Home/جذب/Article

أبريل 03, 2019 3361 0 Father Michael Schmitz
جذب

الشعور بالذنب والخجل يمكن أن يقودا إلى تغيير أفضل

س: أنا أتصارع كثيراً مع الذنب والخجل، ماذا استطيع أن أفعل حيال هذا الأمر؟

ج: أولا اسمح لي أن اهنئك لأنك عرفت مشكلتك وترغب في أن تفعل شيئاً لتجد السلام. فبينما هناك أوقات يمكن للخجل أن يكون منهكاً تماماً، يمكن للذنب والخجل أيضاً أن يكونا شيء جيد جداً.

مؤخرا، أشار البابا فرنسيس إلى أن خبرة الخجل يمكن أن تظهر حقيقة إنسانيتنا العميقة ،حتى أنه دعاها “فضيلة” الخجل، وقال أن الخجل هي فضيلة مسيحية، وأن كل إنسان لديه القدرة على الشعور بـ”الخجل”… يوجد بيننا من لا يشعرون بالذنب أبداً وهؤلاء يُدعوّن “sin vergüenza” ما معناه “بلا خجل” لأن لا  قدرة لديهم أن يشعروا هذا الشعور. فالشعور بالخجل هو فضيلة المُتواضع. وهنا استطيع أن اسمع النكات عن الكاثوليك والذنب، فأنا لا استطيع أن أذكر اسم فيلم أو مسلسل تليفزيوني يحكي عن الكاثوليك بدون ذكر مبدأ “الذنب الكاثوليكي” بطريقة ما في القصة. تقول أمي دائما: “ما علاقة الذنب بالكاثوليكية؟ إنه مجرد ذنب!” فإن ارتكبت خطأً ما يجب أن تشعر بالذنب، أليس كذلك؟ فكيف تصف الشخص الذي يفعل شيئاً خطأً بدون الشعور بالذنب؟ نحن ندعوه “إضطراب سلوكي” أو أنه “معتل اجتماعياً”.

مؤشر مطلوب

الشعور بالذنب عند ارتكاب الخطأ هو علامة صحيحة وليس شيء خطأ. فالشعور بالذنب بهذا المعنى،  هو مثل الشعور بالألم عندما تلمس شيئاً ساخناً، فهو مؤشر على أنه يجب أن أغيِّر ما أفعل. لكن – وهذا أمراً هاماً – ليس الألم هو ما يؤلمني بل الحرارة. ليس الشعور بالذنب هو ما يؤذيني بل الخطية. إن الرغبة في تجنب الشعور السيء بخصوص ارتكاب خطأ ما هو شيئاً طبيعي؛ ولكنه ليس أمراً جيداً. انت لم تخلق للتعاسة أيضاً، جاء المسيح لكي يعطينا الحياة في ملئها، وهو يعرض علينا فرحاً أعظم مما نستطيع أن تجده في أي مكان آخر. ماذا نستطيع أن نفعل بخصوص مشاعر الذنب والخجل؟ كيف نتحرك في اتجاه الفرح؟ اعتقد أنه من المفيد أن نشير إلى الفرق بين الشعور بالذنب والشعور بالخجل. هما متشابهان؛ لكنهما ليسا نفس الشيئ. لذا فكيفية مواجهتهما لن يكون بنفس الطريقة أيضاً.

استمعت إلى مقابلة مع اثنين من المحلليلين، وقد قدما التحديدات الآتية لفهم أدق عن الفرق بين الشعور بالذنب والشعور بالخجل. قالوا أن الذنب هو إلادراك بالتعدي على بعض المعايير الموضوعية. فعلى سبيل المثال: أنا أعرف أنه من الخطأ أن أكذب ولكن عندما أكذب، فانا أشعر بالذنب؛ لأني مدرك أنني قد تعديت على معايير الصدق  والأمانة. الآن، هناك شعور حقيقي بالذنب وشعور خاطئ. والشعور الخاطئ هو عندما أعلق نفسي بمعايير خاطئة. لذلك، فبينما هو معيار صحيح أنني يجب أن أكون شخصاً مصلياً، هناك بعض الأشخاص الذين يشعرون بالذنب إن لم “يستمتعوا” بالصلاة. ولكن ليس هذا معياراً حقيقياً. هناك طريقتان نستجيب بهما عادة لموضوع الشعور بالذنب. فنحن يمكن أن نتجادل مع المعيار وننكر أن ما فعلناه هو أمراً سيئاً فنشتت أنفسنا عن مواجهة الخطية؛ أو نستطيع أن نعترف بفشلنا وخطيتنا فنتوب.

شيئاً مخفياً

من الناحية الأخرى؛  نرى ان الشعور بالخجل يرتبط أكثر بالعلاقات. فالشعور بالخجل هو الإدراك بأننا قد فشلنا في عيون الآخر، وهذا “الآخر” يمكن أن يكون القريب، الله أو حتى نفسي. لهذا السبب فإن ردت فعلنا الأولى عند الشعور بالخجل قد تكون اما التبرير او الاختباء. فإننا إما أن نطالب الشخص الآخر بالتغاضي عما فعلناه، او بعدم النظر إلينا؛ لاننا لا نريد حقا “أن نُرى” من الشخص الذي يعرف فشلنا. وكما هو الحال مع الذنب، هناك خجل حقيقي وخجل “سام”. الخجل السام هو الذي لا يعكس الواقع بدقة. على سبيل المثال: يكون الخجل ساما إن كنت أظن أن الله يراني شخصاً مزعجاً (أو سيئ).

كنت أتحدث مؤخراً مع إمرأة تدعو نفسها “غريبة الأطوار”، بسبب جرح تتصارع معه. وتجد هذه السيدة صعوبة بالغة في الاقتراب من الله الذي يحبها بفرح. وشعورها بالخجل لا يستند إلى الواقع. فالخطية قد حجبت رؤيتها لذاتها لدرجة أنها اصبحت تصدق أنها هي نفسها خطيئة.

ما هو أفضل تجاوب مع الشعور بالخجل؟ إن كان الخجل يدفعني لأبرر نفسي أو أخبئها؛ فإن أفضل تجاوب هو أن اختار الاتضاع وأن آتي إلى النور في حضرة الله. وهذا يعني في الأغلب الذهاب إلى الإعتراف. لقد صاغها البابا فرنسيس بهذه الطريقة: الإعتراف “هو مقابلة مع يسوع الذي ينتظرنا أن نأتي كما نحن.. لذا “يجب أن تكون لنا ثقة” عندما نسقط في خطية ما، أن لنا شفيع عند الآب “يسوع المسيح البار” .. الذي يدعمنا أمام الآب ويدافع عنا في  ضعفاتنا.. لكننا نحتاج أن نقف أمام الرب بحقيقتنا كخطاة، بثقة وبفرح”.

من الممكن أن نتحرر من الشعور بالذنب أو الخجل ولكنه يتطلب دائماً الرغبة في قول الصدق وأن نخطو الى الامام على ضوء محبة الله.

 

“إن الكبرياء هو ما حوَّل الملائكة إلى شياطين، والتواضع هو ما يجعل الإنسان مثل الملاك” القديس أوغسطينوس.

 

الأب مايكل شميتس: مدير لخدمة الشباب في أبرشية دولوث، ومرشد لقسم نيومان الجامعي الكاثوليكي في جامعة مينسوتا – دولوث. يمكن أن تجد عظات الأب شميتس على الانترنت www.UMDCatholic.org أو على iTunes.

 

Share:

Father Michael Schmitz

Father Michael Schmitz serves as the director of youth and young adult ministry for the Diocese of Duluth. He also serves as the chaplain for the Newman Catholic Campus Ministry at the University of Minnesota-Duluth. Father Schmitz’s homilies can be found online at www.UMDCatholic.org or on iTunes.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles