Home/استمتع/Article

يوليو 04, 2024 49 0 Belinda Honey
استمتع

لستُ الوحيدة

في أحلك الوديان وأصعب اللّيالي، سَمِعتْ بليندا صوتًا ظلّ يناديها مرّة أخرى.

تركتنا أمّي عندما كنتُ في الحادية عشرة من عمري. في ذلك الوقت، اعتقدتُ أنها غادرت لأنها لا تُريدني. ولكن في الواقع، بعد سنوات من المعاناة بصمت من خلال سوء المعاملة الزوجية، لم تعد قادرة على الصمود. بقدر ما أرادت أن تُنقذنا، كان والدي قد هدد بقتلها إذا أخذتنا معها. لقد كان الأمر أكثر من اللازم لتقبله في مثل هذه السن المبكرة، وبينما كنتُ أسعى جاهدًا للتغلب على هذا الوقت العصيب، بدأ والدي في دائرة من الإساءة التي ستطاردني لسنوات قادمة.

الوديان والتلال

لتخدير الألم من سوء معاملة والدي والتعويض عن الشعور بالوحدة من التخلي من والدتي، بدأتُ اللّجوء إلى جميع أنواع تقنيات “التعافي”. وعندما لم أستطع تحمل الإساءة بعد الآن، هربتُ مع تشارلز، صديقي من المدرسة. تواصلتُ من جديد مع والدتي خلال هذا الوقت، وسكنتُ معها ومع زوجها الجديد لفترة من الوقت.

في ١٧من العمر، تزوجتُ تشارلز. كان لعائلته تاريخ من السجن، وسُرعان ما تبعها هو أيضًا. لقد استمريتُ في الخروج مع نفس المجموعة من الأشخاص، وفي النهاية، سقطتُ أنا أيضًا في الجريمة. في ١٩ من العمر، حُكم عليَّ بالسجنِ لأول مرة؛ خمس سنوات بتهمة الاعتداء المُشدّد.

شعرتُ بالوحدة في السّجن أكثر مما كنت عليه في حياتي. كلُّ من كان من المفترض أن يُحبني ويحتضنني قد تخلى عني، استخدمني، وأساء إلي. أتذكرُ أنني استسلمتُ، حتّى أنني حاولتُ إنهاء حياتي. لفترة طويلة، واصلت الهبوط إلى الأسفل حتى التقيتُ “شارون” و”جويس”. لقد ضحوا بحياتهم للرّب. على الرغم من أنه لم يكن لدي أي فكرة عن يسوع، اعتقدتُ أنني سأجربها لأنني لم يكن لدي أي شيء آخر. هناك، محاصرةً داخل تلك الجُدران، بدأتُ حياةً جديدةً مع المسيح.

السقوط، الارتفاع، التعلّم…

بعد حوالي عام ونصف من عقوبتي، تقدّمتُ بطلب الإفراج المشروط. بطريقةٍ ما، كنتُ أعلمُ في قلبي أنني سأحصل على الافراج المشروط لأنني كنت أعيشُ من أجل يسوع. شعرتُ كأنني كنتُ أقوم بكل الأشياء الصحيحة، لذلك عندما جاء الرّفض مع بداية العام، لم أفهم. بدأتُ استجواب الله وكنتُ غاضبتًا جدًا.

في هذا الوقت تم نقلي إلى إصلاحية أخرى. في نهاية خدمات الكنيسة، عندما مد القسيس يدهُ للمصافحة، تراجعتُ وانسحبتُ. لقد كان رجلاً مليئًا بالروح، وقد أظهر له الروح القدس أنني قد تأذيت. وفي صباح اليوم التالي، طلبَ رؤيتي. هناك في مكتبهِ، كما سأل عمّا حدث لي وكيف كنت أتألم، فتحتُ قلبي وشاركت لأول مرة في حياتي.

أخيرًا، بعد خروجي من السجن وفي مركز إعادة التأهيل الخاص، بدأتُ العمل وكنتُ أتمسكُ بحياتي الجديدة ببطء عندما التقيتُ بـ “ستيفن”. بدأتُ بالخروج معهُ، وأصبحتُ حامل. أذكرُ كمْ كنتُ متحمسةً لذلك. كما أنه أراد أن يكون الأمر صائب، فتزوجنا وكوّننا عائلة. كان ذلك بمثابة بداية أسوء ١٧سنة من حياتي، والتي تميّزت بالإيذاء الجسدي والخيانة والتأثير المستمر للمخدرات والجِرِم.

حتّى أنه كان يريد أن يقدم على إيذاء أطفالنا، ما جعلني في حالة من الغضب الشديد؛ كنتُ أرغبُ في إطلاق النار عليه. في تلك اللحظة، سمعتُ هذه الآيات: “لي الانتقام، وأنا أُجازي.” (روما ١٢: ١٩) و”سيقاتل الرّب من أجلك” (خروج ١٤: ١)، وهذا ما دفعني إلى تركه يذهب.

أبدًا مُجرمة

لم أتمكن أبدًا من أن أكون مجرمةً لفترة طويلة؛ سوف يعتقلني الله ويحاول إعادتي إلى المسار الصحيح. على الرغم من جهوده المتكررة، لم أكن أعيش من أجله. لقد احتفظتُ بالله دائمًا، على الرغمُ من أنني كنتُ أعرف أنه كان هناك. بعد سلسلة من الاعتقالات والافراجات، عُدتُ أخيرًا إلى المنزل نهائيًا في ١٩٩٦. عُدتُ إلى الكنيسة وأخيرًا بدأتُ ببناء علاقة حقيقية وصادقة مع يسوع. بدأتْ الكنيسة رويدًا رويدًا تُصبح حياتي؛ لم أحظى حقًا بهذا النوع من العلاقة مع يسوع من قبل.

لم أستطع الحصول على ما يكفي من ذلك لأنني بدأتُ أرى أنه ليس الأشياء التي قمت بها ولكن مَن أنا في المسيح الذي سيبقيني على هذا الطريق. لكن، حدث التحويل الحقيقي مع “الجسور إلى الحياة”*.

كيف لا؟

على الرغم من أنني لم أشارك في البرنامج كمجرمة، إلا أن قدرتي على المساعدة في تلك المجموعات الصغيرة كانت نعمة لم أتوقعها؛ وهي نعمة من شأنها أن تغير حياتي بطرق جميلة. عندما سمعتُ نساء ورجال آخرين يشاركون قصّتهم، نقر شيء بداخلي. وأكّد لي أنني لم أكن الوحيدة وشجعني على الحضور مرارًا وتكرارًا. كنتُ سأشعر بالتّعب الشديد والإرهاق من العمل، لكنني كنتُ أدخل إلى السجون وأستعيدُ نشاطي لأنني كنتُ أعلم أن هذا هو المكان الذي كان من المفترض أن أكون فيه.

“الجسور إلى الحياة” يتكلّم عن تعلّم مُسامحة نفسك؛ لم تساعدني فقط مساعدة الآخرين على أن أصبح كاملةً، بل أيضًا ساعدتني على التعافي…وما زلت أتعافى.

أولاً، كانت والدتي. كانت مصابة بالسرطان، وأحضرتُها إلى المنزل؛ اعتنيتُ بها طيلة فترة بقائها حتى توفيت بسلام في منزلي. في عام ٢٠٠٥، عادَ سرطان والدي، وقدّر الأطباء أنَّهُ لم يتبقَّ له سوى ستة أشهر على الأكثر. أحضرتهُ إلى المنزل أيضًا. قال لي الجميع ألا أستقبلَ هذا الرجل بعد ما فعلهُ بي. سألت: “كيف لا؟” غفرَ لي يسوع، وأشعرُ أن الله يريدُ مني أن أفعل هذا.

لو أنني اخترتُ التمسكَ بالمرارةِ أو الكراهية تجاه والديَّ بسبب الهَجِر والإساءة، لا أعلم ما إذا كانا سيقدّمان حياتهما للرّب. بمجرّد النظر إلى حياتي، أرى كيف استمر يسوع في مُتابعتي ومحاولة مساعدتي. كنت مقاومةً جدًا للشعور بما هو جديد، وكان من السهل جدًا البقاء فيما هو مريح، لكنني مُمتنة ليسوع لأنني تمكنتُ أخيرًا من الاستسلام له تمامًا. إنه مخلّصي، إنه صخرتي، إنه صديقي. لا أستطيع أن أتخيل حياة بدون يسوع.

Share:

Belinda Honey

Belinda Honey serves as the Regional Coordinator for Bridges to Life in Waco, Texas. Article is based on the interview given by Belinda on the Shalom World program “Jesus My Savior.” To watch the episode, visit: shalomworld.org/episode/from-prison-to-ministry-belinda-honey

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles