحادث بسيط عندما سقط صندوق السيارة سحق أصابعي عندما كنت أقوم بإخراج أمتعتي. قام الإكليريكيون الآخرون بتنظيف جرحي، لكن الأصابع أصبحت منتفخة ومؤلمة للغاية لدرجة أن انتهى بي الأمر بالذاهب إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام. لدهشتي، أخبرني الأطباء أن لدي أقل من خمسين بالمئة من حجم الدم الطبيعي لأنني تعرضت لنزيف داخلي. اكتشفوا قرحة في المعدة تحتاج إلى عملية طارئة.

عندما استيقظت، اندهشت لوجودي نفسي مقيدًا بالسرير. قال الطبيب إنني كنت أرتجف بشدة لدرجة أنهم اضطروا إلى تقييدني حتى يتمكنوا من نقل الدم. أخبروني أنني مصاب بمرض الكزاز، ولكن بعد اربعين يومًا من العلاج، كنت في حالة جيدة بما يكفي للعودة إلى المدرسة لبدء دراسة مكثفة قبل الرسامة. بعد عدة أسابيع طلب مني المطران الحضور والبقاء معه. كان من الرائع المشاركة معه في القداس، لكنني انهرت فجأة في الكاتدرائية واضطروا لنقلي بسرعة إلى المستشفى.

وضعوني في العناية المركزة لأنني أصبت بعدوى دموية كارثية ولم يكن من المتوقع أن أعيش. توقفت عن التنفس مما اضطروا لوضعي على أجهزة الإنعاش. كان الأطباء متأكدين من موتي فأرسلوا خبر إلى عائلتي فأتى أخي من فيتنام. بعد تلقي المشحة الأخيرة، تم إيقاف أجهزة الإنعاش، لكنني لم أموت. بعد بضع ساعات، قاموا بتشغيل الآلات مرة أخرى. و بعد أسبوعين، أوقفوا تشغيل الآلات مرة أخرى، لكنني بقية على قيد الحياة. انتهى بي الأمر في غيبوبة لمدة أربعة و سبعين يومًا وخضعت لثمانية عشرة عملية جراحية.

القطع

عندما استيقظت من الغيبوبة، كنت لا أزال أشعر بألم شديد. لم أستطع التحدث لأنه كان هناك أنبوب في حلقي. حتى بعد إزالة الأنابيب، لم أستطع الكلام. استغرق الأمر شهورًا لتعلمي التحدث مرة أخرى ببطء وبصورة مؤلمة. كانت حالتي لا تزال حرجة، لذا أعدني الأطباء لإجراء عملية جراحية أخرى، وكان أخي قد وافق عليها بالفعل، رفضت الأمر عندما قرأت أنهم كانوا يخططون لقطع ساقي. قال لي الطبيب إنني سأموت إذا لم يتم بترها، لكنني لم أرغب في أن يمنعني ذلك من سيامتي كاهنًا. لم أتخلى عن حلمي في أن أصبح كاهنًا على الرغم من أن عائلتي والعديد من الأصدقاء الطيبين أخبروني أن حالتي ميؤوس منها، لمجرد العودة إلى الوطن إلى فيتنام والزواج. كان الأمر صعبًا للغاية، عقليًا وجسديًا، لكنني أعلق أملي وثقتي بالله.

بعد شهر من “لا شيء بالفم”، كنت أتوق بشدة لاستقبال ربنا في المناولة المقدسة. إذا كان بإمكاني تلقي قطرة من الدم الثمين، فكنت مدركا” بأنني سأشفى. في اليوم التالي، أحضر لي الأب بطرس الدم الثمين في المناولة المقدسة. عندما أسقط بضع قطرات في فمي،  تخيلت أنها تتحرك في جسدي وتلامس العدوى. في اليوم التالي شعرت بتحسن كبير. تم إجراء الاختبارات وذهبت العدوى.

بعد أكثر من عام في المستشفى، اجتمعنا مع طاقم المستشفى لمناقشة مستقبلي. حضر الأسقف نيابة عن عائلتي. أفاد الطبيب أنني لن أتمكن من المشي مرة أخرى وسأحتاج إلى رعاية عالية المستوى لبقية حياتي اربعة و عشرين ساعة في اليوم. قالوا إنني لن أتمكن من الاعتناء بنفسي أو الاستحمام بنفسي أو حتى الدخول أو النهوض من السرير دون مساعدة. كان من المؤلم سماع هذا، بل والأكثر تدميراً سماع قرار الأسقف بأنه لن يرسمني شماسًا أو كاهنًا. بعد كل سنوات الدراسة والانتظار، بدا لي أن حلمي قد انتهى.

كان الأمر صعبًا جدًا بالنسبة لي، لكنني أكملت الصلاة. كنت مصممًا على المشي مرة أخرى، لذلك عملت بجد في جميع التدريبات الجسدية المؤلمة التي تلقيتها، وقدمت معاناتي بالاتحاد مع المسيح لجميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى صلواتي. استغرق إعادة التأهيل سنوات. غالبًا ما شعرت بالرغبة في الاستسلام، لكني تمسكت بحلمي وهذا منحني الشجاعة للمضي قدمًا.

عيون متلألئة

على الرغم من كل هذه التحديات والعقبات، ما زلت أشعر أن المسيح يدعوني لأصبح كاهنًا لخدمة شعبه، حتى في ظل ضعفي. لذلك، أرسلت ذات يوم رسالة إلى رئيس أساقفة ملبورن أطلب منه قبول سيامتي. لدهشتي، رتب الأمر لرؤيتي على الفور ومناقشة ما يريدني القيام به. وافق على سيامتي، حتى لو اضطررت إلى الاستلقاء على السرير أو الجلوس على كرسي متحرك، و أخبرني أنني سأتحسن و سأمشي مجددا”. في تلك المرحلة كنت لا أزال على كرسي متحرك، واصلت العمل في تماريني بينما أنهيت دراستي، و عندما أتى يوم الرسامة كنت قادرًا على الانضمام إلى الآخرين الذين كانوا يسيرون في موكب. امتلأت الكاتدرائية بوجوه الأصدقاء المبتهجة. لقد قابلني الكثير منهم عندما كنت بحاجة إلى رعايتهم في المستشفى حتى عرفوا كم كان مذهلاً أنني عشت لأرى هذا اليوم. ملأت دموع الفرح عيني واستطعت أن أرى عيونهم البراقة أيضًا. لم أصدق أن هذا اليوم قد جاء أخيرًا، بعد ثلاثون عامًا من مغادرتي القرية سعياً وراء حلمي.

أعمل الآن مع كاهنين آخرين في جمعية مزدحمة تضم اربعة كنائس وعدة مدارس و ستة دور رعاية. كل يوم كنت أدخل فيه لتلاوة القداس هو بمثابة معجزة جديدة. لا أعتقد أنني سأتعب منه أبدًا. معززًا بذبيحة المقدسة، أخرج لزيارة الأطفال في المدارس و المسنين في دور الرعاية الأهلية. أشعر بأنني محظوظ لتقديم حضوره إليهم. لقد انتهى الانتظار الطويل للمشاركة في كهنوت المسيح ويمكنني أن أشاركهم ثمار معاناتي بالاتحاد معه.

لقد مكنتني المثابرة في كل الصعوبات التي أواجهها من فهم ومساعدة الناس في محنتهم. لقد تعلمت أن التفكير في احتياجات الآخرين ووضع الابتسامة على وجوههم ينسيني محنتي ويحول معاناتي إلى فرح. عندما يأتي الناس إلي للحصول على المساعدة، كنت اعتمد على القوة التي اكتسبتها من أمراضي لتشجيعهم على المثابرة خلال تجاربهم. لأنهم يرون أنني أعاني من إعاقة، يسهل عليهم التواصل معي في أوقات الشدة حتى يتمكنوا من الحصول على دعم الكنيسة للحفاظ على الأمل في أصعب الأوقات.

Share:

Father Tao Pham

Father Tao Pham is a priest in the Archdiocese of Melbourne, assisting in the Greensborough North, Greensborough and Diamond Creek parishes. This article is based on his testimony and the Shalom World program “Triumph”. To watch the episode visit: www.shalomworld.org/show/triumph

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles