Trending Articles
لمّا كنت ولدًا صغيرًا، كنت أحبّ الذّهاب إلى السّيرك، وكان الشيء المفضّل لديّ هو ألارجوحة. يبدو أن فنّاني الترابيز كانوا يطيرون في الهواء. وعندما يزداد أداؤهم امتيازا ، كنت أمسك أنفاسي لأنّهم كانوا يقفزون في الهواء من دون حبال السّلامة – هذه حيلة خطيرة- ويظلّ قلبي يخفق بسرعة حتى يمسك بهم شركاؤهم في الجانب الآخر.
حتى الآن ، ما زلت أتأثّر بشجاعة هؤلاء الفنّانين. إنّ حياتهم على المحكّ أثناء كلّ أداء. ومع ذلك فإنّ لديهم الشّجاعة لمواجهة الفراغ في الخواء. إنّهم ببساطة يثقون ، ويثبون في الوقت المناسب ، فهم واثقون من قبضة شريكهم الآمنة. كما أنّهم يفهمون أنّه فقط من خلال تحرير أنفسهم من الشّريط الآمن ، يمكنهم الانتقال بثقة والتأرجح إلى الموضع التالي. يجب أن يتركوا قبل أن يتم الإمساك بهم. إنّهم يظهرون شجاعة كبيرة تمكّنهم من تحقيق هذه القفزة في الظلام.
يعدّ التأقلم مع هذا النوع من الاستعداد ” للتخلّي” أحد أعظم التحدّيات الّتي نواجهها في الحياة. فنحن نتمسّك بأشياء كثيرة : شخص، وممتلكات أو سمعة شخصية. ولن نتخلى عنها مهما كانت التكلفة. في معركة البقاء على قيد الحياة ، نعتبر الفشل خسارة فادحة. المفارقة الكبيرة هي أنّه بقدر ما نعطي بسخاء نتلقّى. نحتاج الكثير من الشجاعة للقيام بذلك. إنّ فنّاني الأراجيح أبطال بالنسبة اليّ، لأنّه بالتأكيد شيئٌ يستحيل عليّ القيام به. أولئك الذين يواجهون تحدّيات في الحياة يصبحون أبطالا حقيقيين عندما يضعون ثقتهم في الله.
كلّ شيء لك
تضعنا الحياة في بعض الأحيان في مواقف صعبة. إذا أردنا الاستسلام الكليّ لله ، يجب علينا أوّلاً أن نثق في مخطّطه. إنّ التخلي عن أحلامنا ورغباتنا الخاصّة ليس بالأمر السّهل. ومن المثير للاهتمام أنّ الله يعطي معنىً جديداً لكلّ ما نريده ونحلم به ،عندما نرقص على أنغام رغباته. فإنّ النّعمة والسّلام سيملآن حياتنا عندما نفعل ذلك!
فقط عندما نشعر بأنّ أحدًا يمسك بنا بقوة ، يمكننا أن نترك ، تمامًا مثل فنّاني الأراجيح. يتعثّر كثيرون في الحياة، لأنّ أعينهم مثبتة على الفراغ من حولهم ولا يلمسون قبضة الربّ القويّة والآمنة. في إنجيل متّى (14: 25-30) مشى يسوع على البحيرة. التّلاميذ الذين كانوا يراقبونه من القارب دُهِشوا لمّا رأوا. تجرّأ بطرس حين سأل يسوع عمّا إذا كان يستطيع المشي على الماء. فدعاه يسوع . مشى بطرس على الماء وعيناه ترمقان الرب ، ولكنّه عندما أحس بالرياح القوية، شعر بالخوف وبدأ يغرق. وعلى الفور ، أمسكه يسوع بيده وقال: “يا قليل الإيمان … لماذا شككت؟”
الحياة دائمًا جميلة بالنّسبة لأولئك الذين يركّزون أعينهم على الربّ ويمسكون بيده. يرقصون بأمانٍ أينما أخذهم الرب. إنّهم لا يشعرون بالقلق على حياتهم. ماذا سيحدث؟ مرضهم أو خططهم المستقبلية. إنّهم يسيرون بعكس الرّيح القوية ، يتعاملون مع مشاكلهم ويعرفون أنّ لا شيء قد يضرّ بهم. إنّهم يعرفون أنّ الله يمسك بزمام الأمور، و أنّه سيجعل سبلهم قويمة، واعتمادهم على مملكة أبدية لن يتم تدميرها أبدًا.
هو يعرفك
أن تعيش حياتك من منظار الأبدية، والسّير معًا يدًا بيد مع يسوع، إنّها الوسيلة الأكثر أمانًا والخالية من القلق. من يعرف قلبنا ورغباتنا أكثر من الشخص الّذي خلقنا؟ “أنت الذي كوّن كليتي ونسجني في بطن أمي “(مزمور 139: 13). هو يعرفني حتّى قبل أن تدرك والدتي بوجودي. هذا مذهل!
يحول الله أحلامك ورغباتك بطرق لا يمكن تصوّرها – “لأني أعلم أن افكاري التي أفكّرها في شأنكم، يقول الربّ، هي أفكار سلام لا بلوى، لأمنحكم بقاءً ورجاء” (إرميا 29:11) ). هذه القناعة في حياتنا ستواجه بتحدّيات من خلال شرّ هذا العالم. فالشرّير لا يقدّم لنا في حياتنا سوى الأذيّة ، والمآزق ، والنتائج السلبية وكلّ التعاسة.
إختيارك
في كتاب “طريق الصليب للبابا فرنسيس: تأمّلات في المحطّات” ، وفي المحطة الأولى نلمس رؤية قداسته المثيرة للاهتمام. يسوع محكوم عليه بالموت. بنطيوس بيلاطس يواجه معضلة. عليه إصدار حكم على يسوع. يقول البابا فرانسيس أنّ بيلاطس يجد نفسه أمام لغز لا يستطيع فهمه. يسأل أسئلة ويطلب تفسيرات. إنّه يبحث عن حلّ، ويكاد يصل إلى عتبة الحقيقة. لكنّه يقرر عدم العبور، وبين الحياة والحقيقة، يختار حياته. بين الحاضر والأبدية ، يختار الحاضر.
على مثال بيلاطس ، يأتي الجمع أيضًا وجهًا لوجه مع “الحقيقة”. يختار الحشد “أصلبوه!”. في الواقع ، كان الحشد وأنصار بيلاطس ، مدفوعين بمشاعر توحّد جميع الناس: الخوف – الخوف من فقدان الأمن والممتلكات والحياة والحاضر. يمكننا بسهولة أن نقابل أنفسنا مع بيلاطس والحشد. فماذا تختار؟ الحقيقة أم حياتك؟ الحاضر أم الأبدية؟
من خلال نظرات يسوع الحزينة ويديه المثقوبتين فقط، يمكننا أن نختار الحقيقة ونواجه المجهول .عد إلى يسوع. إنّه حصنك وملجأك. إنّه ينتظرك. إقفز قفزة الإيمان!
يا ربّ ،إنّ نعمتك فقط هي التي تساعدني في البحث عن وجهك العذب. أرى يدك ممدودة تشد على يدي. كلّ ما أرغب فيه هو المشي معك والرقص على أنغام حبّك الإلهي. لقد وضعت يدي في يدك ، في هذه الرحلة إلى الأبدية. ساعدني لكي أقفز قفزة الإيمان هذه وأترك كلّ ما يفصلني عنك. أمسك بي!
تينا ماري ساجيف
تينا ماري ساجيف تخدم في مجلس إدارة تحرير شالوم تيدينجز الذي تنشره شالوم ميديا، وهي تقيم مع عائلتها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
Tina Mary Sajiv Tina Mary Sajiv serves in the Editorial Council of Shalom Tidings published by Shalom Media. She resides with her family in California, USA
Want to be in the loop?
Get the latest updates from Tidings!