Home/نصر الانجيل/Article

ديسمبر 03, 2021 461 0 Shalom Tidings
نصر الانجيل

قلوب مشتعلة ما هي مهمتك؟

ولد رايموند كولبي سنة 1894 في عائلة فقيرة، لمزارعين من بولندا. وكان ولد شقي منذ طفولته ولم يكن يخمن احداً أنه سيطلق عليه “شهيد الأعمال الخيريّة”، قديس “أوشفيتز”، مؤسس “ميليشيا إيماكولاتا” أي جيش الغير مدنسة”، رسول مريم وقديس وشفيع القرن العشرين! في أحد الأيام كانت والدته مضطربة جداً من سلوكه لدرجة أنها صرخت عليه في سخط: “رايموند، ماذا سيحدث لك؟!”

وقد هزّته هذه الصرخة وملأته بالحزن، ذهب إلى كنيسة وأثار هذا السؤال في الصلاة، “ماذا سيحدث لي؟” ثم اتته رؤية مريم العذراء وفي يديها تاجين، واحد أبيض وآخر أحمر. نظرت إليه بحب وسألته إن كان يرغب أي منهما. أجاب (رايموند)، “نعم”، أريد اثنيهما.

وجاء التاج الأبيض أولاً للنقاء، عندما أخذ اسم “ماكسيميليان كولبي” وأعلن النذور الرهبانيّة، وأحدها العفة. وخلال دراسته الاكليركيّة الصغرى، قال لزملائه بأنه يريد تكريس حياته كلها لفكرة عظيمة.  في نهاية المطاف وجد “ميليشيا إيماكولاتا” في عام 1917 وكان يهدف أن يجلب العالم كله إلى الله من خلال المسيح تحت تعميم مريم التي بلا دنس. وقد ضحى بكل شيء من أجل تحقيق هذه المهمة، وأمّا التاج الأحمر فقد ادّاه للإستشهاد.

في عام 1941 تم القبض على كولبي من قبل الجستابو وأرسل إلى محتشد اعتقال أوشفيتز. وبكى احد السجناء من زملائة في المعسكر على زوجته وأطفاله، بعد ان تم اختياره ليسجن في مخبأ المجاعة عندما هرب احد السجناء. ولما سمع هذا الخبر، تطوّع الأب كولبي ليأخذ مكانه. وخلال تلك الأيام الرهيبة في القبو، قاد الرجال في الصلاة، وشجعهم. وأثناء كل عملية تفتيش، وبينما كان الآخرون ممددين على الأرض، كان يركع الأب ماكسيميليان أو يقف في الوسط، وينظر إلى الضباط مبتهجاً. بعد حوالي أسبوعين توفي جميع السجناء باستثناء الأب كولبي بسبب الجفاف والمجاعة. وعشية عيد انتقال مريم إلى السماء، بعد أن نفد صبرهم، حقن النازيون “حمض الكاربوليك” في الأب كولبي الذي رفع ذراعه اليسرى ليأخذ الحقنة القاتلة بهدوء. في عام 1982، طوّب البابا يوحنا بولس الثاني ماكسيميليان كولبي “شهيد الأعمال الخيريّة” و”قديساً راعياً لقرننا الصعب”.

Share:

Shalom Tidings

Shalom Tidings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles