Home/نصر الانجيل/Article

سبتمبر 02, 2024 29 0 Bishop Robert Barron, USA
نصر الانجيل

دعونا نضاعف عدد طلابنا الإكليريكيين!

كانت نيتي تمامًا أن يكون كل من الإكليريكيين في وينونا-روتشستر واقفين في نقطة واحدة خلال عظتي في قدّاس التّنصيب. لقد أخبرتُ الناس أنه، على حد تعبير يوحنا بولس الثاني، إكليسيا دي إفخارستيا (الكنيسة تأتي من القربان المقدس)، وبما أن القربان المقدس يأتي من الكهنة، فمن المنطقي أنه إذا لم يكن هناك كهنة، فلن تكون هناك كنيسة. لذلك أردتُ من الجميع أن يروا ويعترفوا بالشباب في أبرشيتنا الذين يدركون بنشاط الدعوة إلى هذه الطريقة المهمة التي لا غنى عنها في الحياة. أثناء الاحتفاء، راودني شيء كمصدر إلهام. لم أكن قد خططتُ لقوله. ولم يكن في نصّي. لكنني صرختُ، بينما كان التصفيق يتلاشى: “دعونا نُضاعف عددهم في السنوات الخمس المقبلة!” والتأكيد على أن هذا ربما كان من الروح القدس هو أن الناس، في كل محطة قمتُ بها حتى الآن في الأبرشية، رددوا بحماس هذه الكلمات إليّ. في الواقع، أخبرتني زعيمة إحدى مجموعات “”سيرا” أنها وزملائها قرروا خوض هذا التحدي.

لدينا عشرون إكليريكيًا في كل من الكليّة ومستويات اللاهوت الرئيسة، وهو أمٌر جيدٌ جدًا لأبرشية بحجم أبرشيتنا. ولدينا زمرة رائعة من الكهنة، كلٌ من الناشطين والمتقاعدين، الذين يخدمون ما يقرب من مئة أبرشية. لكن عدد الذين تقلّ أعمارهم عن سن التقاعد يبلغ حوالي ستين فقط، وجميع كهنتنا يعانون من قلّة العدد. علاوة على ذلك، لن تكون هناك رسامات كهنوتية في وينونا-روتشستر خلال العامين المقبلين. لذلك، ليس هناك شك: نحن بحاجة إلى المزيد من الكهنة.

الآن، الأساقفة والكهنة لديهم بالفعل دور رئيسي يلعبونه في تشجيع الدعوات. وما يجذب الشاب إلى الكهنوت هو، قبل كل شيء، شهادة الكهنة السعداء والأصحاء. قبل بضع سنوات، أجرت جامعة شيكاغو دراسة لتحديد المهن الأكثر سعادة. بفارق كبير إلى حد ما، كان أولئك الذين اعتُبروا الأكثر رضا هم رجال الدين. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت مجموعة متنوعة من الدراسات أنه على الرغم من مشاكل السنوات الأخيرة، فإن الكهنة الكاثوليك يُبلغون عن مستويات عالية جدًا من الرضا الشخصي عن حياتهم. بالنظر إلى هذه البيانات، فإن إحدى التوصيات التي سأقدمها لأخواتي الكهنة هي: دعوا الناس يرون ذلك! دعوهم يعرفون مقدار الفرح الذي تشعرون به بأنكم كهنة.

لكنني أعتقد أن الأشخاص العلمانيين يلعبون دور أكثر أهمية في تنمية الدعوات. أما في السياق البروتستانتي، في بعض الأحيان يسير ابن مُبشّر عظيم على خطى والده حتى يولد خادم آخر بشكل فعال. ولكن هذا، لأسبابٍ واضحة، لا يمكن أن يحدث في بيئة كاثوليكية. بدلاً من ذلك، يأتي الكهنة، دون استثناء، من أشخاص علمانيين؛ إنهم يأتون من عائلات. إن الآداب والصلاة واللطف وتشجيع الوالدين والأشقّاء والأجداد والعمات والأعمام تُحدث فرقًا هائلاً في تعزيز دعوة الكهنوت. من أكثر ذكريات طفولتي وضوحًا هي ذكرى والدي وهو يركع في صلاة انفعاليّة بعد المناولة في إحدى أيام الأحد في رعية القديس توماس مور في “تروي” بولاية ميشيغان. كنتُ في الخامسة أو السادسة فقط في ذلك الوقت، واعتبرتُ والدي أقوى رجل على وجه الأرض. أنه كان راكعًا في دعاء أمام شخص أقوى منه شكل مخيلتي الدينية بشكل عميق، وكما يمكنك أن تقول، لم أنس هذه اللحظة أبدًا. أَحبّ والدايّ الكهنة واحترماهما وتأكدا من أننا نحن الأطفال على اتصال مستمر معهم. ثقوا بي، إن انفتاح روحهما فيما يتعلق بالكهنة أثّر على دعوتي بعمق.

ورجاءً تذكّروا أن الأفراد من غير أفراد الأسرة يمكنهم إشعال شعلة الدعوة أيضًا. أظهرت دراسة تلو الأخرى أن أحد أهم العوامل في إقناع الشاب بدخول الكلية اللاهوتيّة هو أن صديقًا أو زميلاً أو شخصًا أكبر سنًا موثوقًا به أخبره أنه سيصبح كاهنًا صالحًا. أعلم أن هناك الكثير من الناس الذين يحملون في قلوبهم قناعة راسخة بأن الشاب يجب أن يدخل الكليّة اللاهوتيّة، لأنهم لاحظوا مواهب اللّطف، والصلاة، والذكاء، وما إلى ذلك، لكنهم لم يجمعوا الشجاعة أو يأخذوا الوقت لإخباره. ربما افترضوا أن الآخرين فعلوا ذلك. لكن من المؤسف أن هذا يعني أنه يفوّت الفرصة. وأود أن أقول ببساطة هذا: إذا كنت قد لاحظت فضائل في شاب من شأنه أن يُصبح كاهنًا فعالاً، افترض أن الروح القدس قد أعطاك هذه البصيرة حتى تتمكن من مشاركتها مع هذا الشاب. صدّقني، إن أبسط الكلمات التي تتكلم بها يمكن أن تكون بذورًا تثمر ثلاثين، وستين، ومئة ضعف.

أخيرًا، إذا كنت تشعر بقوة تجاه الدعوات، صلّ من أجلها. في الكتاب المقدس، لا يمكن إنجاز أي شيء مهم أبدًا بمعزل عن الصلاة. يُسرّ الله بتعاوننا مع نعمتهِ، ولكن عمل الخلاص، في نهاية المطاف، هو عملهُ. لذا اسأله! هل لي أن أقترح شفيعًا معينًا في هذا الصدد؟ قالت القديسة تيريزا من ليزيو، أنها دخلت الدير “من أجل إنقاذ الأرواح وخاصة للصلاة من أجل الكهنة.” قالت أيضًا أنها ستقضي سمائها في عمل الخير على الأرض. دعونا، بالتالي، نلتمس شفاعتها ونحن نطلب من الرّب مضاعفة عدد الإكليريكيين لدينا في السنوات القادمة.

Share:

Bishop Robert Barron

Bishop Robert Barron مقالة نُشرت أصلاً في موقع wordonfire.org في ٦ سبتمبر ٢۰٢٢. أعيد طبعهُ بإذن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles