Trending Articles
تحولات وانعطافات
في صباح كلّ يوم منذ حوالي أربعة عشر عامًا ، وأنا افتح ستائر مطبخي لأشاهد مجموعة من أشجار الجمّيز التي تنمو خلف بيتنا. تنتشر أشجار الجميز بكثافة في ولاية كاليفورنيا. وقد قام المتعهد في هذه المنطقة بزرع مجموعة متنوعة تسمى لندن بلاين ، وهي ليست من الأشجار الأصليّة في مقاطعة ساكرامنتو. هذا النوع يرتفع عاليًا وينمو بسرعة. و يمكن أن يصل ارتفاعه إلى أكثر من مئة وثلاثين قدمًا! على الرغم من أنّها تنمو جيدًا في فصل الصيف الحارّ والجاف في منطقة ساكرامنتو ، إلا أنّها تحتاج إلى شمس قويّة لكي تكبر وتصل إلى هذا الارتفاع الشاهق، ولكي تلتقي أغصان الجميز بأشعة الشمس، يجب عليها أن تنحني وتدور، وهذا ما يمنحها أشكالًا مثيرة للاهتمام.
إحدى هذه ألأشجار نمت في أرض صخرية ، ومنذ بضع سنوات فقط ، أصيبت بمرض المنّ. وذلك ساهم في إضعاف جذعها ، وإحنائها إلى زاوية تسعين درجة تقريبًا. لم يعد بإمكانها البحث عن الشمس وأصبحت مهدّدة بالقطع. لحسن الحظ ، تمكن أحد معالجي الأشجار المحلّيين – من خلال التقليم والتغذية والوقت – من إنقاذ تلك الشّجرة الصغيرة. بعد أن تعافت الشّجرة ، سعت للبحث مجدّدًا عن الشّمس في رحلتها الى العلى. لا تزال تلك الشجرة المشوّهة تأخذ شكل زاوية كاملة في ذلك المكان. وإذا كان بإمكاننا القول إنّ حبّ الشجرة معقول ، سأقول : أنا أحبّ هذه الشجرة! تحتوي هذه الشجرة على قصّة، وشكلها يعكس قصّتي وربّما قصّتك كذلك.
أنا ” كاثوليكيّة أصيلة” ولدت في عائلة متجذّرة في الإيمان الكاثوليكي. ولقد ساعدتني تنشئتي الكاثوليكية كثيرًا في مسيرتي في المدرسة الكاثوليكية. لقد بدا أنّ التعليم الديني لجيل والدي قد ركّز أكثر على “ما تفعل وما لا تفعل” ، لكن “لماذا والأسباب” أثارا حماس الشباب لديّ. في مرحلة ما، حيث لم يكن ممكنًا إقناعي بالإجابات، كان الردّ هو التالي “إقبلي الإيمان ومن دون دليل”. بدا الأمر وكأنّه نصيحة كاثوليكية محبّة ، ولكنّ لشابّة فضوليّة في مرحلة النمو، لم تدرك مفهوم الإيمان تمامًا بعد ، كانت تعادل: “أنا لا أعرف” أو “لأنني قلت ذلك” أو “لا تزعجيني”. تلك الكلمات زرعت في داخلي بذرورًا صغيرة من الشكّ.
نمت تلك البذور وأضعفت الإيمان الذي كان لديّ ، مثل ما فعله المنّ بتلك الشجرة. وهكذا ، طوال سنوات شبابي الأولى، أهملت العديد من تعاليم الله والكنيسة. وهذا قادني إلى عيش الكثير من الأفكار والسلوكيّات الخاطئة والتي أدّت في نهاية المطاف إلى عواقب مؤلمة. أصبحت رحلتي نحو المسيح مثقلة بالخطيئة ، وقد انحنيت حتّى أنّني لم أعد أبحث بنشاط عن الابن.
لقد غمرني الله برحمته ومن دون قيد أو شرط. على الرغم من أنني توقفت عن البحث عنه ، لم يتوقف هو عن البحث عنّي. “هكذا قال السيّد الرب ،” أنا أرعى خرافي وأنا أربضها. فأبحث عن الضالّة ، وأردّ الشّاردة ، وأجبر المكسورة وأقوّي الضّعيفة… “حزقيال( 34: 16.(
أكون أو لا أكون
مرّت السّنون، وتزوّجت في عمر مبكر، وصارعندي ثلاثة أبناء قبل أن يصبح عمري ثلاثين عامًا. لقد عمّدنا أولادنا، وحاولنا الالتزام قدر المستطاع بقدّاسنا الأسبوعي إذا لم نكن تعبين أو متكاسلين. على الرّغم من أنّني لم أكن أبحث عن الله بنشاط ، إلا أنّ الجذور كانت لا تزال قويّة بما فيه الكفاية لاعتبار الله على الأقل نوعًا من التأمين الجيّد لحياتي، مثل بطاقة “الخروج من الجحيم”.
في أوائل الثلاثينات من عمري ،بدأت أتساءل عمّا إذا كان الأمر يستحقّ بذل جهد لأخذ أطفالنا إلى الكنيسة. لأنّ أولادنا قد يسبّبون إزعاجا للآخرين . شعرت أن الآحاد ستكون أكثر إحباطا من موضوع الالتزام. عندما كنت أطعم الأولاد وألبسهم استعداداً لقدّاس الأحد ، كنت أدرس إيجابيات وسلبيّات مثل هذا القرار. لحسن الحظ ، غيّر أحد الآحاد حياتي إلى الأبد. وضّبت الزجاجات والوجبات الخفيفة والكتب واللّعب والبطانيات وحفاضات الأطفال ، ثم توجّهت وعائلتي الصّغيرة إلى القداس.
لسبب غريب ، اخترت ذلك الأحد الجلوس في الصفّ الأمامي. لم نجلس يوماً في الصّفوف الأمامية للكنيسة، لأنّنا سنضطرّ للمشي مسافة أطول داخل الكنيسة إذا تصرّف أحد الأولاد بشكل سيئ .لقد أدركت بعدها أن يد الله كانت في قراري هذا. لقد فكرت أنّهم ربما يهدأون أكثر إذا تمكنوا من رؤية ما يحدث على المذبح. لقد استطلعت سلوكهم بعد الإنجيل … حتى الآن جيّد جدًا. فدارت الفكرة في رأسي ، “مهلا ، لماذا لا أستمع إلى العظة اليوم من أجل التغيير”. تحدّث الكاهن يومها بكلمات اخترقت قلبي. قال إنّ الإيمان ليس حقًّا من الحقوق. الإيمان هو هدية. إنّه نعمة من الله ونحتاج فقط أن نسأل عنه. ماذا؟
هدية للجميع
كوني كاثوليكية، اعتقدت أنّ الإيمان يأتي مع مشروع التأمين، ولكنّي بالحقيقة لم أفهم الفكرة بشكل صحيح. كان لديّ خليط من العواطف. أحسست بالجنون لأنني لم أخبر بهذا من قبل، وبالحزن لأنّ الأمر استغرق وقتًا طويلاً لسماع هذه المعلومات. ومع ذلك ، كنت سعيدةً وممتنّةً لأنّ الأمر كان بسيطًا تمامًا مثلما طلبت! ثم، صلّيت بجرأة هناك. “إلهي، إذا كان الإيمان هبة وكلّ ما علي فعله هو طلب ذلك ، فأنا أريده. أريد هبة الايمان. أريده كلّه وأريده الآن! لقد أضعت طريقي.خطاياي ثقيلة جدا، وما أحتاجه هو الإيمان حتى أتمكّن من العثور على طريق العودة إليك. “جلست هناك أنتظر. لم يحدث شيء، لكن مجرد طرح السؤال أعطاني السّلام. ربّما سأستمر في القدوم للقداس.
يعمل الله وقت ما يشاء. وعلى الرّغم من أنني لم أدرك على الفور ماذا كان يحدث، وضع الله في حياتي أشخاصاً ليساعدوني. من خلال التقليم والتغذية والوقت والحبّ، عرّفني الله على أناس إيمانهم قوي وصحيح. وهم بدورهم قدّموني إلى الله من خلال كلماتهم وأفعالهم. في نهاية المطاف، عرّفوني على كلمة الله وهنا بدأ الشفاء الحقيقي. بدأت في قراءة الكتاب المقدس يوميًّا واستمرّيت في طرح الأسئلة. فالإيمان إذاً من السّماع، والسّماع يكون سماع كلام المسيح (رومية 10: 17). كلّ يوم نشأت على إيمان جعلني أعود إلى سرّ المصالحة.
مثل شجرة الجميز الصغيرة، اضطررت إلى تغيير أفكاري وأفعالي ووجّهتها نحو يسوع. استقامت حياتي عندما بدأت أبحث بنشاط عنه، ولم يعد ثقل الخطايا يثنيني عن الربّ يسوع. إنّي أشبّه نفسي بمشروعٍ صغير يحتاج إلى نعمة الله حتى ينمو. عندما أغلقت مؤخّرًا ستائر مطبخي ، لاحظت لأوّل مرة شيئًا لافتاً؛ كانت الشّمس مشرقة من خلال أوراق وأغصان الشّجرة الصّغيرة الملتوية ، وكان الضّوء الذي ترسله جميلا ومثيرًا للاهتمام. وبعدها أصبحت هذه صلاتي البسيطة: يا يسوع أشعّ نورك من خلالي لأتألق كلّ يوم بشكل جميل. آمين.
تيريزا وايدر
© تيريزا آن فايدر تخدم الكنيسة من خلال مشاركتها الناشطة في مختلف المهمّات على مرّ السّنين. تعيش مع عائلتها في فولسوم ، كاليفورنيا ،في الولايات المتحدة الأمريكية.
تيريزا آن ويدر ويدير الكنيسة لسنوات عديدة من خلال مشاركتها النشطة في مجموعة متنوعة من الخدمات. تعيش مع عائلتها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
Want to be in the loop?
Get the latest updates from Tidings!