Home/نصر الانجيل/Article

يونيو 30, 2024 59 0 Reshma Thomas, India
نصر الانجيل

بدأتْ معك

أيًا كان الموقف الذي تمرّ به، سيفتح الله لك طريقًا حيثُ لا يوجد طريق…

اليوم، أحضر ابني آريك إلى المنزل كتاب الإملاء الخاص به. حصلَ على نجمة حمراء مع ملاحظة “جيّد”. هذا ليس بأمر مُهمّ بالنسبة لطفل في الروضة، ولكن بالنسبة لنا فهو يُعدّ إنجاز يُحتفل به.

خلال الأسبوع الأول في المدرسة، تلقيتُ اتصالاً من مُعلمتهُ في الصّف. قد خفنا من هذا الاتصال، أنا وزوجي. وبينما كنتُ أحاول جاهدةً أن أشرح لمعلمته مهاراته في التواصل (أو عدم وجودها)، أتذكر أنني اعترفت بأنه بينما كنت أهتم بأخته الكبرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد وقعتُ في هذا النمط من القيام بالأشياء دون أن يطلب أحد. بما أنها لم تكن قادرة على نطق كلمة واحدة، كان عليّ أن أخمن احتياجاتها. تم اعتماد النمط ذاته بالنسبة لـ آريك أيضًا في أيامه الأولى.

حتّى قبل أن يطلب الماء، كنتُ أعطيه إياه. كانت بيننا رابطة لا تحتاج إلى كلمات، لغة حب، أو هكذا اعتقدت. كم كنتُ مخطئة بائسة!

ليس بعد ذلك بكثير، عندما أكمل أخوه الصغير أبرام الثالثة من عمره، كان عليّ اتخاذ هذه الخطوات الثقيلة مرّة أخرى لرؤية المرشد في المدرسة. هذه المرّة، كان الأمر يتعلّق بمهارات آريك الكتابيّة. أصيبت معلمة صفّه العزيزة بالذعر عندما رأته يسقط قلمه على الطاولة ويطوي يديه بعناد وكأنه يقول: “لن أكتب”. قد خفنا من هذا أيضًا. كانت أختهُ الصغيرة أكشا خبيرة في الخربشة في عمر السنتان، ولكن آريك لم يكن يستطيع أن يمسك القلم. هو فقط لم يرغب به.

الخطوة الأولى

بعد تلقي تعليمات من المستشار، قمتُ بزيارة المدير، الذي أصر على أن نخضع لتقييم شامل إذا استمر تواصله ضعيف. لم أكن أستطيع التفكير في ذلك في حينها. بالنسبة لنا، كان طفل المعجزة. بعد ما مررنا به مع طفلتنا البكر وثلاث حالات إجهاض، تحدى آريك كل الصعاب. لقد ولد بعد فترة حمل كاملة، على عكس ما توقعه الأطباء. وكانت أعضاؤه الحيوية طبيعية عند ولادته. “إنهُ طفلٌ كبير!” صاح الطبيب عند إخراجه من خلال عملية قيصرية. لقد شاهدناه ينمو خطوة بخطوة مع أنفاس مقطوعة تقريبًا، وندعو الله ألا يحدث أي خطأ.

سرعان ما وصل آريك إلى جميع مراحله الرئيسية. ومع ذلك، عندما كان عمره عامًا واحدًا فقط، ذكر والدي أنه قد يحتاج إلى علاج النطق. لقد تجاهلتُ الأمر لأنه من السابق لأوانه تشخيصه. والحقيقة هي أنني لم يكن لدي القوة لمواجهة مشكلة أخرى. لقد سئمنا بالفعل من كل ما كان يمر به ابنتنا البكر. ولدت آنا قبل الأوان في الأسبوع ٢٧. وبعد أيام كثيرة مرهقة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، تم تشخيص إصابتها بتلف شديد في الدماغ في ثلاثة أشهر وكانت تعاني من نوبات صرع. بعد كل العلاجات والأدوية، تُصارع ابنتنا ذو التسعة سنوات مع الشلل الدماغي والإعاقة الذهنية. لا يمكنها أن تجلس، أن تمشي، أو أن تتكلم.

بركات لا تحصى

هناك حدّ لتأجيل ما لا مفر منه، لذلك قبل ستة أشهر، أخذنا آريك رُغمًا عنّا للحصول على تقييم أولي. كان تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط صعبًا. لقد ناضلنا لقبول الأمر، لكننا مازلنا نُخضعهُ لعلاج النطق. في ذلك الوقت، كان فقط يقوم بتَأْتَأَت بعض الكلمات.

قبل أيامٍ قليلة، لقد استجمعتُ الشجاعة لأذهبَ إلى المُستشفى مع آريك والحصول على تقييم كامل وشامل. إنه تَوَحُد خفيف هو ما قالوه لنا. فيما كنا نَمُرّ من خلال مراحل التقييم، طُرحت علينا أسئلة متعدّدة. ولدهشتي، كانت معظم إجاباتي على هذه الأسئلة: “لم يكن قادر على فعل ذلك، لكنّهُ الآن يستطيع.”

احمدوا الرّب! بقوّة الرّوح القدس الساكنة فيه، كل شيء ممكن. أؤمن أن الصلاة له ومباركته كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة قد أحدثا فرقًا. التغيير كان جذري عندما بدأ يحفظ آيات من الإنجيل. وجمال الأمر أنه يُسمّع هذه الآيات في الوقت الذي كنتُ أحتاجهم. حقًا، إن كلمة الله حيّة وفعّالة. أعتقد أن التحول مستمر. كلّما شعرتُ بإحباط، يُفاجئني الله بأن يجعله يتكلّم كلمة جديدة.

وسط نوبات الغضب التي يتعرض لها، وعندما يبدو أن كل شيء ينهار، تأتي ابنتي الصغيرة، أكشا البالغة من العمر ثلاث سنوات، ببساطة تعانقني وتقبلني. تعرفُ جيّدًا كيف تُريحُ أمها. أؤمن أن الله سوف يتدخل بالتأكيد ويشفي ابنتنا الكبرى آنا أيضًا، لأنه لا شيء مستحيل بالنسبة له. لقد أصبح التغيير واضحًا بالفعل، فقد انخفض عدد المرات التي أصيبت فيها بنوبات الصرع بشكل كبير.

في مسيرتنا في الحياة، قد لا تسير الأمور كما هو متوقع، لكن الله لا يتركنا أو يتخلى عنّا أبدًا. تمامًا مثل الأكسجين الضروري وغير المرئي، فإن الله حاضر دائمًا ويوفر لنا الحياة التي نحتاجها بشدة. فلنتمسكَ بهِ ولا نشكَ ونحن في الظلمة. لتكشف شهادتنا حقيقة كم هو إلهنا جميل ورائع ومُحب وكيف يُحوّلنا لنقول: “كنتُ… ولكن الآن أنا…”.

Share:

Reshma Thomas

Reshma Thomas is a wife and mother of four wonderful children. She finds great joy in doing little works for Jesus, and making known his merciful love revealed through her life-experiences. She lives with her family in Kerala, India.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles