Home/استمتع/Article

يونيو 30, 2024 142 0 Deacon Jim MC Fadden
استمتع

اذهبوا واخبروا العالم

أينما كنت ومهما فعلت، فأنت مدعو بشكل لا رجعة فيه لهذه المهمّة العظيمة في الحياة.
في منتصف الثمانينات، قدّم المخرج الأسترالي بيتر وير أول فيلم أمريكي له، وهو فيلم تشويق ناجح بعنوان ويتنس (الشاهد)، قام ببطولته هاريسون فورد. تدور أحداث الفيلم حول فتى صغير يرى مقتل ضابط شرطة سري على يد زملاء العمل الفاسدين، فيختبئ بعيدًا في مجموعة “الأميش” طلبًا للحماية. وبما أن القصّة انكشفت، يستعيد ما حدث من خلال جمع الأحداث معًا ثم يروي شخصية فورد التي تدعى جون بوك (لاحظ رمزية الإنجيل). الفيلم فيه علامات الشاهد: الشخص يرى، يتذكر، ويحكي.

العودة للماضي

لقد أظهر يسوع نفسه لدائرته الداخلية حتى تصل حقيقة قيامته إلى الجميع من خلالهم. لقد فتح أذهان تلاميذه على سر موته وقيامته قائلاً: “وَأَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ.(لو٢٤: ٤٨). بعد أن رأوه بأعينهم، لم يستطع الرسل أن يظلوا صامتين بشأن هذه التجربة الرائعة.
ما هو صحيح للرسل، صحيح أيضًا بالنسبة لنا لأننا أعضاء في الكنيسة، جسد المسيح الروحي. يسوع وَكّل تلاميذه قائلاً: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.” ( متى ٢٨: ١٩) وكتلاميذ مرسلين، نشهد أن يسوع حيّ. الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها قبول هذه الرسالة بحماس وثبات هي أن نرى بعيون الإيمان أن يسوع قام، وأنه حيّ، وحاضر في داخلنا وبيننا. هذا ما تفعله الشهادة.

في العودة للماضي كيف للمرء أن يرى قيامة المسيح؟ أرشدنا يسوع: “إِنَّ حَبَّةَ الْحِنْطَةِ تَبْقَى وَحِيدَةً إِنْ لَمْ تَقَعْ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ. أَمَّا إِذَا مَاتَتْ، فَإِنَّهَا تُنْتِجُ حَبّاً كَثِيراً. (يوحنا ١٢: ٢٣ – ٢٤) ببساطة، إذا أردنا حقًا أن “نرى” يسوع، وإذا أردنا أن نعرفه بعمق وبشكل شخصي، وإذا أردنا أن نفهمه، فعلينا أن ننظر إلى حبة الحنطة التي تموت في التراب: بمعنى آخر، علينا أن ننظر إلى الصليب.

تمثل علامة الصليب تحولًا جذريًا من المرجعية الذاتية (دراما الأنا) إلى التركيز على المسيح (الدراما الثيوقراطية). فالصليب في حد ذاته لا يمكنه إلا أن يعبّر عن المحبة والخدمة وبذل الذات بلا تحفّظ. فقط من خلال تقديم الذات المُضحيّة من أجل تمجيد الله ومجده وخير الآخرين يمكننا أن نرى المسيح وندخل في المحبة الثالوثية. بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نطعم في “شجرة الحياة” وأن “نرى” يسوع حقًا.

يسوع هو الحياة نفسها. ونحن مجبرون على البحث عن الحياة لأننا مخلوقون على صورة الله. ولهذا السبب ننجذب إلى يسوع؛ لنرى يسوع، ونلتقي به، ونعرفه، ونقع في حبه. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها أن نكون شهودًا فعالين للمسيح القائم من بين الأموات.

البذرة المخفيّة

نحن أيضًا يجب أن نستجيب بشهادة الحياة التي تُبذل في الخدمة، الحياة التي تم تصميمها على طريق يسوع، وهي حياة بذل الذات المضحية من أجل خير الآخرين، متذكرين أن الرّب جاء إلينا بصفتنا خُدام. من الناحية العملية، كيف يمكننا أن نعيش مثل هذه الحياة الجذرية؟ قال يسوع لتلاميذه: “لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا”. (أعمال ١: ٨) فكما فعل الروح القدس، في يوم العنصرة الأول، يحرر قلوبنا المقيدة بالخوف. إنه يتغلب على مقاومتنا لتنفيذ مشيئة أبينا، ويقوينا لنشهد أن يسوع قام، وهو حي، وهو حاضر الآن وإلى الأبد!

كيف يفعل الروح القدس هذا؟ بتجديد قلوبنا، والغفران لخطايانا، وغرس المواهب السبع فينا التي تمكننا من اتباع طريق يسوع.

فقط من خلال صليب البذرة المخفية، الجاهزة للموت، يمكننا حقًا أن “نرى” يسوع وبالتالي نشهد له. فقط من خلال هذا التشابك بين الموت والحياة يمكننا أن نختبر فرح وثمار المحبة التي تتدفق من قلب المسيح القائم من بين الأموات. فقط من خلال قوة الروح نصل إلى ملء الحياة التي وهبنا إياها. لذلك، بينما نحتفل بعيد العنصرة، دعونا نعقد العزم، بهبة الإيمان، على أن نكون شهودًا للرب القائم من بين الأموات وأن نحمل هدايا الفصح من الفرح والسلام إلى الأشخاص الذين نلتقي بهم. هللويا!

Share:

Deacon Jim MC Fadden

Deacon Jim MC Fadden

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles