• Latest articles
أبريل 03, 2019
جذب أبريل 03, 2019

ان الحياة قاسية، وغالبا ًما نجد أنفسنا في مواقف صعبة. عندما تغمرنا أو تحيرنا طريقة التعامل مع قضية محددة، أحيانا ما نحتاج إلى خارطة طريق. وبالنسبة للمسيحيين، يقدم الكتاب المقدس والتعليم الموجود في “التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية” هذه الخرائط. إلا أن كلاهما يمكن أن يكونا صعب. فضيق الوقت إلى جانب تعقيدهما وحجميهما الكبيرين يمكن أن يعيق معظمنا عن استخدام هذه الكنوز. يحتاج معظمنا إلى شروحات للتنقل بينهما. خاصة عندما يكون الوقت عامل جوهري ويجب أن تأخذ قراراً سريعاً. غالباً ما تكون قضايانا حديثة؛ مثل تلك التي تنتج عن التكنولوجيا؛ وبالتالي نحن لا نحصل دائماً على اجابات قاطعة. فيجب أن نستنتج مثل هذه الإجابات، وهي مهمة صعبة، وتتطلب في كثير من الأحيان بعض التدريب في هذه المصادر أو في هذه الكتب. وفي كثير من الأحيان يجب أن تنتظر إجابات الأسئلة حتى تناقشها السلطات التعليمية آخذة وقتاً كبيراً بدون تقديم إجابات محددة. والخبر السار أن يسوع يقدم لنا علامة أو معيار نستطيع به أن نأخذ جميع قراراتنا وأن نحكم به على أي فعل.

فأثناء خدمة يسوع سُئل عن ما هي الوصية العظمى في الناموس (مرقس 28:12-34، متى34:22-46، لوقا 25:10-37). وأتت بعده اليهودية الحاخامية لتوضح ما مجموعه 613 وصية في التوراة أو ناموس موسى. يُثبت رد يسوع أنه المعلم الأعظم، وفي الوقت ذاته يقدم لنا مؤشراً نستطيع به أن نحكم على كل الأفعال والقرارات، فهي خارطة الطريق الخاصة بنا والتي تلخص جوهر التوراة. اجاب يسوع على هذا السؤال باقتباس ما يمكن أن يكون أشهر نص بالنسبة لليهود في القرن الأول، وحتى الآن، ثم يضيف إليه نصاً أقل شهرة في التوراة وهو يجمعهما بطريقة تفترض سلطانه وألوهيته مسبقاً.

يبدأ رده على هذا السؤال باقتباسه “شيما Shema” (مقطع ثلاثي من التوراه اليهودية وتعتبر جزءاً أساسياً من الصلاة اليهودية الصباحية والمسائية) تثنية 4:6-5 في مرقس 29:12 (والذي يتفق علماء الكتاب المقدس جميعاً بأنه أول أنجيل تمت كتابته بين الأناجيل الأربعة) حيث يقول أن يسوع أجاب هكذا “إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.” ثم يستمر يسوع باقتباس بقية الشيما “وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ،” (تثنية 5:6، مرقس 30:12) ويوضح يسوع أن هذه الوصية هي الأعظم والأكثر أهمية (مرقس 28:12، متى 40:22) “الشيما”، والتي تعني بالعبرية “اسمع!”، هي إشارة إلى الكلمة العبرية الأولى في هذا المقطع، وتأمر إسرائيل أن يسمع. فقد كانت، ولا تزال حتى يومنا هذا، إعلان إيمان التوحيد الكلاسيكي عند اليهود.

ثم يستمر يسوع ليوضح أن هناك وصية أخرى، ويقتبس لاويين 18:19″لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ.” يقول متى 39:22-40 “وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ”. ويضيف مرقس 31:12 توضيح يسوع “لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ”.  

وفي تلخيص الناموس كله وصولاً إلى جوهره يبرز لنا، وهو مناسب لقصدنا، أن يسوع يشير إلى شيء واحد بارز ألا وهو “المحبة”. فكلا النصين عن التوراة يستخدم الجذر العبري “أهافا ahavah “. وليست مصادفة أن يشير يسوع إلى هذا المبدأ، ففي نهاية الأمر، يقول العهد الجديد صراحة أن “الله محبة” (1يوحنا 8:4). فالمحبة تتمم الناموس أو هي جوهر الناموس، والله محبة. والكثيرين، مثل الفرير الفرنسيسكاني والمتصوف الحديث “ريتشارد روهر” في كتابه الأخير: “الرقصة الإلهية، الثالوث وتغيير هيئتك” “The Divine Dance: The Trinity and Your Transformation”، يقترح أن لغة الله هي المحبة وأن الثالوث يوجد في المحبة. وهكذا ففي النهاية، المحبة هي محور الأمر كله: محبة الله والإنسانية هي بالتحديد ما يوضحه يسوع أنه الأكثر أهمية. هل يوجد سلطان أعظم من يسوع بالنسبة للمسيحيين؟. ويتفق هذا مع ما كتبه الرسول بولس، رسول الأمم، في غلاطية 14:5 “لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».” (رومية 9:13، يعقوب 8:2) كما توضح 1بطرس  8:4 “وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا.”

المحبة أوahavah  هي جوهر المسيحية. “أهافا” هي طبيعة الله نفسه (1يوحنا 8:4) وهي ليست مبالغة أن نفترض أن المحبة هي ما تربطنا جميعاً معاً. متصوف حديث آخر للإيمان، الراهب البندكتيني الراحل “بيديه غريفث” في كتابه “الخيط الذهبي”، قال ببلاغة: “أن المحبة يمكن أن تعطينا نوعاً من المعرفة هي أبعد من الإيمان والمنطق. فالسر الإلهي هو في النهاية سر المحبة…”.

أيضاً، يقدم لنا تعليم يسوع عن “أهافا” إطاراً نستطيع به أن نحكم على كل الأفعال، والقرارات؛ إطاراً من المحبة. يجب أن تسأل دائماً “هل تُظهر أفعالي أو قراراتي محبة لله أو للقريب؟” من الممكن أن تتساءل ما معنى أن تحب الله من كل قلبك، نفسك وفكرك؟ بالنسبة للمبتدئين: قضاء وقت مع الله والإمتناع عما يفصلنا عنه هو أحد الطرق التي تظهر محبتنا لله. ربما تسأل أيضاً كيف أحب قريبي كنفسي؟ الأمر الأول والمهم هو أن تطلب الخير للآخر حتى وإن كان على حساب نفسك.

يذكرنا القديس يوحنا بولس الثاني أن الحياة الحقيقية تتضمن التخلي عنها. كتب توماس ميرتون: “المحبة النقية المضحية لا تحيا على ما تحصل عليه؛ بل تحيا على ما تعطيه. فهي تزيد بأن تسكب نفسها للآخرين، تنمو بأن تضحي بنفسها وتقوى بأن تتخلى تماماً عن نفسها” هذا تناقض وبديهية. كما هو الحال مع تعاليم يسوع والإنجيل، فإنه يقلب مفاهيمنا رأساً على عقب. ومع ذلك ففي بذل الذات، الموت عن الذات، نحن نجد الحياة والحرية الحقيقية. هذا الموت عن الذات وتخليص أنفسنا من الأنا أو الذات المزيفة هو ما يعني أن نكون في المسيح. غلاطية20:2 “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي”

ربما تتساءل: كيف أطبق “أهافا” في الواقع؟ وربما تتساءل هل يجب أن أغفر للشخص الذي صنع معي أموراً بشعة، الذي آذاني حقاً أو آذى أحبائي وتسبب لي في الكثير من المعاناة؟ بحسب هذا المبدأ “أهافا” للرب وللآخر، “نعم!” هي الإجابة التي لا لبس فيها. لأن محبة القريب يتبعها الغفران له. فلن يكون هناك محبة بدون غفران، بل أذية لك وربما أيضاً للقريب. ويتوافق هذا مع تعاليم يسوع في مكان آخر في خدمته. بالتحديد، هو أمراً إلزاميا لسعادتنا الأبدية أن نغفر بعضنا لبعض (متى 15:6، متى 35:18). وستجد أن مبدأ تعليم يسوع عن المحبة يتماشى مع كل الكتاب المقدس ويعود بالخير والسعادة لنا وللآخرين. الأصل الإلهي للمحبة يلخِّص الناموس في تعليم سهل وسريع. يمكن أن يتذكره العقل بسهولة وبهذا يكون بمثابة علامة مفيدة.

مثال آخر: افترض معي أحد الآباء يحاول أن يقرر كم من الوقت يجب أن يسمح لابنه أن يستخدم الآيباد في اليوم. لأسباب واضحة؛ يصمت كلا من الكتاب المقدس والتعاليم المسيحية في هذه المعضلة الحديثة. ولكن من أجل نمو الطفل وسعادته من المهم للأب أن يقرر. تلخيص يسوع للناموس وإشارته إلى محبة الله والقريب بالفعل يقدم لنا المفتاح. ففي هذه القضية يمكن أن تسأل وتتأمل في كيفية محبتك للقريب – ابنك، في هذا المثال ستفكر في كيفية إظهار المحبة لابنك وليس فيما هو مناسب لك أكثر؟ يمكن أن تظهر محبتك لطفلك في ان تسمح له باستخدام الآيباد لوقت قليل فقط خلال اليوم، وبهذه الطريقة سيتعلم طفلك أن ينمي عادات أخرى مثل القراءة، خلق الصداقات أو اللعب في الخارج بين أحضان الطبيعة.

“لتكون المحبة حقيقية يجب أن يكون لها تكلفة – يجب أن تفرغنا من ذواتنا” سانت تريزا من كلكتا

 

تختلف كل حالة عن الأخرى والصلاة دائماً مهمة؛ ولكن تلخيص يسوع للناموس يقدم لنا المفتاح للحكم على جميع القرارات والأفعال. فهو الإطار الذي يساعدنا أن نطلب محبة الله والقريب وليس محبة النفس. وبينما تقابلنا قضايا الحياة اليومية نستطيع أن نلجأ بسرعة إلى هذا المبدأ؛ فنسأل أنفسنا: ما الذي سيُظهر محبة الله أو القريب بصورة أكبر؟ في هذه الأمثلة وفي قضايا أخرى عندما نستطيع أن نظهر محبة للقريب فعادة ما يتبعها دائما حضور محبة الله والعكس صحيح.

يكتب الرسول بولس في غلاطية 14:5 “لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ:«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»” يشير يسوع إلى هذا المبدأ على أنه جوهر تبعية الله. فالمحبة هي جوهر حياتنا لأنها جوهر الله. لذلك يجب أن تكون هي خارطة الطريق لنا في كل الأمور. ومن الملائم أن نختم بنص يجب أن نحفظه عن المحبة ويجب أن نبدأ في تطبيقه. عندما جاء ليسوع السؤال عن ما هي أعظم وصية في الناموس أجاب وقال: “إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ” (مرقس 29:12-31)

حقاً كل ذلك يتلخص في “أهافا”

 

 

 

'

By: James S. Anderson

More
أبريل 03, 2019
جذب أبريل 03, 2019

س: أنا أتصارع كثيراً مع الذنب والخجل، ماذا استطيع أن أفعل حيال هذا الأمر؟

ج: أولا اسمح لي أن اهنئك لأنك عرفت مشكلتك وترغب في أن تفعل شيئاً لتجد السلام. فبينما هناك أوقات يمكن للخجل أن يكون منهكاً تماماً، يمكن للذنب والخجل أيضاً أن يكونا شيء جيد جداً.

مؤخرا، أشار البابا فرنسيس إلى أن خبرة الخجل يمكن أن تظهر حقيقة إنسانيتنا العميقة ،حتى أنه دعاها “فضيلة” الخجل، وقال أن الخجل هي فضيلة مسيحية، وأن كل إنسان لديه القدرة على الشعور بـ”الخجل”… يوجد بيننا من لا يشعرون بالذنب أبداً وهؤلاء يُدعوّن “sin vergüenza” ما معناه “بلا خجل” لأن لا  قدرة لديهم أن يشعروا هذا الشعور. فالشعور بالخجل هو فضيلة المُتواضع. وهنا استطيع أن اسمع النكات عن الكاثوليك والذنب، فأنا لا استطيع أن أذكر اسم فيلم أو مسلسل تليفزيوني يحكي عن الكاثوليك بدون ذكر مبدأ “الذنب الكاثوليكي” بطريقة ما في القصة. تقول أمي دائما: “ما علاقة الذنب بالكاثوليكية؟ إنه مجرد ذنب!” فإن ارتكبت خطأً ما يجب أن تشعر بالذنب، أليس كذلك؟ فكيف تصف الشخص الذي يفعل شيئاً خطأً بدون الشعور بالذنب؟ نحن ندعوه “إضطراب سلوكي” أو أنه “معتل اجتماعياً”.

مؤشر مطلوب

الشعور بالذنب عند ارتكاب الخطأ هو علامة صحيحة وليس شيء خطأ. فالشعور بالذنب بهذا المعنى،  هو مثل الشعور بالألم عندما تلمس شيئاً ساخناً، فهو مؤشر على أنه يجب أن أغيِّر ما أفعل. لكن – وهذا أمراً هاماً – ليس الألم هو ما يؤلمني بل الحرارة. ليس الشعور بالذنب هو ما يؤذيني بل الخطية. إن الرغبة في تجنب الشعور السيء بخصوص ارتكاب خطأ ما هو شيئاً طبيعي؛ ولكنه ليس أمراً جيداً. انت لم تخلق للتعاسة أيضاً، جاء المسيح لكي يعطينا الحياة في ملئها، وهو يعرض علينا فرحاً أعظم مما نستطيع أن تجده في أي مكان آخر. ماذا نستطيع أن نفعل بخصوص مشاعر الذنب والخجل؟ كيف نتحرك في اتجاه الفرح؟ اعتقد أنه من المفيد أن نشير إلى الفرق بين الشعور بالذنب والشعور بالخجل. هما متشابهان؛ لكنهما ليسا نفس الشيئ. لذا فكيفية مواجهتهما لن يكون بنفس الطريقة أيضاً.

استمعت إلى مقابلة مع اثنين من المحلليلين، وقد قدما التحديدات الآتية لفهم أدق عن الفرق بين الشعور بالذنب والشعور بالخجل. قالوا أن الذنب هو إلادراك بالتعدي على بعض المعايير الموضوعية. فعلى سبيل المثال: أنا أعرف أنه من الخطأ أن أكذب ولكن عندما أكذب، فانا أشعر بالذنب؛ لأني مدرك أنني قد تعديت على معايير الصدق  والأمانة. الآن، هناك شعور حقيقي بالذنب وشعور خاطئ. والشعور الخاطئ هو عندما أعلق نفسي بمعايير خاطئة. لذلك، فبينما هو معيار صحيح أنني يجب أن أكون شخصاً مصلياً، هناك بعض الأشخاص الذين يشعرون بالذنب إن لم “يستمتعوا” بالصلاة. ولكن ليس هذا معياراً حقيقياً. هناك طريقتان نستجيب بهما عادة لموضوع الشعور بالذنب. فنحن يمكن أن نتجادل مع المعيار وننكر أن ما فعلناه هو أمراً سيئاً فنشتت أنفسنا عن مواجهة الخطية؛ أو نستطيع أن نعترف بفشلنا وخطيتنا فنتوب.

شيئاً مخفياً

من الناحية الأخرى؛  نرى ان الشعور بالخجل يرتبط أكثر بالعلاقات. فالشعور بالخجل هو الإدراك بأننا قد فشلنا في عيون الآخر، وهذا “الآخر” يمكن أن يكون القريب، الله أو حتى نفسي. لهذا السبب فإن ردت فعلنا الأولى عند الشعور بالخجل قد تكون اما التبرير او الاختباء. فإننا إما أن نطالب الشخص الآخر بالتغاضي عما فعلناه، او بعدم النظر إلينا؛ لاننا لا نريد حقا “أن نُرى” من الشخص الذي يعرف فشلنا. وكما هو الحال مع الذنب، هناك خجل حقيقي وخجل “سام”. الخجل السام هو الذي لا يعكس الواقع بدقة. على سبيل المثال: يكون الخجل ساما إن كنت أظن أن الله يراني شخصاً مزعجاً (أو سيئ).

كنت أتحدث مؤخراً مع إمرأة تدعو نفسها “غريبة الأطوار”، بسبب جرح تتصارع معه. وتجد هذه السيدة صعوبة بالغة في الاقتراب من الله الذي يحبها بفرح. وشعورها بالخجل لا يستند إلى الواقع. فالخطية قد حجبت رؤيتها لذاتها لدرجة أنها اصبحت تصدق أنها هي نفسها خطيئة.

ما هو أفضل تجاوب مع الشعور بالخجل؟ إن كان الخجل يدفعني لأبرر نفسي أو أخبئها؛ فإن أفضل تجاوب هو أن اختار الاتضاع وأن آتي إلى النور في حضرة الله. وهذا يعني في الأغلب الذهاب إلى الإعتراف. لقد صاغها البابا فرنسيس بهذه الطريقة: الإعتراف “هو مقابلة مع يسوع الذي ينتظرنا أن نأتي كما نحن.. لذا “يجب أن تكون لنا ثقة” عندما نسقط في خطية ما، أن لنا شفيع عند الآب “يسوع المسيح البار” .. الذي يدعمنا أمام الآب ويدافع عنا في  ضعفاتنا.. لكننا نحتاج أن نقف أمام الرب بحقيقتنا كخطاة، بثقة وبفرح”.

من الممكن أن نتحرر من الشعور بالذنب أو الخجل ولكنه يتطلب دائماً الرغبة في قول الصدق وأن نخطو الى الامام على ضوء محبة الله.

 

“إن الكبرياء هو ما حوَّل الملائكة إلى شياطين، والتواضع هو ما يجعل الإنسان مثل الملاك” القديس أوغسطينوس.

 

الأب مايكل شميتس: مدير لخدمة الشباب في أبرشية دولوث، ومرشد لقسم نيومان الجامعي الكاثوليكي في جامعة مينسوتا – دولوث. يمكن أن تجد عظات الأب شميتس على الانترنت www.UMDCatholic.org أو على iTunes.

 

'

By: Father Michael Schmitz

More
أبريل 03, 2019
جذب أبريل 03, 2019

في سر القربان انت تستقبل كل جمال الجوهر الإلهي. لنفترض أن القربان المقدس يمكن تقسيمه: حتى لو تمكنا أن نفتته إلى آلالاف من القطع الصغيرة، ففي كل واحدة منها يبقى المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل حاضرا. اذا تحطمت المرآة لآلاف من القطع الصغيرة، فجميها قادر على عكس الصورة؛ كذلك الخبز المقدس (عند تقسيمه) لن يحطم أو يقسِّم صورة الإله والإنسان التي نراها فيه. فصورة الله والإنسان موجودة في كل قطعة. وعلى عكس النار، فإن الصورة الموجودة في الخبز المقدس لا تتضاءل في الإيمان أو الألوهية.

دعونا نلقي نظرة على هذا المثل : إن كان لديك شمعة واحدة، واستعملها العالم كله لاضاءة شموعه ، فضوءها لن يقل وسيكون لدى الجميع شموع مضاءة. صحيح أن أولئك الذين اضاءوا شموعهم منها، قد يكون لديهم شعلة أكبر أو أصغر، ولكن كل واحد منهم سيحصل بالضبط على كمية النار التي يحتاجها ليضيء شمعته.

إذا أحضر أشخاص كثيرون شموعاً من كل الأحجام- أحدهم جلب شمعتين وآخر ست شموع. يحضر واحد شمعة صغيرة وآخر شمعة كبيرة – ويمكنك أن ترى كل الشموع مضاءة. فبحسب اللون، الضوء، الحرارة ستحكم أن الشخص ذو الشمعة الصغيرة لديه ضوء أقل من الذي  لديه الشمعة الكبيرة. هكذا هي الحال أيضاً مع الذين يأخذون القربان المقدس؛ فكل شخص يحمل شمعته الخاصة ليستطيع أن يستقبل القربان، إلا أن الشمعة تكون غير مضاءة ولكنها تشتعل حين يأخذ القربان المقدس. وفي الواقع أنتم جميعاً متشابهون، مصنوعين ومخلوقين على صورتي ومثالي. وكمسيحيين فأنكم ممسوحين بالمعمودية المقدسة لذلك تستطيعون أن تنموا في الفضيلة من خلال نعمتي الإلهية، أنتم لا تغيرون حياتكم الروحية التي أنعمت بها عليكم ولكنكم تستطيعون أن تنموا وتزدادوا في محبة الفضيلة، وتستخدمون إرادتكم الحرة مع الفضيلة والمشاعر المترافقة بينما لازال لديكم الوقت، لأنه بمجرد إنقضاء الوقت لن يكون هذا ممكناً فيما بعد.

(بخصوص القربان المقدس، تحدث يسوع بهذه الكلمات إلى سانت كاثرين من سيينا: مقتطفات من “حوار سانت كاثرين من سيينا”)

 

'

By: Shalom Tidings

More