Home/جذب/Article

يوليو 04, 2024 58 0 Karen Eberts, USA
جذب

الحياة؟! وإلى أقصى حدّ

تبدو الحياة صعبة للغاية في بعض الأحيان، ولكن إذا تشبّثت ووثِقت، فإن هدايا غير متوقعة يمكن أن تفاجئك.

“احفظنا من كل خوف وقلق بينما ننتظر برجاء فرح مجيء مخلصنا يسوع المسيح.” كوني كاثوليكية طوال حياتي، كنتُ أتلو هذه الصلاة في كلّ قداس. لم يكن الخوف رفيقي لسنوات، على الرّغم من أنه كان كذلك في وقت ما. لقد تعرّفتُ على “الحبّ المثالي” الموصوف في رسالة يوحنا الأولى ١٨:٤ وساعدتني على العيش في حقيقة ذاك الذي ينتصر على الخوف. نادرًا ما أختبر الشعور بالقلق في هذه المرحلة من حياتي، لكن ذات صباح شعرتُ بشعور من نذير الشؤم. لم أتمكن من وضع إصبعي على السبب.

في الآونة الأخيرة، أدّى التّعثر على الرصيف إلى سقوط قوي، وكنت لا أزال أشعر بعدم الراحة في الورك والحوض. آلام حادة تعاود الظهور في كل مرة رفعت ذراعيَّ تُذكرني أن كتفيَّ لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت للشفاء. ضغوط العمل الجديدة والموت المفاجئ لابن صديق عزيز زاد من قلقي. يمكن لحالة عالمنا وحدها أن تُسبب ضائقة كبيرة لأي شخص يقضي الكثير من الوقت في هضم العناوين الرئيسيّة. وعلى الرغم من مصدر قلقي غير المعروف، إلاّ أنني كنتُ أعلمُ كيفية الرد. أغمضتُ عينيَّ واستسلمتُ للعبء الثقيل الذي كنتُ أشعر به.

الملائكة تعمل وقت إضافي

في اليوم التالي، بينما كنتُ أقودُ سيارتي إلى منزل مريض، هبّت عاصفة استوائية بشكل غير متوقع. كانت حركة المرور كثيفة، وعلى الرغم من المصابيح الأمامية الساطعة والسرعة المُنخفضة، حُجبت الرؤية بسبب هطول الأمطار. فجأةً وبشكل غير متوقّع، شعرتُ بتأثير سيارة أخرى تدفع سيارتي إلى الممر الأيمن! وبهدوءٍ مُدهش، توجهتُ إلى ممر الطوارئ، على الرغم من أن الإطار أصبح مُسطح الآن. سرعان ما تَوقَفتْ سيارة إنقاذ من الحرائق؛ واستفسرَ أحدُ المسعفين الذي قفز إلى سيارتي لتجنب هطول الأمطار الغزيرة عما إذا كنتُ قد تضرّرت. لا…لم أكن! بدا ذلك مستبعدًا للغاية لأنه لم يمر سوى أيام قليلة منذ توقف الآثار المتبقيّة لسقوطي. كنتُ قد صليّتُ من أجل الحماية في ذلك الصباح قبل الانطلاق، بشكلٍ واضحٍ، كانت الملائكةُ تعملُ وقتًا إضافيًا؛ تُخفف من حدّة سقوطي أولاً، ومن ثُمّ الضربة من هذا الحادث.

بما أن سيارتي الآن في ورشة التصليح وشركة التأمين تُغطي الإصلاحات، حزمنا أنا وزوجي “دان” أمتعتنا لعطلتنا التي خططنا لها منذ فترة طويلة. قبل مغادرتنا مباشرةً، شعرتُ بالإحباط لسماع أن شركة التأمين الخاصة بنا كانت ستقوم بإجمالي سيارتي بشكل شبه مؤكد! كان عمرها خمس سنوات فقط وفي حالتها الأصلية قبل الحادث، وكانت قيمتها في الـ ” بلو بووك” حاليًا٨,١٥٠ دولارًا فقط. لم تكن هذه أخبار جيدة! كنا نعتزم الاحتفاظ بهذه السيارة الهجينة الموفّرة للوقود طالما أنها تستمرّ في العمل، حتى شراء ضمان ممتد لضمان خطتنا. أخذتُ نفسًا عميقًا، تصرّفتُ مجدّدًا على ما تعلمتُ القيام به في حالات خارجة عن إرادتي: تركتُ الأمر لـ الله وطلبتُ تدخلهُ.

صلاةٌ ثابتة

بمجرد وصولنا إلى “سولت ليك سيتي”، قمنا بتأمين سيارتنا المستأجرة وسرعان ما كنا نتوجّه نحو منتزه “جراند تيتون” الوطني الجميل. وعندما دخلتُ إلى مرآب السيارات الخاص بالفندق في ذلك المساء، تراجعتُ بشكل غير معهود إلى مكان ضيق. بينما قام “دان” بتفريغ أمتعتنا، لاحظتُ وجود مسمار في أحد الإطارات. إن قلق زوجي بشأن الثقب دفعه إلى الاتصال بمراكز الخدمة المختلفة. وبما أننا لم نجد أي شيء مفتوح في أيام الأحد، قررنا أن ننتهز فُرصنا في القيادة. وفي صباح اليوم التالي، تلونا الصلاة وانطلقنا، على أمل أن يصمد الإطار أثناء القيادة على الطرق الجبليّة الضيقة داخل وخارج “يلوستون”. لحسن الحظ ، كان اليوم هادئًا. وصولنا إلى “هامبتون إنّ”، حيث قام “دان” بالحجز قبل أشهر، انبهرنا! بالجوار مباشرة كان هناك ورشة لتصليح الإطارات! الخدمة السريعة صباح الاثنين تعني أننا كنا على الطريق في أقل من ساعة! اتضح أن الإطار كان يُسرّب، لذلك تجنُّب إصلاحه يؤدي إلى انفجارًا محتملاً؛ إنها نعمة بما أنه انتهى بنا الأمر بالقيادة لمسافة تزيد عن ١٢٠٠ ميل في ذلك الأسبوع!

وفي الوقت نفسه، سمحت ورشة التصليح بإجراء مزيد من التحقيقات بشأن “الأضرار الخفيّة” الناجمة عن الحادث. وإن وُجدتْ فإن التكلفة ستتجاوز قيمة السيارة وستؤدي بالتأكيد إلى إجمالها! بينما كنتُ أصلّي يوميًا، وأسلمتُ النتيجة وانتظرت. وأخيرًا، تم إخباري أن تكلفة الإصلاحات قد وصلت إلى حد أدنى بقليل… وسوف يقومون بإصلاح سيارتي بعد كل شيء! (بعد بضعة أسابيع، عندما ذهبت لاستلام سيارتي المُجدّدة، وجدتُ أن التكلفة قد تجاوزت بالفعل قيمة الـ “بلو بوك”، ولكن صلاتي استُجيبتْ أيضًا!)

نعمة مذهلة

جاء مثالٌ آخر عن رعاية الله الإلهية بينما واصلنا رحلتنا إلى حديقة يلوستون الوطنية! كان موقف السيارات مزدحمًا عندما وصلنا. تجولنا بدون هدف عندما فجأةً، توفر مكان قرب الصف الأوّل! توقّفنا بسرعة ومشينا لنكتشف أن ثوران ينبوع “أولد فايثفول”* متوقعًا بعد عشرة دقائق. مع الوقت الكافي للوصول إلى منطقة المشاهدة، انفجر الينبوع الحار! تتبعنا مسار الممشى الخشبي عبر التكوينات الجيولوجية المختلفة والينابيع وينابيع المياه الحارة. والتقتَ زوجي المُحبّ للهواء الطلق بانشغال الصور، واحدة تلو الأخرى! وأنا أتعجّبُ من المشهد المذهل المحيط بنا، نظرتُ إلى ساعتي… كان من المتوقع حدوث ثوران آخر لـ”أولد فايثفول” قريبًا. وانفجر الرذاذ كما هو متوقع في الهواء، وهذه المرّة لم يحجبها السّياح لأننا كنا على الجانب الخلفي من الينبوع الحار! شعرتُ بالامتنان، وشكرتُ الله على بركات اليوم؛ أولاً، على موقع متجر الإطارات المثالي، ثمّ الخبر السّار من شركة التأمين بشأن سيارتي، وأخيرًا، مشهد الطبيعة المدهش.
بالتأمل في حضور الله الفعّال، صلّيتُ: “أشكُركَ على محبّتك لنا، يا ربّ! أعلمُ أنّك تُحبّ كلّ شخص آخر على وجه الأرض بنفس القدر، ولكن “دان” يتواصل معك بقّوة في الخلق، فهل تكشف نفسك له مرّة أخرى؟” ومع استمراري في السّير بتمهّل، نفذت بطارية كاميرا زوجي. جلستُ بينما كان يُبدّلها، وسمعتُ صوتًا غريبًا. استدرتُ لأرى انفجارًا ضخمًا. كان مذهلاً؛ كوان ارتفاع خليّة النحل ضعف ارتفاع “أولد فايثفول”! خلال النظر إلى دليلنا، قرأنا أن هذا الينبوع الحار كان واحدًا من

الأفضل، ولكن لا يمكن التنبؤ به لدرجة أن الانفجارات يمكن أن تحدث من أي مكان بين ٨ ساعات لمدة تصل إلى ٥أيام…لكن حدث ذلك في اللّحظة التي كنا فيها هناك! بالتأكيد، كان الله يُظهر نفسه لزوجي تمامًا كما طلبت!

تميزت محطتنا الأخيرة بالكثير من الينابيع الحارّة حيثُ عرض رجل نبيل التقاط صورتنا. وفي اللّحظة التي نقر فيها على المصراع، انفجر ذلك الينبوع الحار! لقد اختبرنا هدية أخرى غير متوقعة من توقيت الله المثالي وبركته! كما لو أن الاستمتاع بجمال المناظر الخلابة والشلالات والجبال والبحيرات والأنهار لم يكن كافيًا، فقد شهدنا أيضًا طقسًا جميلاً! على الرغم من التوقّع بهطول الأمطار كل يوم، إلا أننا واجهنا عددًا قليلاً من الأمطار القصيرة ودرجات الحرارة اللطيفة ليلاً ونهارًا!

لقد تجاوزتُ تمامًا التوتر والقلق اللذين كنتُ أعاني منهما مؤخرًا. أدى الاستسلام إلى الانغماس في رعاية يسوع وفي الأعجوبة الرائعة لخالقنا! تلك الصلاة التي تلوتها عدّة مرّات في القدّاس قد استُجيبت بالتأكيد. لقد كنتُ محميتًا، من الخوف ومن الإصابة الخطيرة، بينما كنت أتحرّرُ من القلق. لقد أدى الانتظار بالفعل إلى أمل سار….مرساة لروحي.

Share:

Karen Eberts

Karen Eberts كارين إيبرتس معالج فيزيائي متقاعد. لقد سهلت دراسة الكتاب المقدس للنساء على مدى السنوات الـ ١٣ الماضية. كارين هي أم لشابين وتعيش مع زوجها دان في لارجو، فلوريدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles