Home/يواجه .. ينجز/Article

أكتوبر 29, 2019 1881 0 Antony Kalapurackal
يواجه .. ينجز

الله هو الموجّه.

توقّف عن القلق بشأن ما لا يمكنك فعله، وبدلاً من ذلك ، ركّز على ما يمكن الله أن يفعله.

في كانون الأول الماضي ، كنت مسافرًا داخل الهند بالقطار. حجزت سريراً في غرفة، فضمنت لنفسي مكاناً لمدّة أربع ساعات. لم يمض وقت طويل على انطلاق القطار،  حتّى جاء المفتّش وتفحّص تذكرتي. ثمّ توجّه إلى رجل مسنّ كان جالسًا بجانبي. كان لدى هذا الرجل تذكرة من الدّرجة السياحيّة ولم يكن من المفترض أن يجلس في المكان ذاته معي. طلب منه المفتش أن يذهب إلى الدرجة السياحيّة. مع العلم أنّ الدّرجة السياحيّة  كانت ممتلئة  كالعادة، وأنّه قد يضطرّ إلى الوقوف طوال الرحلة . طلب الرّجل من المفتش السماح له بالجلوس حيث كان جالساً من قبل؛ ولكن من دون جدوى ، لقد أصر المفتّش على إرساله إلى الدّرجة السياحيّة. فوقف الرّجل وتوجّه على مضض إلى الدرجة السياحية.

بعد أن توارى الرّجل ، تبادر إلى ذهني تفكير مزعج: “لماذا لم أقدّم له مالاً إضافيًا  ليبقى في مكانه ؟”  لقد كان المبلغ الإضافي المطلوب لذلك الرجل ليبقى معي في هذه الدرجة في متناولي. لم أفعل ما وجب عليّ فعله في تلك اللحظة! طوال تلك الرّحلة ، ظلّ هذا الفكر يخز قلبي. ومع ذلك، ففي نهاية الرّحلة ، سمعت صوت عزاء لطيف في أعماق قلبي! إسمع ، إنّ المئات من الأعمال الصّالحة التي قمت بها حتّى الآن لا تحتاج دليلاً على وجود الرب فيك ؛ ولكن إذا كان العمل الجيّد الذي لم تقم به يجلب دموعًا إلى عينيك، فهذا مؤشّر على أنّ النجّار (يسوع) قد بدأ عمله فيك.

لم تكن هذه هي المرّة الأولى الّتي أعيش فيها هذا النّوع من الاختبارات. لقد خفقت مرّات عديدة في مواقف مماثلة بسبب عدم قدرتي على التصرّف بسرعة. ومع ذلك، فعندما قدّمت هذه العيوب إلى الربّ خلال فترة من الهدوء الرّوحي ، استنارت بصيرتي. ينظر الله دائمًا إلى نوايا قلوبنا. إنّه لا يتوقع منّا أن نكون مثاليين في أفعالنا ، بل أن نكون صادقين. الله يريدنا أن نفعل كلّ شيء بحبّ. أي شيء لا يكون مصدره الحبّ،فهو غير مقبول لديه. يوضح القديس بولس هذه النقطة في رسالته إلى أهل كورنثوس. “إذا أعطيت جميع اموالي وسلّمت جسدي حتى أفتخر ، ولا محبّة عندي، فما ينفعني شيء” (1 كورنثوس 13: 3.

هذا ما يفسّر تجاهل يسوع المبالغ الكبيرة من مال الأثرياء ، وتقديره لفلسي الأرملة (مرقس 12:43). خذ حالة الأمّ تيريزا. لقد فعلت كلّ شيء بحبّ كبير وعاطفة. كانت قادرة على رؤية المسيح في كلّ شخص تخدمه. وبدلاً من محاولة القيام بأشياء رائعة، حاولت أن تفعل أشياء صغيرة بحبّ كبير. هذا ما جعلها مميّزة جدًّا. إنّ التقييم المادّي يؤدّي الى التّضليل. ينظر الناس دائمًا إلى النتيجة ، لكنّ الله يرى المزيد! إن الطبيب، الذي اكتشف بالصدفة دواء منقذًا للحياة، وأنقذ حياة عدوّه أثناء محاولته تسميمه ، قد يحصل على جائزة نوبل من قبل العالم، ولكنّه قاتل في نظر الله! إنّ الطبيب الذي تعرّض للخطر أثناء محاولته الفاشلة إنقاذ مريضه، قد ينتهي به المطاف خلف القضبان ولكن قد يكافأ من الله! نحن بحاجة إلى طلب مساعدة الرّوح القدس ليقودنا في الطريق الصّحيح. ” إختبرني يا الله واعرف قلبي. إمتحنّي واعلم أفكاري، وانظر إن كان فيّ طريق باطل، واهدني طريقا أبديا “(مزامير 139: 23-24.).

دع الأمر لله

الله يحبّ الجميع. لا تمنعه نقائصنا ​​من مباركتنا نحن أولاده. كلّنا أدوات بين يديه ، وعنده الكثير من البدائل عندما نفشل في أداء واجبنا. في الحادثة المذكورة أعلاه ، لم يكن من الصعب عليه ترتيب مقعد للرّجل في الدّرجة السياحيّة. ما يمكننا القيام به هو وضع مخاوفنا بين يديه، وقبول حقيقة أنّه هو دائما المسؤول. في واقعة مماثلة ، في مكان عملي، غالبًا ما أشعر بالذنب عندما يغادر شخص ما الشركة قبل أن يتاح لي مشاركته إيماني بفعالية. أشعر بأنّ صلواتي من أجله لم تستجب. لكنّ ذلك غير صحيح. لا صلاة تذهب من دون استجابة. الله بحكمته اللامتناهية ، لديه طرق مثاليّة لفعل الأشياء، وفي الوقت الذي  يشاء. التّبشير هو عمله! علينا نحن فقط أن نتعاون! من المهمّ أن تثق به دائمًا، وأن تعلم أنّه قادرعلى صنع الأشياء الجيّدة من عيوبنا. في الواقع ، كان يعلم أنّنا سنخفق. سيّدي ، نحن نستسلم لكلّ أوجه القصور والفشل في حياتنا. نحن على ثقة من أنّك تعرف المزيد عن حياتنا، وسوف تساعدنا للخروج من كلّ صعوباتنا. يا ربّ قد مسيرتنا، فلا نشعر أبدا بالاكتئاب أو بالوحدة ، لنستطيع العثور على العزاء الحقيقي والسّلام فيك. آمين.

Share:

Antony Kalapurackal

Antony Kalapurackal serves in the Editorial Council of Shalom Tidings. Antony lives in Brisbane with his wife Vinita and children Abiel, Ashish, and Lucina.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles