Home/جذب/Article

ديسمبر 11, 2021 895 0 Deacon Doug McManaman, Canada
جذب

الاستماع في الصمت

كتب الكاتب والشاعر الروحي جون أودونوهيو ذات مرة، “عندما تستمع في روحك، فإنك تتناغم مع موسيقى الكون” (أنام كارا – الحكمة الروحية لعالم سلتيك).

لجيل كامل، عرف الشعب المختار صمت الله فقط. نقرأ في سفر صموئيل أن كلمة الرب لم تكن تحدث على ما يبدو: “وَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ” (١صموئيل ٣:١). تكلم الناس، مدحوا، تضرعوا، قدموا التماسًا و ندبوا – ولم يعد شيء. حتى ذات ليلة صوت أذهل صموئيل.

اعتقد صموئيل أن عالي، رئيس كهنة شيلوه، قد يحتاج إلى المساعدة. لكن عالي أعاد الصبي إلى الفراش. بعد أن سمع صموئيل الصوت للمرة الثانية، بدأ عالي في التساؤل عما إذا كانت هذه هي الليلة التي يكسر فيها الرب صمته ويعود إلى إسرائيل بكلمة إرشاد. فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: “اذْهَبِ اضْطَجعْ، وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ” (١ صموئيل ٣:٩).

سأل دان راذر، مراسل شبكة سي بي إس ومضيف برنامج ٦٠ دقيقة، القديسة الأم تيريزا اوف كلكتا عن حياتها التعبدية. “ما الذي تقوليه لله عندما تصلي؟” أجابت: “أنا لا أقول أي شيء. أنا أستمع فقط”. ربما كان في حيرة من أمره، و تابع: “ما الذي يقوله الله لك أثناء الصلاة؟”. فكرت الأم تيريزا للحظة وقالت، “(الله) لا يقول شيئًا. (الله) فقط يستمع”. تيريزا والله – الجلوس معًا بهدوء والاستماع بصمت.

هل يمكن أن نبقى في الصمت؟ هل نشعر بالقلق من التساؤل عما إذا كان الله موجودًا، وما إذا كان يلاحظ، وما إذا كان يهتم حقًا؟ في رسالة إلى مرشدها الروحي، اعترفت تيريزا بشكوكها بشأن حضور الله: “في وجداني، أشعر فقط بالألم الرهيب بفقدان … الله ليس هو الله.” وأضافت: “إذا أصبحت قديسة، فسأكون بالتأكيد واحدة من” الظلام “.

أحياناً تكون الصلاة صبراً في ظلام الليل، سماع الصوت. لكن السؤال هو: هل نحن على استعداد للاستماع بالطريقة التي أكد بها صموئيل للرب أنه مستعد لفعله؟ “الإصغاء” يعني أننا نوجه قلوبنا نحو الله، واثقين من أن الحركة الخفية لروحه ستفعل الباقي.

الصلاة ليست شيئًا يمكننا أن نفرضه. إذا شعرنا بحركة للراحة في محضر الله ، فإن هذا التنبيه يأتي من الله، الذي يأخذ المبادرة دائمًا. يتمثل دورنا في الاستجابة لدعوة الله لخلق مساحة مقدسة، وتقليل المشتتات، والبقاء متيقظين لحضور الله. الصلاة هي هبة الله لنا، وإذا ظهرنا، فسوف يفاجئنا دائمًا، وهو، بعد كل شيء ، ما تفترض أن تفعله الهدايا.

كيف يمكننا الانفتاح على حضور الله؟ نفعل ما فعله صموئيل: نصغي. نطلب نعمة الإصغاء باهتمامنا الكامل. ربما نبدأ مع: القراءة الإلهية، القراءة المقدسة للكتاب المقدس، والتي يمكن أن تؤدي إلى خبرة بالاستماع العميق. بعد أن تأملنا في المقطع، بحثًا عن الفهم، وتطبيق المقطع على حياتنا اليومية، أجرينا محادثة حول ما قرأناه. ثم ارتحنا بصمت، مكتفين بالبقاء في وجود الله، بدون كلام أو صور.

بالنسبة للكثيرين منا، لا يأتي السكون بشكل طبيعي، خاصة في عالمنا الضخم، و جيله الخامس، و المحموم حيث ننتقل من لذة إلى أخرة. قال عالم اللاهوت اليسوعي كارل رانر ذات مرة: “جميعنا نبغي أن نكون متصوفين. إذا لم نصبح واحدًا، فسوف ندمر ذاتنا”. في النهاية تتجه الصلاة نحو السكون، وهي صفة نموذجها أمنا المباركة التي كانت تفكر باستمرار فيما اختبرته كأم للمسيح. ينقلنا الصمت إلى تيارات قلوبنا حيث يمكننا اختبار مشاعرنا الحقيقية وتمييز مصدرها. في هذه التيارات العميقة بالتحديد، يخاطبنا الله، ويكشف لنا رغباتنا ومخاوفنا العميقة، ويدعونا بالوصول إلى الشراكة و الصحبة بتخلينا عن مخاوفنا و آلامنا.

الاستماع إلى الله يتطلب الاستسلام. للقيام بذلك، يجب علينا أولاً أن نزيل التركيز على أنفسنا ثم نجعل الله مركز حياتنا. إن التخلي عن السيطرة هو بداية الإصغاء لله. لكن الاستسلام ينطوي على مخاطر لأن الله سيتولى مسؤولية حياتنا ويقترح طرقا” جديدة لعيش حياتنا. عندما نكلف الله بالمسؤولية، فإننا نقوم بعمل إيماني يعلن أن كلمة الله هي الصحيحة، وأنه يفي بوعوده، وأنه جدير بالثقة. نحن نقول إننا نثق في أن الله سوف يسكب نفسه في صمتنا يفعمنا بروحه.

مع صموئيل، دعونا نمد الدعوة: “تكلم، يا رب، لأن عبدك سامع”. لكن عندما يتكلم الله، كن مستعدًا للرد بالطريقة التي وجهت بها مريم الحاضرين للرد في عرس قانا: “مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ”. هذه هي المخاطرة، هذه هي التكلفة، تلك هي مغامرة الرحلة الداخلية إلى سر الله.

Share:

Deacon Doug McManaman

Deacon Doug McManaman is a retired teacher of religion and philosophy in Southern Ontario. He lectures on Catholic education at Niagara University. His courageous and selfless ministry as a deacon is mainly to those who suffer from mental illness.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles