Home/جذب/Article

يناير 06, 2021 1779 0 الشماس جيم مكفادين
جذب

هل تجرؤ على دعوته أبي

هل تعلم أن لديك أبًا حاضراً دائمًا؟ اقرأ عنه إذا كنت تتوق إلى حبه.

عندما تعود

منذ ستة عشر عامًا ، كنت أساعد في التعليم المسيحي وأعد بعض السجناء لسر الثبيت، في سجن فولسوم ، أحد السجون الشديدة الحراسة في كاليفورنيا . كان هناك سجيناً اسمه خوان، روي قصته لي . اخبرني أن والده البيولوجي قد تخلى عن أسرته عندما كان رضيعًا، وأن زوج أمه كان متحفظاً وسيئًا. وبكلمات كثيرة ، قال إن علاقته بأب من أي نوع كانت “فوضى”. قد يكون هذا هو السبب ، كما قال ، في انجذابه إلى إيمان طفولته – فهو لا يزال يبحث عن والده.

قلت، “خوان ، الله أبوك ويسوع يدعوك لتدعوه” أبا “.

سأل “ماذا تعني كلمة ” أبا “؟.

قلت: “إنها تعني” أبي، “بابا. يمنحك يسوع القدرة لتنادي الله” بابا “.

قام خوان  بتلاوة الأبانا ببطء ووقار، والدموع تنهمرمن عينيه . قالها بقوة واقتناع فبدا كما لو انه يقولها لأول مرة.

إن بساطة صلاة الابانا، وإلمامنا بها ، يظهر الاختراق الهائل الذي حققته في تاريخ الدين . لا يخاطب يسوع الله على أنه “القاضي” أو “كلي العلم” أو “القوة العظمى في السماء” أو أي لقب آخر يشير إلى سمو الله. بدلاً من ذلك ، يدعو يسوع الله “الأب” ، ما يدل على ألأحساس بالألفة ، ويذكرنا كيف يميل الطفل نحو أبيه، ويثق في أنه محبوب من قبله.

ملء الفراغ

إذا كان البعض يختبر غياب آباءهم ، سرعة أحكامهم ، أو قساوتهم ، فمن الممكن أن يسقطوا هذه الصفات على الله. إذا كبروا ولم يتوقعوا سوى القليل من آبائهم ، فقد يتوقعون أيضًا القليل من الله أو لا يتوقعون. إذا كان والدهم لا يتواصل معهم ، فقد يسقطون ذلك على الله. لكن يسوع علمنا أن نسمي الله “أبا” الذي يعني “أبي”  الذي ينمي فينا إحساسًا بالألفة والدفء والأمان والمحبة.

يمكن ان نفهم اكثرعن الله الآب المحب في النبي هوشع ، الذي يجسد العلاقة الحميمة بين الأب والابن التي يدعونا يسوع إليها: 

لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. كُلَّ مَا دَعَوْهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ، وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ. وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكًا إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ. (هوشع 11: 1-4).

يا لها من صورة رقيقة لإلهنا المحب “الذي يربي طفلاً على وجنتيه”.

هذه هي الصورة التي أذابت قلب سجين اسمه خوان وملأت عينيه بالدموع. يهيم الكثير من الناس في البحث عن والدهم في هذه الحياة. اما يسوع فيخبرنا بأنه لدينا أبًا يحبنا أكثر من أي والد أرضي. علينا ببساطة أن نأتي أمامه وببساطة الطفولة نقول ، “أبا!”

أيها الآب السماوي ،إنيّ أسلم نفسي لك تمامًا مثل الأطفال، وأثق بعنايتك الإلهية. دعني أشعر كل يوم  بروابط الحب الغير المرئية التي تقربني اليك دائماً. آمين.

Share:

الشماس جيم مكفادين

الشماس جيم مكفادين قساوسة في كنيسة القديس يوحنا المعمدان الكاثوليكية في فولسوم، كاليفورنيا. وهو مدرس لاهوت ويخدم في تنشئة إيمان الراشدين والتوجيه الروحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles