- Latest articles
لمّا كنت ولدًا صغيرًا، كنت أحبّ الذّهاب إلى السّيرك، وكان الشيء المفضّل لديّ هو ألارجوحة. يبدو أن فنّاني الترابيز كانوا يطيرون في الهواء. وعندما يزداد أداؤهم امتيازا ، كنت أمسك أنفاسي لأنّهم كانوا يقفزون في الهواء من دون حبال السّلامة – هذه حيلة خطيرة- ويظلّ قلبي يخفق بسرعة حتى يمسك بهم شركاؤهم في الجانب الآخر.
حتى الآن ، ما زلت أتأثّر بشجاعة هؤلاء الفنّانين. إنّ حياتهم على المحكّ أثناء كلّ أداء. ومع ذلك فإنّ لديهم الشّجاعة لمواجهة الفراغ في الخواء. إنّهم ببساطة يثقون ، ويثبون في الوقت المناسب ، فهم واثقون من قبضة شريكهم الآمنة. كما أنّهم يفهمون أنّه فقط من خلال تحرير أنفسهم من الشّريط الآمن ، يمكنهم الانتقال بثقة والتأرجح إلى الموضع التالي. يجب أن يتركوا قبل أن يتم الإمساك بهم. إنّهم يظهرون شجاعة كبيرة تمكّنهم من تحقيق هذه القفزة في الظلام.
يعدّ التأقلم مع هذا النوع من الاستعداد ” للتخلّي” أحد أعظم التحدّيات الّتي نواجهها في الحياة. فنحن نتمسّك بأشياء كثيرة : شخص، وممتلكات أو سمعة شخصية. ولن نتخلى عنها مهما كانت التكلفة. في معركة البقاء على قيد الحياة ، نعتبر الفشل خسارة فادحة. المفارقة الكبيرة هي أنّه بقدر ما نعطي بسخاء نتلقّى. نحتاج الكثير من الشجاعة للقيام بذلك. إنّ فنّاني الأراجيح أبطال بالنسبة اليّ، لأنّه بالتأكيد شيئٌ يستحيل عليّ القيام به. أولئك الذين يواجهون تحدّيات في الحياة يصبحون أبطالا حقيقيين عندما يضعون ثقتهم في الله.
كلّ شيء لك
تضعنا الحياة في بعض الأحيان في مواقف صعبة. إذا أردنا الاستسلام الكليّ لله ، يجب علينا أوّلاً أن نثق في مخطّطه. إنّ التخلي عن أحلامنا ورغباتنا الخاصّة ليس بالأمر السّهل. ومن المثير للاهتمام أنّ الله يعطي معنىً جديداً لكلّ ما نريده ونحلم به ،عندما نرقص على أنغام رغباته. فإنّ النّعمة والسّلام سيملآن حياتنا عندما نفعل ذلك!
فقط عندما نشعر بأنّ أحدًا يمسك بنا بقوة ، يمكننا أن نترك ، تمامًا مثل فنّاني الأراجيح. يتعثّر كثيرون في الحياة، لأنّ أعينهم مثبتة على الفراغ من حولهم ولا يلمسون قبضة الربّ القويّة والآمنة. في إنجيل متّى (14: 25-30) مشى يسوع على البحيرة. التّلاميذ الذين كانوا يراقبونه من القارب دُهِشوا لمّا رأوا. تجرّأ بطرس حين سأل يسوع عمّا إذا كان يستطيع المشي على الماء. فدعاه يسوع . مشى بطرس على الماء وعيناه ترمقان الرب ، ولكنّه عندما أحس بالرياح القوية، شعر بالخوف وبدأ يغرق. وعلى الفور ، أمسكه يسوع بيده وقال: “يا قليل الإيمان … لماذا شككت؟”
الحياة دائمًا جميلة بالنّسبة لأولئك الذين يركّزون أعينهم على الربّ ويمسكون بيده. يرقصون بأمانٍ أينما أخذهم الرب. إنّهم لا يشعرون بالقلق على حياتهم. ماذا سيحدث؟ مرضهم أو خططهم المستقبلية. إنّهم يسيرون بعكس الرّيح القوية ، يتعاملون مع مشاكلهم ويعرفون أنّ لا شيء قد يضرّ بهم. إنّهم يعرفون أنّ الله يمسك بزمام الأمور، و أنّه سيجعل سبلهم قويمة، واعتمادهم على مملكة أبدية لن يتم تدميرها أبدًا.
هو يعرفك
أن تعيش حياتك من منظار الأبدية، والسّير معًا يدًا بيد مع يسوع، إنّها الوسيلة الأكثر أمانًا والخالية من القلق. من يعرف قلبنا ورغباتنا أكثر من الشخص الّذي خلقنا؟ “أنت الذي كوّن كليتي ونسجني في بطن أمي “(مزمور 139: 13). هو يعرفني حتّى قبل أن تدرك والدتي بوجودي. هذا مذهل!
يحول الله أحلامك ورغباتك بطرق لا يمكن تصوّرها – “لأني أعلم أن افكاري التي أفكّرها في شأنكم، يقول الربّ، هي أفكار سلام لا بلوى، لأمنحكم بقاءً ورجاء” (إرميا 29:11) ). هذه القناعة في حياتنا ستواجه بتحدّيات من خلال شرّ هذا العالم. فالشرّير لا يقدّم لنا في حياتنا سوى الأذيّة ، والمآزق ، والنتائج السلبية وكلّ التعاسة.
إختيارك
في كتاب “طريق الصليب للبابا فرنسيس: تأمّلات في المحطّات” ، وفي المحطة الأولى نلمس رؤية قداسته المثيرة للاهتمام. يسوع محكوم عليه بالموت. بنطيوس بيلاطس يواجه معضلة. عليه إصدار حكم على يسوع. يقول البابا فرانسيس أنّ بيلاطس يجد نفسه أمام لغز لا يستطيع فهمه. يسأل أسئلة ويطلب تفسيرات. إنّه يبحث عن حلّ، ويكاد يصل إلى عتبة الحقيقة. لكنّه يقرر عدم العبور، وبين الحياة والحقيقة، يختار حياته. بين الحاضر والأبدية ، يختار الحاضر.
على مثال بيلاطس ، يأتي الجمع أيضًا وجهًا لوجه مع “الحقيقة”. يختار الحشد “أصلبوه!”. في الواقع ، كان الحشد وأنصار بيلاطس ، مدفوعين بمشاعر توحّد جميع الناس: الخوف – الخوف من فقدان الأمن والممتلكات والحياة والحاضر. يمكننا بسهولة أن نقابل أنفسنا مع بيلاطس والحشد. فماذا تختار؟ الحقيقة أم حياتك؟ الحاضر أم الأبدية؟
من خلال نظرات يسوع الحزينة ويديه المثقوبتين فقط، يمكننا أن نختار الحقيقة ونواجه المجهول .عد إلى يسوع. إنّه حصنك وملجأك. إنّه ينتظرك. إقفز قفزة الإيمان!
يا ربّ ،إنّ نعمتك فقط هي التي تساعدني في البحث عن وجهك العذب. أرى يدك ممدودة تشد على يدي. كلّ ما أرغب فيه هو المشي معك والرقص على أنغام حبّك الإلهي. لقد وضعت يدي في يدك ، في هذه الرحلة إلى الأبدية. ساعدني لكي أقفز قفزة الإيمان هذه وأترك كلّ ما يفصلني عنك. أمسك بي!
تينا ماري ساجيف
تينا ماري ساجيف تخدم في مجلس إدارة تحرير شالوم تيدينجز الذي تنشره شالوم ميديا، وهي تقيم مع عائلتها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
'
تحولات وانعطافات
في صباح كلّ يوم منذ حوالي أربعة عشر عامًا ، وأنا افتح ستائر مطبخي لأشاهد مجموعة من أشجار الجمّيز التي تنمو خلف بيتنا. تنتشر أشجار الجميز بكثافة في ولاية كاليفورنيا. وقد قام المتعهد في هذه المنطقة بزرع مجموعة متنوعة تسمى لندن بلاين ، وهي ليست من الأشجار الأصليّة في مقاطعة ساكرامنتو. هذا النوع يرتفع عاليًا وينمو بسرعة. و يمكن أن يصل ارتفاعه إلى أكثر من مئة وثلاثين قدمًا! على الرغم من أنّها تنمو جيدًا في فصل الصيف الحارّ والجاف في منطقة ساكرامنتو ، إلا أنّها تحتاج إلى شمس قويّة لكي تكبر وتصل إلى هذا الارتفاع الشاهق، ولكي تلتقي أغصان الجميز بأشعة الشمس، يجب عليها أن تنحني وتدور، وهذا ما يمنحها أشكالًا مثيرة للاهتمام.
إحدى هذه ألأشجار نمت في أرض صخرية ، ومنذ بضع سنوات فقط ، أصيبت بمرض المنّ. وذلك ساهم في إضعاف جذعها ، وإحنائها إلى زاوية تسعين درجة تقريبًا. لم يعد بإمكانها البحث عن الشمس وأصبحت مهدّدة بالقطع. لحسن الحظ ، تمكن أحد معالجي الأشجار المحلّيين – من خلال التقليم والتغذية والوقت – من إنقاذ تلك الشّجرة الصغيرة. بعد أن تعافت الشّجرة ، سعت للبحث مجدّدًا عن الشّمس في رحلتها الى العلى. لا تزال تلك الشجرة المشوّهة تأخذ شكل زاوية كاملة في ذلك المكان. وإذا كان بإمكاننا القول إنّ حبّ الشجرة معقول ، سأقول : أنا أحبّ هذه الشجرة! تحتوي هذه الشجرة على قصّة، وشكلها يعكس قصّتي وربّما قصّتك كذلك.
أنا ” كاثوليكيّة أصيلة” ولدت في عائلة متجذّرة في الإيمان الكاثوليكي. ولقد ساعدتني تنشئتي الكاثوليكية كثيرًا في مسيرتي في المدرسة الكاثوليكية. لقد بدا أنّ التعليم الديني لجيل والدي قد ركّز أكثر على “ما تفعل وما لا تفعل” ، لكن “لماذا والأسباب” أثارا حماس الشباب لديّ. في مرحلة ما، حيث لم يكن ممكنًا إقناعي بالإجابات، كان الردّ هو التالي “إقبلي الإيمان ومن دون دليل”. بدا الأمر وكأنّه نصيحة كاثوليكية محبّة ، ولكنّ لشابّة فضوليّة في مرحلة النمو، لم تدرك مفهوم الإيمان تمامًا بعد ، كانت تعادل: “أنا لا أعرف” أو “لأنني قلت ذلك” أو “لا تزعجيني”. تلك الكلمات زرعت في داخلي بذرورًا صغيرة من الشكّ.
نمت تلك البذور وأضعفت الإيمان الذي كان لديّ ، مثل ما فعله المنّ بتلك الشجرة. وهكذا ، طوال سنوات شبابي الأولى، أهملت العديد من تعاليم الله والكنيسة. وهذا قادني إلى عيش الكثير من الأفكار والسلوكيّات الخاطئة والتي أدّت في نهاية المطاف إلى عواقب مؤلمة. أصبحت رحلتي نحو المسيح مثقلة بالخطيئة ، وقد انحنيت حتّى أنّني لم أعد أبحث بنشاط عن الابن.
لقد غمرني الله برحمته ومن دون قيد أو شرط. على الرغم من أنني توقفت عن البحث عنه ، لم يتوقف هو عن البحث عنّي. “هكذا قال السيّد الرب ،” أنا أرعى خرافي وأنا أربضها. فأبحث عن الضالّة ، وأردّ الشّاردة ، وأجبر المكسورة وأقوّي الضّعيفة… “حزقيال( 34: 16.(
أكون أو لا أكون
مرّت السّنون، وتزوّجت في عمر مبكر، وصارعندي ثلاثة أبناء قبل أن يصبح عمري ثلاثين عامًا. لقد عمّدنا أولادنا، وحاولنا الالتزام قدر المستطاع بقدّاسنا الأسبوعي إذا لم نكن تعبين أو متكاسلين. على الرّغم من أنّني لم أكن أبحث عن الله بنشاط ، إلا أنّ الجذور كانت لا تزال قويّة بما فيه الكفاية لاعتبار الله على الأقل نوعًا من التأمين الجيّد لحياتي، مثل بطاقة “الخروج من الجحيم”.
في أوائل الثلاثينات من عمري ،بدأت أتساءل عمّا إذا كان الأمر يستحقّ بذل جهد لأخذ أطفالنا إلى الكنيسة. لأنّ أولادنا قد يسبّبون إزعاجا للآخرين . شعرت أن الآحاد ستكون أكثر إحباطا من موضوع الالتزام. عندما كنت أطعم الأولاد وألبسهم استعداداً لقدّاس الأحد ، كنت أدرس إيجابيات وسلبيّات مثل هذا القرار. لحسن الحظ ، غيّر أحد الآحاد حياتي إلى الأبد. وضّبت الزجاجات والوجبات الخفيفة والكتب واللّعب والبطانيات وحفاضات الأطفال ، ثم توجّهت وعائلتي الصّغيرة إلى القداس.
لسبب غريب ، اخترت ذلك الأحد الجلوس في الصفّ الأمامي. لم نجلس يوماً في الصّفوف الأمامية للكنيسة، لأنّنا سنضطرّ للمشي مسافة أطول داخل الكنيسة إذا تصرّف أحد الأولاد بشكل سيئ .لقد أدركت بعدها أن يد الله كانت في قراري هذا. لقد فكرت أنّهم ربما يهدأون أكثر إذا تمكنوا من رؤية ما يحدث على المذبح. لقد استطلعت سلوكهم بعد الإنجيل … حتى الآن جيّد جدًا. فدارت الفكرة في رأسي ، “مهلا ، لماذا لا أستمع إلى العظة اليوم من أجل التغيير”. تحدّث الكاهن يومها بكلمات اخترقت قلبي. قال إنّ الإيمان ليس حقًّا من الحقوق. الإيمان هو هدية. إنّه نعمة من الله ونحتاج فقط أن نسأل عنه. ماذا؟
هدية للجميع
كوني كاثوليكية، اعتقدت أنّ الإيمان يأتي مع مشروع التأمين، ولكنّي بالحقيقة لم أفهم الفكرة بشكل صحيح. كان لديّ خليط من العواطف. أحسست بالجنون لأنني لم أخبر بهذا من قبل، وبالحزن لأنّ الأمر استغرق وقتًا طويلاً لسماع هذه المعلومات. ومع ذلك ، كنت سعيدةً وممتنّةً لأنّ الأمر كان بسيطًا تمامًا مثلما طلبت! ثم، صلّيت بجرأة هناك. “إلهي، إذا كان الإيمان هبة وكلّ ما علي فعله هو طلب ذلك ، فأنا أريده. أريد هبة الايمان. أريده كلّه وأريده الآن! لقد أضعت طريقي.خطاياي ثقيلة جدا، وما أحتاجه هو الإيمان حتى أتمكّن من العثور على طريق العودة إليك. “جلست هناك أنتظر. لم يحدث شيء، لكن مجرد طرح السؤال أعطاني السّلام. ربّما سأستمر في القدوم للقداس.
يعمل الله وقت ما يشاء. وعلى الرّغم من أنني لم أدرك على الفور ماذا كان يحدث، وضع الله في حياتي أشخاصاً ليساعدوني. من خلال التقليم والتغذية والوقت والحبّ، عرّفني الله على أناس إيمانهم قوي وصحيح. وهم بدورهم قدّموني إلى الله من خلال كلماتهم وأفعالهم. في نهاية المطاف، عرّفوني على كلمة الله وهنا بدأ الشفاء الحقيقي. بدأت في قراءة الكتاب المقدس يوميًّا واستمرّيت في طرح الأسئلة. فالإيمان إذاً من السّماع، والسّماع يكون سماع كلام المسيح (رومية 10: 17). كلّ يوم نشأت على إيمان جعلني أعود إلى سرّ المصالحة.
مثل شجرة الجميز الصغيرة، اضطررت إلى تغيير أفكاري وأفعالي ووجّهتها نحو يسوع. استقامت حياتي عندما بدأت أبحث بنشاط عنه، ولم يعد ثقل الخطايا يثنيني عن الربّ يسوع. إنّي أشبّه نفسي بمشروعٍ صغير يحتاج إلى نعمة الله حتى ينمو. عندما أغلقت مؤخّرًا ستائر مطبخي ، لاحظت لأوّل مرة شيئًا لافتاً؛ كانت الشّمس مشرقة من خلال أوراق وأغصان الشّجرة الصّغيرة الملتوية ، وكان الضّوء الذي ترسله جميلا ومثيرًا للاهتمام. وبعدها أصبحت هذه صلاتي البسيطة: يا يسوع أشعّ نورك من خلالي لأتألق كلّ يوم بشكل جميل. آمين.
تيريزا وايدر
© تيريزا آن فايدر تخدم الكنيسة من خلال مشاركتها الناشطة في مختلف المهمّات على مرّ السّنين. تعيش مع عائلتها في فولسوم ، كاليفورنيا ،في الولايات المتحدة الأمريكية.
'أنا طالب شديد الحرص على متابعة دراسة اللغة الإنجليزية في الجامعة. لقد عزّزت الدراسة قدرتي على استخدام الأدلة في سياق الكلام ، والعثورعلى الأفكار الرئيسة، وتحليل الشّخصيات عندما يتعلق الأمر بقراءة الأدب. أنا لا أقرأ فقط ، بل أفكرعندما أقرأ. أفكر أحيانًا في كيفيّة ارتباط شخصيّة معيّنة بهذه المرحلة من التاريخ ، فهل حياتي مماثلة لحبكة الرواية ، وهل أتفق مع وجهة نظر المؤلف؟
طوال سنوات دراستي، تعمّقت في دراسة الكتاب المقدّس أيضا. إنّ الطريقة التي كنت أقرأ بها الإنجليزية، تشبه الطريقة التي قرأت بها الكتاب المقدس. أنا لا أقرأ فقط الكتاب المقدّس لأقول لنفسي ، “اليوم قرأت مزمورًا واحدًا. إنّه عمل جيد”. أنا أقرأ الكتاب المقدس لأتمتع بأسراره الجميلة.
ما يجعل الكتاب المقدس أفضل بكثير من أيّ شيء قرأته في الأدب ، هو أنّ الكتاب المقدس قد كتب حبًّا بي ، كتب لي. بنفس الطريقة التي كتب بها حبًّا بك ، ولك. يروي الكتاب المقدس تجاربنا السابقة وانتصاراتنا، أسرارنا الحالية والوعود وتحقيق حبّ الله في المستقبل. إنّه ليس واجبي ؛ بل بالأحرى ، إنّها قصّتي. لذا ، نعم ، علّمني واجبي في اللغة الإنجليزية كيفيّة الصلاة.
كلمة الله ليست بسيطة – إنّها حيّة وفاعلة ، أكثر حدًّة من سيف ذي حدّين (عبرانيين 4: 12). فكّر فيها. أنا من الأشخاص الذين نشأوا على الإيمان ، وهم يسمعون الأناجيل ذاتها والرسائل من مار بولس تتكرر مرارًا. لهذا السبب وجدت أنّه من الضروري قراءة الكتاب المقدس بنظرة جديدة في كل مرّة. عندما أفتح الكتاب المقدس، أصلّي ، “يا ربّ ، تكلّم معي اليوم. هنا والآن. ماذا تعني كلمتك لي اليوم، الآن؟ “
ثم يظهر ذاته ! على الرّغم من سماعي لمقطع معيّن من الكتاب المقدس عدّة مرّات من قبل ، أو حتّى لو كنت أقرأه للمرّة الأولى ، فإنّ الله يحدّثني دائمًا من خلاله. أنا بحاجة فقط للتأكد من أنّني أستمع.
كيف نسمع صوت الله؟ هنا بعض الأمثلة:
الموضوعات
في كانون الثاني من سنة 2018 ، لاحظت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أنّ الكثير من الناس كانوا يصلّون من أجل “كلمة العام”. والغرض من هذه الصلاة هو الجلوس مع الله، والطلب منه أن يعطيك كلمة تصف كيف سيكون عامك القادم . كانت العديد من النساء في جميع أنحاء البلاد يحصلن على كلمات مثل “الحب ، والنعمة ، والحرّية ، والصّمت، والفرح”. فقرّرت حينها أن أصلي كذلك. جلست لأستمع ، على الرّغم من أنني غير متأكد إذا ما سمعت في فكري / قلبي كلمة “عميق”. اضطربت في البداية ، لكنّي وجدت الأمر مضحكًا أيضًا. تلقّت نساء أخريات كلمات ملموسة إلى حدٍّ ما، بينما تلقيت أنا كلمة غير محدودة. غير متأكد من معنى ذلك بالكامل ، بدأت العام مع كلمة “عميق” في قلبي.
بحلول كانون الأول، نظرت كيف تجسد حبّ الله العميق في حياتي طوال العام. في بداية العام ، أخرجني الله من صداقة غير ناضجة اعتقدت أنني أتعامل معها بشكل جيد (لكنّ الله كان يعلم ذلك). قدّمني الله لأصدقاء جدد شجّعوني كي لا أصلي متّبعا قائمة معيّنة في الصلاة، ولكن لتكن صلاتي مواجهة لله الحيّ. شجعوني على تكوين علاقة عميقة مع الله لأنه حقًا يحبّني. نادى الله جراحي العميقة الّتي لم يلاحظها أحد ، وأخرجها إلى النّور، وهنا بدأت عمليّة الشّفاء. دخل إلى عمق هويّتي وأظهر لي ما كنت عليه حقًا. كان هذا الله يتحدّث معي. عندما أعطاني كلمة “عميق” كان يتنبّأ لعامي القادم.
الجسم
الله يتكلم أيضًا من خلال البشر ، وعبر جسده. في كانون الثاني من سنة 2019 ، ذهبت لأعترف عند كاهن لا أعرفه وفي مدينة لا أعرفها. بعد الاعتراف بخطاياي ، قال الكاهن ، “أنت بحاجة إلى الوثوق بالنّاس”. بداية ، ارتبكت من حيث مدى الثقة التي كانت مشكلة لأنّ الخطايا التي ذكرتها لم تتعامل مع ذلك حقًا. أجبته قائلًا: “إنّه أمر صعب”. هذه الكلمات انزلقت من فمي. لم أخطط للقول بصوت عالٍ. قال الكاهن الذي لم أقابله من قبل ، “كنت أعلم أنّك ستقول ذلك. لكن تذكّر، أنا لم أقل إنّ الأمر سهل”.
تركت الاعتراف آنذاك وتركيزي كان على ما يعنيه أن أثق بالآخرين، ورحت أتأمل في كيف فشلت في القيام بذلك. بعد أسبوع أو أسبوعين ذهبت مرة أخرى للاعتراف عند كاهن آخر وفي مدينة أخرى . بعد الاعترف بخطاياي ، أعطاني الكثير من النّصائح المفيدة. في النهاية ، ذكر: “وربّما يجب أن تحاول الثقة أكثر”. مرّة أخرى ، ومن وجهة نظري ، لم أكن أعتقد أن الثقة كانت هي القضيّة.
ثم أثناء قراءة الكتاب المقدس ، وقع نظري على المزمور 125: 1: “أولئك الذين يثقون بالربّ هم مثل جبل صهيون ، لا يتزعزع ، بل يدوم إلى الأبد”. لاحقًا، وبينما كنت أحاول تنظيم أشياء للقاء جماعي ، قال أحد أعضاء المجموعة “إسمح لي أن أساعدك”. عرف الله ما أحتاج سماعه على الرّغم من أنّه بدا لي غريبًا. تابعني، وتحدث من خلال عدّة أشخاص من أجل حصولي على الرسالة.
فقط كان يعرف
في يوم سبت، قبل بضعة أسابيع، كان عليّ اتخاذ قرار: إمّا الذّهاب إلى المسيرة المحلية “من أجل الحياة” أو زيارة منظّمة “الأطفال المعرّضين للخطر” والتي كنت أسعى لتطويرالعلاقات معها. كنت أعلم أن كلتيهما تدعمان الحياة، لكنّ مسيرة “من أجل الحياة” لا تحدث إلا مرة واحدة في السّنة. لقد كان قرارًا صعبًا ، لكنّني شعرت من خلال الصلاة أن الله يريدني أن أبقى مع الأطفال.
عندما جاء يوم السبت ، شعرت بعدم الارتياح لقراري حيث ذهب الكثير من أصدقائي إلى المسيرة. زار بعضهم في المنظمة عائلة من “المعرّضين للخطر” في حيٍّ آخر. عندما التقى جميع متطوعي المنظمة في نهاية اليوم ، قالوا: “أوه رينيه ، بالمناسبة ، كان هناك أب في الحيّ الآخر يبيع أغراضا قديمة عندما زرناه. لقد كان يبيع ماغوريم واندر امبوريم، فأخبرناه أنّه فيلمك المفضل وطلب منا أن نقدمه لك. “
عندما أعطوني الفيلم ، شعرت أن تلك هي طريقة الله البسيطة في إخبارنا ، “أراك”. لم تدخل اليوم. كن متواجدًا. أنظر إلى الحياة التي تتدفق هنا. “لا أعتقد أنّ الله كان يكافئني بالضرورة على القرار الذي اتخذته ، لكنه أراد أن يؤكد أنه مسرور منّي. يمكن أن يكون الله قد اختار مليون طريقة ليقول لي ذلك ، لكنه استخدم فيلمي المفضل بشكل مميّز للقيام بذلك.
عندما يتحدث الله إلينا ، ليس بالضرورة من خلال صوت مسموع، مثلما أدرجت في القائمة ، فإن الله ليس له حدود في الطرق التي يتحدث بها إلينا ، لذا كن منفتحًا على مساعدته وتحرّكاته في حياتك. أنا أصلي لأجلك.
فقط كان يعرف
'أتسأل كيف يمكن أن يكون الله كريمًا ألى هذا ألحد في ما يمنحه لنا من النعم في كل الأوقات. في الماضي، صلى الشعب المقدس وقدم تضحيات كثيرة. أشعر أحيانا أنهم كانوا أنقى منا ، أ كثر بساطة في النوايا والأفكار والأفعال.
إن الجيل المعاصر يبدو أشد تعقيدًا. لقد ازدادت معرفتنا بالعلوم ،كعلم النفس، والطب والمعالجة وحتى بانواع الشرور. أصبحنا أكثر ابتكارا لأساليب ألخطيئة ودفع الآخرين إليها. ومع ذلك ، عندما نصلي يسبغ الله علينا بسخاء نعمه المميزة. كيف نتلقى هذه النعم على الرغم من عدم استحقاقنا لها؟ هل نحن جديرون بتلك ألنعم؟
عندما تفكر في الأمر ، لا يبدو لك عادلا اأن تحصل على الكثير مقابل عمل قليل – آه! فأن هذا يعيد إلى اذهاننا مثل “العمال في الكرم”. في هذا المثل ، تقاضى العمال الذين عملوا في الكرم طيلة النهار دينارا واحدا، كما حصل أولئك الذين عملوا بضع ساعات في آخر النهار على الأجر ذاته.
يتحدث يسوع هنا عن سخاء الله. لماذا أظهر الله هذا الكَرَمَ الوفير؟ ولماذا هذا العطاء الجمُ الآن؟ هناك سببان – لا يوجد سوى القليل من الوقت الباقي للعمل ، وكل واحد يحتاج إلى راتب يكسبه. إن الرب يعلم أن أولئك الذين ولدوا في الماضي، ومنذ زمن بعيد ،ولدوا عندما كانت الحياة أكثر بساطة ونقاوة ،وكانت الخطيئة محدودة. لقد كان الناس أأوفر احساسا وأكثر اهتماما بالصلاة. كانت إلاغراءات وأسباب السقوط أقل. ومن ثم ، فإن أولئك الذين ولدوا هم مثل العمال الذين جاءوا باكرا، أو في منتصف النهار أو حتى في آخر اليوم.
لدينا الكثير من الإغراءات اليوم، والطريق أكثر نعومة من أي وقت مضى.لقد أمسى الوقوع في الخطيئة أسهل من قبل. لذلك نحن بحاجة إلى المزيد من ضبط النفس في هذه الظروف ، والمزيد من الشجاعة لفعل الشيء الصحيح ، والقوة للمواجهة عندما نسير في عكس التيار. إنه لأمر صعب. فالحياة الحديثة أشد تعقيداً مما كانت عليه في الماضي. لم يعد للناس وقت للتفكير أو حتى الاسترخاء . اذا متى يصلون؟ هؤلاء هم الأشخاص الذين أتوا في الساعة الأخيرة من النعمة (يوم العمل) وهم يكافحون أيضًا في العمل، من أجل العيش ولكسب الحياة الأبدية.
الآن وقد أصبحنا مستعدين للعمل ، حتى ولو كانت الساعة الحادية عشرة ، فكيف نكسب النعم التي نحتاجها بشدة؟ هنا يبدأ دور الكنيسة ومعها الهبات التي قدمها لنا الرب في القداس ،( الوردية ، التساعيات ، والعديد من الكنوز الاخرى…)
تخيل الآن المشهد الذي فيه تتلاشى الأرض من تحتك، وفي غضون لحظات قليلة يمكن أن تغوص في الظلام والموت. وفجأة ترى سلما يهبط من طائرة هليكوبتر. إنها مهمة إنقاذ في اللحظة الأخيرة. ماذا ستفعل؟ ستتمسك بالسلم على الفور ، وتتسلقه لتصل به بعيدا إلى بر الأمان!
إن الصلوات هي درجات السلم التي أرسلت الينا من السماء، من قبل أمنا. هل انت مستعد لهذه المساعدة؟ هل أنت على استعداد للانقاذ؟ لنتمسكوننتظر حيى نصل إلى المنزل الموعود.
أيها الآب السماوي ، نشكرك على النعم الكثيرة التي تسكبها علينا كل يوم، على الرغم من أننا غير اهلاً لها ، فإن رحمتك يا رب تبقى أبعد من حدود تفكيرنا. ساعدنا لنكون مخلصين لهذه العطية ، حتى لا نغرق في شر العالم. اعطنا أن نسعى دائمًا للوصول إلى وطننا فنرتل لك الحمد الى الأبد. آمين.
© سيينا كولونور تخدم الكنيسة من خلال مشاركتها النشطة في مختلف الخدمات. تعيش مع عائلتها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
'يعرف الله كل شعرة في رؤوسنا. أتذكر مرة عندما كنت استحم ومررت حينها يدي في شعري واذا بخصلة كبيرة تسقط منه. وكنت قد سمعت وقتها أنه أثناء مرحلة النمو ، ظهور بعض الشعر فوق الشفاه هو أمر طبيعي جداً للكثير من النساء، ولكني لم أعرف ماذا أفعل بالشعر الذي كان ينمو على ذقني أو السوالف المزعجة التي بدأت تظهر على وجهي.
عندما كنت بالخامسة عشرة من عمري تم تشخيصي بتكيسات في المبيض (PCOS)، ولم يكن عندي دورة طبيعية لأكثر من سنة. وتبين أن واحدة من كل عشر نساء تعاني من هذا المرض. وأظهرت تحاليل الدم الخاصة بي أن معدلات منشط الذكورة عندي في مستوى عال جداً، وكل ما أستطعت احساسه هو الشعور بإنني أقل فأقل إمرأة. ولكن ما لم أستطع رؤيته عندما كنت في هذا العمر أني ساصبح يوما كاملة من خلال “علَّة” جسدي.
منذ ذلك الوقت بدأت أصدق الكذبة أن قيمتي الحقيقة هي في جسدي. وأثناء نموي أظهرت هذه الكذبة نفسها بطرق عديدة – شعوري بعدم الأمان فيما يتعلق بمظهري، الإعتماد على أدوات التجميل التي تشعرني بأن مظهري لائق، والاحساس بأنني غير محبوبة بسبب إحتمال عدم قدرتي على إنجاب الأطفال. انزلقت في علاقات مع الشباب آملة أن اتمكن من جعلهم يعجبون بي وربما من كسب محبتهم. ولكن بدلا من ذلك، إزدادت شعورا بالفراغ أكثر فأكثر حتى أُجبرت أخيراً على مواجهة شعوري الحقيقي وجهاً لوجه. حتى عندما تواجهت مع الله القدوس كنت مازلت أجاهد لأقبل ما يبدو أنه جزءاً غير مقبول في نفسي، بل أني ما زلت أجاهد حتى اليوم لأحب نفسي بسبب مرضي. ولكن في وقت ما خلال هذه الرحلة، بين دموع الإحباط أثناء سقوط خصلة أخرى من شعري وبين التعب من امل الحصول على دورة طبيعية بعد سبع اشهر من إنقطاعها – في مكان ما بين الخوف والخسارة والألم – وجدت الحق.
الحق، الذي يصعب قبوله جداً في بعض الأحيان، وهو أنه لسبب ما ولقصد إلهي مجهول، قد خلقني ربي الصالح هكذا. ليس فقط أنه جعل رحمي عليل ودورتي الشهرية غير منتظمة ولكنه يُسرّ بي هكذا. هو يحب هذه المرأة جداً، جسدها، ماضيها، حاضرها ومستقبلها، وأكثر من الكل هو يحب قلبها. هذا، يا أصدقائي الأعزاء، كل ما كنت أغفل عن رؤيته كل حياتي. لقد كنت مشغولة جداً بمحاولة الحصول على هذا الجسد الكامل والذي لا أملكه لدرجة أنني نسيت أن أجاهد من أجل قلب ممتليء بالمسيح. لقد انشغلت جداً بأخطائي الماضية وبهويتي التي لم أجدها في أي شيء غير جسدي؛ لدرجة أنني أغفلت الصلاح الموجود بداخل قلبي. لقد كنت مشغولة جداً بالإعتذار عن نقائصي حتى أنني فقدت قدرتي على الشكر على جميع البركات التي حصلت عليها.
لقد كنت مشغولة جداً بالاعتذار عن نقائصي حتى أنني فقدت قدرتي على الشكر على جميع البركات التي حصلت عليها.
منذ فترة كنت أبكي غاضبة فصلَّت معي أحدى صديقاتي ، كنت أشعر حينها وكأنني أغرق في أمواجي الخاصة. لن أنسى أبداً ما قالته لي: “إعرفي أنه لا يوجد أي خطأ فيك. حتى مرضك هو ملك للرب وقد حان الوقت لتُقدميه له.” كثيراً جداً ما نترك الشرير يستغل “نقائصنا” ليؤذينا ثم نبدأ بلوم أنفسنا. بالنسبة لك يمكن أن تكون الحالة جسدية، رذيلة أو خوف ولكن أيا ما كانت، لا يهم فمع يسوع الذي انتصر سوف تتخطاها. مهما كان المحيط الذي تتخبط فيه أخضعه للذي “حتى الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعًا تُطِيعُهُ!” (متى 27:8) وعنده “شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ” (لوقا 7:12) حتى تلك التي فقدتها وتلك التي تنمو حيث لا ينبغي أن تنمو. لا يوجد فيك شيئ خطأ. لقد خلقك جيداً حتى وإن كنت لا تؤمن بهذا بعد.
'