Home/جذب/Article

يونيو 30, 2024 144 0 Mary Therese Emmons, USA
جذب

ما وراء القبر

حُكم على زوجي بالإعدام؛ ولم أكن أغرب العيش من دونه، ولكن قناعاته الراسخة فاجأتني.

قبل خمسة سنوات، انهار عالمي عندما تم تشخيص زوجي بمرض عضال. لقد تغيرت الحياة والمستقبل الذي تصورتهما إلى الأبد في لحظة. كان الأمر مُرعبًا ومُربكًا؛ الأكثر يأسًا وعجزًا شعرت به على الإطلاق. كان الأمر كما لو أنني قد أُسقطتُ في هاوية من الخوف واليأس المستمرين. لم يكن لدي سوى إيماني لأتشبث به بينما كنتُ أواجهُ أظلم الأيام التي عرفتها على الإطلاق. أيام من الاهتمام بزوجي المحتضر وأيام من الاستعداد لمواجهة حياة مختلفة تمامًا عما خططت لها.

لقد كنا أنا وكريس معًا منذ أن كنا مراهقين. كنا أفضل الأصدقاء ولا ننفصل تقريبًا. لقد مضى على زواجنا أكثر من عشرين عامًا وكنا نُربي أطفالنا الأربعة بسعادة وكأنها تبدو حياة مثاليّة. والآن حُكم عليه بالإعدام، ولم أكن أعلم كيف سأعيش من دونه. في الحقيقة، جزء مني لا يريد ذلك. في أحد الأيام، في لحظة انكسار، كشفتُ له سرّ بأنني اعتقدت أنني قد أموت بسبب انكسار القلب إذا اضطررت للعيش بدونه. ولم يكن رد فعله وكأنه يائسًا. لقد أخبرني بصرامة ولكن بتعاطف أنه يجب علي الاستمرار في العيش حتى يدعوني الله إلى الديار؛ أنني لا أستطيع أن أتمنى أو أُضيّع حياتي لأن حياته كانت على وشك الانتهاء. وأكّد لي بثقة أنه سوف يراقبني ويحرس أطفالنا من الجانب الآخر من الستارة.

الوجه الآخر للحزن

كان لدى كريس إيمان لا يتزعزع بمحبة الله ورحمته. واقتناعًا منه بأننا لن ننفصل إلى الأبد، كثيرًا ما كان يُردّد عبارة: “إنها فقط لفترة قصيرة”. كان هذا بمثابة تذكيرنا الدائم بأنه لا يوجد وجع في القلب يدوم إلى الأبد، وقد أعطتني هذه الكلمات أملًا لا حدود له. آمل أن يرشدنا الله خلال هذا الأمر، وآمل أن أجتمع مجددًا مع كريس في الحياة القادمة. خلال هذه الأيام المظلمة، تمسكنا بالسيدة العذراء في الوردية؛ وهي صلاة كنا على دراية بها سابقًا. لقد تم تلاوة أسرار الحزن في كثير من الأحيان لأن التأمل في معاناة ربنا وموته جعلنا أقرب إليه في معاناتنا. لقد كانت مسبحة الرحمة الإلهية بمثابة صلاة جديدة أضفناها إلى روتيننا اليومي. مثل المسبحة الوردية، كان هذا تذكيرًا متواضعًا بما احتمله يسوع طوعًا من أجل خلاصنا، وبطريقة ما جعل الصليب الذي أُعطي لنا يبدو أقل ثقلًا.

بدأنا نرى بشكل أكثر وضوحًا الجمال في المعاناة والتضحية. كنتُ أكرر في ذهني الصلاة الصغيرة: “يا قلب يسوع الأقدس، أضع كل ثقتي فيك” كل ساعة من اليوم. كان ذلك سيجلب لي موجة من الهدوء كُلما شعرت بموجة من عدم اليقين أو الخوف. خلال هذا الوقت، تَعمقت حياة صلاتنا بشكل كبير وأعطتنا الأمل في أن ربنا سيرحم كريس وعائلتنا بينما نتحمل هذه الرحلة المؤلمة. اليوم، يمنحني الأمل في أن كريس يعيش في سلام، ويراقبنا ويتشفع لنا من الجانب الآخر، تمامًا كما وعد.

في هذه الأيام الغامضة من حياتي الجديدة، الأمل هو الذي يبقيني مستمرًا ويمنحني القوة. لقد منحني امتنانًا لا يقاس لمحبة الله التي لا نهاية لها ورحمته الحنونة. الأمل هدية عظيمة، وتوهج داخلي لا ينطفئ للتركيز عليه عندما نشعر بأننا منكسرون. الأمل يُهدّىء، والأمل يُقوّي، والأمل يشفي. الأمل يحتاج إلى شجاعة للتمسك به.

وكما قال القديس يوحنا بولس الثاني: “أنا أتوسل إليكم! لا تتخلوا أبدًا عن الأمل. لا تشكّوا أبدًا، ولا تتعبوا أبدًا، ولا تيأسوا. لا تخافوا.”

Share:

Mary Therese Emmons

Mary Therese Emmons is a busy mother of four teenagers. She has spent more than 25 years as a catechist at her local parish, teaching the Catholic faith to young children. She lives with her family in Montana, USA.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles