Home/جذب/Article

يوليو 04, 2024 158 0 Molly Farinholt
جذب

دروسٌ من قلبِ القصدير 

همسٌ متكرر من فوق، والكثير من المحاولات الفاشلة؛ كل ذلك تم حلّهُ بقصة أطفال!

هناك قصة رائعة كتبها هانز كريستيان أندرسن بعنوان الجندي القصدير الصامد التي قد اتخذتُ متعة هائلة في قراءتها بصوت عالٍ لابنتي، وهي تستمع إليها. تميّز الوجود القصير لهذا الجندي ذو الساق الواحدة بمحنةٍ تلو الأخرى. من السقوط من عدة طوابق إلى الغرق تقريبًا إلى ابتلاعه من قبل سمكة مِثلَ يونان، يفهم المقاتل المعوّق المعاناة بسرعة كبيرة. ومع ذلك، فهو في كل ذلك لا يتردّد أو يتعثر أو يجفل. يا للعجب، أن تكون مثل جندي القصدير!

اكتشاف السبب

قد يَنسب الحرفيّون والمتشائمون صموده إلى حقيقة أنه مصنوعٌ من القصدير. سيقول أولئك الذين يقدّرون المجاز أن السّبب هو أن لديه معرفة عميقة بهويته. إنه جندي، والجنود لا يسمحون للخوف أو أي شيء في هذا الصدد بتوجيههم عن مسارهم. تجتاح التجارب الجندي القصدير، لكنه يبقى دون تغيير. في بعض الأحيان، يعترف بأنه لو لم يكن جنديًا، فإنه سيفعل كذا وكذا؛ مِثلَ ذرف الدموع؛ لكن تلك الأشياء التي لم يفعلها، لأنها لا تتماشى مع هويته. في النهاية، يتم إلقاؤه في موقد حيث، يذكرنا بالقديس جان دارك، تغمره النيران. تم العثور لاحقًا على رفاته من قبل الخادمة، اختُزلت إلى، أو يمكن للمرء أن يقول، تحوّلت إلى، قلب من القصدير ذو شكل مثالي. نعم، النيران التي تحملها بقوة شكّلته إلى الحب!

يا ترى، هل كل ما هو مطلوب للمرء ليصبح صامدًا هو معرفة هويته؟ السؤال إذن هو، ما هي هويتنا؟ أنا، وأنت، أيضًا، ابنة (أو ابن) ملك الكون. إذا عَلِمنا فقط ولم نتوقف أبدًا عن المطالبة بهذه الهوية، فيمكننا أيضًا أن نكون صامدين في الرّحلة نحو أن نصبح مثل الحب نفسه إذا قضينا أيامنا ونحن نعلم أننا أميرات وأمراء نتجول في قلعة أبينا، فما الذي سنخشاه؟ ما الذي يجعلنا نرتعد، أو نتراجع، أو ننهار؟ لا يمكن للسقوط أو الفيضانات أو النيران أن تجعلنا نتنحى عن المسار نحو القداسة التي تم وضعها بمحبة أمامنا. إننا أبناء الله المحبوبون، مُقدّر لنا أن نصبح قديسين إذا واصلنا المسار فقط. ستصبح التجارب أفراح لأنها لن تسحبنا من طريقنا، ولكن إذا تحمّلناها جيدًا، ستحولنا في النهاية إلى ما نتوق إليه! يبقى أملنا وفرحنا دائمًا، حتى لو كان كل ما حولنا هو المشقة، فإننا ما زلنا محبوبين، ومختارين، وخُلقنا لنكون مع الآب الذي في السماء إلى الأبد.

الأحزان إلى فرح!

عندما يرى الملاك جبرائيل خوف مريم، خلال مهمته في تلقي نعمة مريم، يقول لها: “لا تخافي، لأنك قد وجدت نعمة عند الله” (لوقا ١: ٣٠) يا لها من أخبار مجيدة! وكم هو مجيدٌ أننا، نحنُ أيضًا، قد وجدنا نعمة عند الله! لقد خَلَقَنا، يُحبنا، ويرغب منا أن نكون معهُ دائمًا. لذلك، نحنُ، مثل مريم، لا داعي أن نخاف، مهما كانت الصعوبات التي تعترض طريقنا. قَبلت مريم بثبات كل ما جاء في طريقها، عالمةً أن العناية الإلهية كاملة وأن خلاص البشرية جمعاء كان في متناول اليد. وقفت تحت الصليب في لحظات معاناتها الكبرى وثَبُتت. في النهاية، على الرغم من أن قلب مريم قد اخترقه الكثير من السيوف، إلا أنّها انتقلت إلى السماء وتُوجت ملكة السماء والأرض، لتكون مع الحب إلى الأبد. مهّد ثباتها وقدرتها على التحمل من خلال المعاناة الطريق إلى مُلوكّيتها.

نعم، أصبح حزن تمثال الـ “بيتا” أي العذراء المنتحبة مجد الصعود. إن استشهاد الكثير من الرجال والنساء المقدسين جعلهم جزءًا من جنود السماء يُسبّحون الرب إلى الأبد. مثل أُمّنا والقديسين، نرجو أن نقبل نعمة الثبات، والوقوف شامخين وسط الحزن واللّهب وجميع الظروف الأخرى التي تحاول تحويلنا عن ذراعا الرب المفتوحتين. نرجو أن نكون متجذرين بقوة في هويتنا كأبناء مخلوقين على صورة الآب. نرجو، مثل الشاعر الشهير تينيسون الذي كتبَ ذات مرة: “كُن قوي في الإرادة للنضال، والسعي، والبحث، وعدم الاستسلام!” نرجو أن نصبح، بعد كل شيء، مثل الحب.

Share:

Molly Farinholt

Molly Farinholt is a wife, mother, homemaker, and writer. She lives with her husband and children in Virginia, where they serve on a mission with the FOCUS ministry.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles