Trending Articles
هل ستعود حياتي إلى طبيعتها؟ كيف يمكنني ربما مواصلة عملي؟ خلال التفكير في هذه الأمور، برز حل رهيب في رأسي…
كنتُ أجد الحياة مرهقة للغاية. خلال سنتي الخامسة في الكليّة، كان ظهور اضطراب ثنائي القطب يعيق جهودي لإكمال شهادتي في التدريس. لم يكن لدي أي تشخيص في وقتها، ولكن كنت أعاني من الأرق، وبدوتُ مُنهكة ومُهمِلة، مما أعاق احتمالات عملي كمدرّسة. وبما أن لدي ميولًا طبيعية قوية نحو الكمالية، شعرتُ بالخجل الشديد والخوف لدرجة أنني كنت أخذل الجميع. تصاعدت مشاعر الغضب واليأس، والاكتئاب لدي. كان الناس قلقين بشأن تراجعي وحاولوا المساعدة. حتى أنني أُرسلتُ إلى المستشفى بسيارة إسعاف من المدرسة، لكن الأطباء لم يجدوا أي خطأ باستثناء ارتفاع ضغط الدم. صلّيتُ ولكن لم أجد أي مُواساة. حتى قداس عيد الفصح- الزمن المفضّل لدي – لم يكسر الحلقة المفرغة. لماذا لا يساعدني يسوع؟ شعرتُ بالغضب منه. أخيرًا، توقفتُ عن الصلاة.
مع استمرار هذا، يوما بعد يوم، شهرًا بعد شهر، لم أكن أعلم ماذا أفعل. هل ستعود حياتي إلى طبيعتها؟ بدا الأمر غير مُحتمل. ومع اقتراب التخرج، زاد خوفي. التدريس مهنة صعبة مع فترات راحة قليلة، وسوف يحتاج الطلاب لي أن أبقى متزنة العقل أثناء التعامل مع احتياجاتهم المتعددة وتوفير بيئة تعليمية جيّدة. كيف يمكنني القيام بذلك في وضعي الحالي؟ خطر في عقلي حلّ رهيب: “يجب أن تقتلي نفسك” بدلاً من إلقاء تلك الفكرة وإرسالها مباشرة إلى الجحيم حيث تنتمي، تركتها تجلس. بدا الأمر وكأنه إجابة بسيطة ومنطقية لمعضلتي. أردت فقط أن أكون مخدّرة بدلا من التّعرض لهجوم مستمر.
للأسف الشديد، اخترتُ اليأس. لكن، فيما كنتُ أتوقع أن تكون لحظاتي الأخيرة، فكّرتُ في عائلتي وفي الشخص الذي سبق وكنتُ عليه. وبندم حقيقي، رفعتُ رأسي إلى السماء وقلت: “أنا آسفة يا يسوع. آسفة على كل شيء. أعطني فقط ما أستحق.” اعتقدتُ أن هذه ستكون الكلمات الأخيرة التي سأقولها في هذه الحياة. لكن كان لالله خطط أخرى.
الاستماع إلى الإله
كانت والدتي، من خلال العناية الإلهية، تُصلي مسبحة الرحمة الإلهية في تلك اللّحظة بالذات. فجأة، سمعت الكلمات بصوتٍ عالٍ وواضحٍ في قلبها “اذهبي وابحثي عن إلين.” وضعت بطاعةٍ حبات المسبحة جانبًا ووجدتني على أرضية المرآب. فَهِمت بسرعة، وصَرَخت برهبة: “ماذا تفعلين؟!” بينما كانت تسحبني إلى المنزل.
كان والداي حزينين. لا يوجد كتاب قواعد لمثل هذه الأوقات، لكنهم قرروا اصطحابي إلى القدّاس. لقد كُسرتُ تمامًا، وكنتُ بحاجة إلى مُخلّص أكثر من أي وقت مضى. كنتُ أتوق إلى لحظة المجيء إلى يسوع، لكنني كنت مُقتنعًا بأنني آخر شخص في العالم يريد أن يراه. أردتُ أن أُصدّقَ أن يسوع هو راعي وسيأتي وراء خرافه الضّالة، لكن الأمر كان صعبًا لأنه لم يتغير شيء. كنت لا أزال مُنهكة من كراهية الذات الشديدة، ومُجهدة بالظلام. كان تقريبًا مؤلمًا جسديًا.
أثناء إعداد الهدايا، انهرتُ بالبكاء. لم أبكي لفترة طويلة حقًا، لكن بمجرد أن بدأتُ، لم أستطع التوقف. لقد كنتُ في أقصى طاقتي، ولم يكن لدي أي فكرة إلى أين أذهب بعد ذلك. ولكن بينما كنتُ أبكي، ارتفع الثقل ببطء، وشعرتُ بنفسي مغمورة في رحمته الإلهية. لم أكن أستحق ذلك، لكنه أعطاني هبة نفسه، وعرفت أنه أحبني بنفس القدر في أدنى مستوياتي بقدر ما أحبني في أعلى نقاطي.
في السعي وراء الحب
في الأيام التالية، بالكاد تمكنت من مواجهة الله، لكنه استمر في الظهور وملاحقتي في الأشياء الصغيرة. أعدتُ تأسيس التواصل مع يسوع بمعونةٍ من صورة الرحمة الإلهية في غرفة الجلوس لدينا. حاولت التحدث، وكنتُ أشكي في الغالب من النضال ثم شعرت بالسوء حيال ذلك في ضوء الإنقاذ الأخير.
بغرابة، اعتقدتُ أنني أستطيع سماع صوت رقيق يهمس: “هل تعتقدين حقًا أنني سأترككِ تموتين؟ أحبّكِ. لن أتركك أبدًا. أعدكِ ألا أترككِ أبدا. كل شيء يُغفر. ثقي في رحمتي.” أردتُ أن أصدق هذا، لكنني لم أستطع أن أثقَ في أنه كان صحيحًا. كنت أشعرُ بالإحباط عند الجدران التي كنت أقوم ببنائها، لكنني واصلت الحديث مع يسوع: “كيف أتعلم أن أثق بك؟”
فاجأني الجواب. إلى أين تذهب عندما لا تشعر بأي أمل ولكن عليك أن تستمر في العيش؟ عندما تشعر أنك غير محبوب على الإطلاق، فخور جدًا بقبول أي شيء ولكنك ترغب بشدة في أن تكون متواضعًا؟ بعبارات أخرى، أين تريد أن تذهب عندما تريد المصالحة الكاملة مع الآب، الابن، والروح القدس ولكنك خائف جدًا وغير مؤمن بالاستقبال المُحبّ لتجد طريقك إلى المنزل؟ الجواب هو السيدة مريم العذراء المباركة، والدة الإله، وملكة السماء.
بينما كنتُ أتعلّم الثقة، لم تُغضب محاولاتي المحرجة يسوع. كان يناديني لأقترب، لأقترب إلى قلبه المقدّس، من خلال والدته المباركة. لقد وقعت في حبه وإخلاصه.
يمكنني أن أعترف بكل شيء لمريم. على الرغم من أنني كنت أخشى ألا أتمكن من الوفاء بوعدي لأمي الأرضية لأنني، بمفردي، كنتُ لا أزال بالكاد أمتلك إرادة الحياة، إلا أن والدتي ألهمتني لتكريس حياتي لمريم العذراء، واثقةً من أنها ستساعدني في تجاوز هذه المحنة. لم أكن أعلم الكثير عمّا يعنيه ذلك، ولكن كتاب “٣٣ دايز تو مورنين غلوري” (٣٣ يومًا لمجد الصباح) و “كونسولينغ ذا هارت أوف جيزوسس” (تعزية قلب يسوع) تأليف الأب مايكل إي جايتلي، آباء الحبل بلا دنس المريميين (MIC)، ساعداني على الفهم. فالأم المباركة مستعدة دائما لتكون شفيعتنا، ولن ترفض أبدًا طلبًا من ابن يريد العودة إلى يسوع. أثناء مروري بالتكريس، عقدت العزم على عدم محاولة الانتحار مرة أخرى بهذه الكلمات: “مهما حدث، فلن أستسلم. ”
في هذه الأثناء، بدأتُ المشي لمسافات طويلة على الشاطئ بينما تحدثتُ مع الله الآب وتأملتُ في مَثَل الابن الضال. حاولتُ أن أضع نفسي في مكان الابن الضال، لكن الأمر استغرق مني بعض الوقت للاقتراب من الله الآب. أولاً، تخيلتهُ على بعد مسافة منّي، ومن ثم قادم إليّ. وفي يوم آخر، تخيلتهُ يجري نحوي مع أن ذلك جعله يبدو مضحكًا في أعين أصدقائه وجيرانه.
أخيرًا، جاء اليوم الذي استطعتُ فيه تخيّل نفسي بين يديّ الآب، ومن ثمّ يتم الترحيب بي ليس فقط لمنزله بل إلى مقعدي على طاولة العائلة. كما تصورته يسحب كرسي لي، لم أعد امرأة شابة عنيدة ولكن فتاة تبلغ من العمر ١٠ سنوات مع نظارات مضحكة وقصة شعر بوب. عندما قبلتُ حب الآب لي، أصبحتُ مثل طفل صغير مرة أخرى، أعيشُ في الوقت الحاضر وأثق به تمامًا. لقد وقعت في حب الله وبِرّه. لقد أنقذني الراعي الصالح من سجن الخوف والغضب، ويستمر في قيادتي على الطريق الآمن ويحملني عندما أتعثّر.
الآن، أريد أن أشارك قصتي حتى يتمكن الجميع من معرفة فضل الله ومحبته. يتدفق قلبهُ المقدّس بالعطاء الحب والرحمة فقط لأجلك. يريد أن يحبك ببذخ، وأنا أشجعك على الترحيب به دون خوف. لن يتخلّى عنك أو يخذلك. اخطي إلى نوره وعُد للديار.
Ellen Wilson is a Third Order Carmelite who loves to write. Coming from a large close-knit family in Pittsburgh, she is working in customer service, enjoying hobbies like scrapbooking, reading, and decorating.
Want to be in the loop?
Get the latest updates from Tidings!