Home / Interview

مارس 04, 2024 76 0 Neal Lozano

يمكنك أن تكون حرًا!

نحنُ جميعًا أبناء الله، مدعوون للسير في الحريّة التي دفع لنا يسوع ثمنها على الصليب. ومع ذلك، فإننا نسعى جاهدين، ونفشل، ونشعر باليأس، ونفقد قلوبنا. هل هناك طريقة للخروج؟

بأكثر من ٥٠ سنة من الخبرة الرعوية في مساعدة النّاس على إيجاد الحرية في المسيح، يشارك نيل لوزانو رحلته المذهلة كمراهق مُتزعزع فقدَ إيمانه، ليصبح بالغًا يكتشف الحريّة الحقيقية في المسيح. حاليًا هو أحد المبشرين الأكثر رواجًا وسفير الخلاص من الخطيئة في العالم، تعمل خدمة “هارت أوف زي فازر” (قلب الآب) ونموذج الخلاص من الخطيئة “أنباوند” (غير مقيّد) على تغيير حياة العشرات وتقود كل شخص إلى تجربة الحرية الحقيقية كأبناء لله.

مقتطفات من محادثة نيل مع المُحرر المُساهم لدينا، ريشما توماس، يتم مشاركتها أدناه.

مساعدة الناس على اكتشاف خدمة “هارت أوف زي فازر” (قلب الآب) هو التّركيز الأساسي في حياتك وخدمتك. هل يحقُّ لي أن أفترض أنك أيضًا، لديك رحلة لاكتشاف هذا الحب العميق؟

لدي قصة المبتدئين المعتادة من أنني ولدةُ كاثوليكيًا وشردتُ بعيداً في سنوات مراهقتي ولكن بعد ذلك، فقدتُ والدي في سنّي الـ ٢١ وبدأتُ استجوابَ الله. وأودّ أن أقول إن الله كان يدعوني إليه بطرق مُتعددة وباستخدام أشخاصًا مختلفين، لكنني ظللتُ أتحرّك ذهابًا وإيابًا لفترةٍ طويلة حتى وصلتُ إلى الحضيض وأدركتُ أن الله هو المصدر الحقيقي الوحيد للفرح والسلام الدائميْن. لكن ذلك لم يكن سوى بداية الرحلة.

بمجرد أن عرفتُ هذا الحُبّ، شعرتُ أنه من المُهمّ نقلهُ، لذلك انخرطتُ في التبشير والشفاء لسنواتٍ عديدةٍ. على الرُّغم من أنني كنتُ أخدم الآخرين، اكتشفتُ أن الله الآب كان لا يزال مخفيًا عني. وأثناء سفري، رأيتُ أيضًا صرخة يائسة من قلب الإنسان لمعرفة الآب الأبدي.

وبعد ثلاثين عامًا من بدء رحلتي في الإيمان، بينما كنتُ أحضرُ مؤتمرًا، صلّى عليّ أحد الخدم من أجل الخلاص من الخطيئة، وكانت لدي خبرة قوية جدًا وعميقة في حضور الله. ما أدهشني هو كيف سلّمني الله بلطف. بدأتُ في أخذ هذه التجربة اللّطيفة إلى الأشخاص الذين خدمتهم. في عام ١٩٩٧، وبعد مؤتمر استمرّ أسبوعًا في بولندا، بدأتُ أرى قوّة الإنجيل التحويليّة تنطلقُ في أعماقٍ جديدة في قلوب الناس. حاملين هذا اللّطف الذي اختبرتهُ في الخلاص من الخطيئة، بدأنا نأخذ ببطء كلمة “أنباوند” (غير مقيّد) إلى الأشخاص المتعطشين إلى محبة الآب. لذا نعم، كانت هذه الرّحلة واحدة من اكتشاف ومشاركة خدمة “هارت أوف زي فازر” (قلب الآب).

كلمة “الخلاص” يُنظر إليها بشكل مُتشكك من قبل معظم العلمانيين. هل يمكنك شرح الكلمة في سياق خدمتك؟

الخلاص من الخطيئة، في الواقع، هو جزء طبيعي من الحياة المسيحية التي نختبرها ونحن نمضي قُدما في رحلتنا الروحية. لكنها أيضا كلمة يُساء فهمها. إنها كلمة أخرى للخلاص الروحي. غالبًا ما يتم تحريف الكلمة لتعني شيئا مخيفًا. إذا كان الشيطان لا يستطيع أن يقنعنا بعدم وجوده، فهو يريد أن يقنعنا بأنه أقوى مما يُعرف به؛ والخوف هو إحدى الطّرق التي يكتسب بها موطئ قدم في حياتنا.

الخلاص، في الواقع، هو عمليّة فهم وجود الشيطان، وإدراك أنه ليس قويًا بما يكفي للتغلب على إرادتنا، وتحديد الأبواب التي سمحنا الدخول له من خلالها، وإغلاقها باسم يسوع. هذا ما يحاول “أنباوند” (غير مقيّد) القيام به؛ يُغلق الأبواب التي فتحتها ردودنا السابقة على التجارب المؤذية في قلوبنا ويطرد الأرواح الشريرة من حياتنا بقوة قيامة يسوع.

تمت ترجمة كتاب “أنباوند” (غير مقيّد) إلى٢١ لغة ويساعد الكثيرين على المطالبة بالحرية التي دفع ثمنها المسيح لنا. بالنسبة لأولئك الذين لم يقرؤوه بعد، هل يمكنك مشاركة باختصار كيف يمكن للمرء أن يتحرر ؟

يدور “أنباوند” (غير مقيّد) حول خمسة مفاتيح ستساعدك على العيش بحرية حقيقية.

التوبة والإيمان

الخطوة الأولى هي إدراك أعمق للحاجة إلى يسوع والاعتماد عليه كمخلصنا. إن تسليم أنفسنا وتسمية خطايانا والاعتراف بها بصدق يفتح الباب أمام نعمة الله للدخول في حياتنا.

الغفران

لقد تعرضنا جميعًا للأذى، ويدرك معظمنا الحاجة إلى التسامح. لكن الناس لا يتحدثون الكلمات بصوتٍ عالٍ في الكثير من الأحيان، لذلك نقودهم إلى قولها بصوتٍ عالٍ، تحديدًا: “باسم يسوع، أغفر…والدي لتعاطيه الكحول…ولجميع الأوقات التي كان يصرخ بها على أمي ويسبب لي مثل هذا الخوف.

العُدول عن الشّر

إذا كانت خطايا القلب، مثل الكبرياء أو الشهوة أو الوحدة أو كراهية الذات أو رفض الذات أو عدم الجدارة، قد اكتسبت موطئ قدم في حياتنا، فيمكن أن تصبح جزءًا من طريقة تفكيرنا. العُدول يعني إعلان أنك لم تعد ترغب في التعامل مع هذه الأكاذيب التي زرعها الشيطان فيك. “باسم يسوع، أتخلى عن الكبرياء وكراهية الذات والشهوة…”

كلمة الأمر أو السلطة

هذا عندما يتخذ الشخص موقفًا، كـإبن الله، ضد الأعداء. بمجرد أن نتوب ونغفر ونعدل، يجب على العدو أن يرحل. لذلك، فإننا نأمر بالأشياء التي عدلنا عنها بشكل خاص؛ على سبيل المثال؛ “آمر أي روح تم نبذها، بالمغادرة باسم يسوع”.

نعمة الآب

جاء يسوع ليكشف عن الآب. كما ذكرت، من تجربتي أن الكثير ممن التقوا بالمخلص واتبعوا الرب لم يعرفوا الآب بطريقة شخصية. لذلك، نحاول أن نقودهم إلى قلب الآب المُحب والرّحيم لتجربة الحرية كـإبن لله.

يستخدم الكثيرٌ من الناس هذه المفاتيح في فحصهم اليومي للضمير. عندما أشعرُ بالإرهاق بعد مؤتمر في الخارج، غالبًا ما تذكرني زوجتي بالجلوس وتصفح هذه المفاتيح الخمسة. التّوبة، الغُفران، التّخلي، أخذ السلطة كأبناء الله، والعودة إلى قلب الآب.

لقد شعرتُ أن الهديّة الحقيقية لخدمة “أنباوند” (غير مقيّد) هي أن يتعرف الناس على أرواحهم ويعرّفون أنفسهم. إنهم يتلقون كلمات لتسمية كل تلك المشاعر السلبيّة التي يمكن أن تصبح مدخلاً للعدو ويدركون أن لديهم السلطة لإغلاق هذه الأبواب واستعادة هويتهم كأبناء لله.

أحد العوامل التي تبعد الناس عن الله هو عدم استجابة الصّلوات. ماذا تقول لشخص يشعر بالاستياء والمرارة تجاه الله؟

أتساءل عمّا إذا كانت أي صلاة لا تستجاب بالفعل. الصلاة هي تعبير عن علاقتنا مع الله. عندما لا يعطينا الله ما نطلبهُ في جدولنا الزمني، يتم حينها اختبار علاقتنا معه. ومع ذلك، نقرأ في الكتاب المقدس أننا بحاجة إلى المثابرة في الصلاة والاستمرار في الصلاة. كيف يكون من المنطقي أن نستمر في الطّلب عندما يبدو أنه لن يعطينا إياه؟

عندما نثابر في الصلاة، فإننا نتعمّق أكثر في العلاقة معه. كلما تعمّقنا في علاقة معه، تغيرت صلواتنا. قد تظل تقول: “من فضلك اشفِ طفلي”، ولكن في الوقت نفسه، قد تقول أيضًا: “يا ربّ، أريد فقط أن أحبك. أريد أن أثقَ بك مهما حدث.” نحنُ جميعًا نمرُّ بمعاركنا الروحيّة الفرديّة. علينا أن ندرك ما يكذب به العدو وما يريدنا أن نصدّقه. قد تراودنا أفكار اليأس وخيبة الأمل والإحباط، أو قد نشعر حتّى أن الله قد نسيَ أمرنا ولا يهتم. هذه الأكاذيب لا تتماشى مع الحقيقة على الإطلاق. إن تذكير أنفسنا بالحق، وإعلان الحقّ، والتمسّك بالكتاب المقدس هو ما سيحبط بالتأكيد خطة العدو، وهي إضعاف ثقتنا بالله.

نَصلُ إلى أكثر من٩٠٠ سجن من خلال مجلّتنا. ماذا تخبرهم عن الحرية التي يمكنهم اختبارها في المسيح؟

وقتٌ مثير للاهتمام بالنسبة لك لطرح هذا السؤال…لأنه في الأسبوع الماضي فقط، قضينا بضعة أيام في سجن شديد الحراسة. بينما كنا نقود السجناء عبر المفاتيح الخمسة، أتذكر أن أحدهم شارك أنه استعاد هويته. كان هناك أيضًا شخصٌ آخر، بعد تلقي صلاة الخلاص، نظر إلى الجدران وقال: “أنا أكثر حرية من أي وقت مضى في الخارج.”

لذلك، أريدُ أن أقول لأصدقائي وراء القضبان: “الله ليس بعيدًا عنكم. يمكنكم مقابلته من جديد والعثور على هويتكم الحقيقية فيه. يمكنكم التحرّر من الأكاذيب التي وضعت الأساس لأي جريمة ارتكبتموها، ويمكنكم أن تكونوا أحرار. والأهمّ من ذلك، يمكنكم التّعرف على الآب السماوي من خلال ابنه. ويمكنه لمس كل منطقة من مناطق احتياجاتكم. يمكنه سماع قلبكم، بغض النظر عن مكان وجودكم.”

Neal Lozano

Neal Lozano currently serves as the Executive Director of Heart of the Father Ministries. He lives with his wife Janet outside of Philadelphia and enjoys spending time with his 14 grandchildren. Find out more at heartofthefather.com

Share: