Trending Articles
هل أنت خالي الوفاض؟
عندما أفكر في مسألة البساطة في حياتي ، أعتقد أنّ الأمر يعتمد على مقدار رغبتي في الاستسلام لله في وقت صلاتي الشخصية. نقرت هذه الفكرة على وتر قلبي عندما شاركني صديقي، وهو مبشّر كاثوليكي متفرّغ. إنّه تشبيه جميل.
بينما كان صديقي يقود مجموعة من البالغين في التسبيح والعبادة ، جعلهم يؤدّون أغنية مثيرة. كان أحد النشاطات يقوم برفع اليدين عالياً، ومن ثمّ للأمام. بعد جلسة التّسبيح والعبادة ، اقتربت سيّدة مسنّة من المبشّر وأخبرته أنّها شعرت بألم في يديها بعد تجسيد الأغنية . عندما سمع صديقي هذا ، قال أنّ الرّوح القدس كلّمه. وبادرت هذه الفكرة إلى ذهنه: عندما لا يكون هناك وزن في يدك وتلقي بها إلى الأمام ، فسوف يزداد الألم بعد الوقت – وأمّا إذا كنت تحمل وزنًا في يدك، فلن تؤلمك كثيرًا.
ما هو الدرس الروحي الذي نأخذه من هذا؟ في الكثير من الأحيان ، نشارك في جلسات التسبيح والعبادة أو الصلاة أثناء الرّياضة الروحيّة أو في القدّاس ، ولكن على الرّغم من مشاركتنا الناشطة ، فإنّنا لا نزال نشعر بالقلق أو العبء. إنّ أيّ فرح نشعر به بعد البرنامج الروحي ما هو إلّا لحظة ولا يستمر إلى اليوم أو الأسبوع أو الشهر المقبل. هذا لأننا أسأنا فهم الغرض من الصلاة والتسبيح والعبادة.
الغرض الحقيقي من الصلاة
نحن نعلم أنّه بمدحنا الله أو بصلاتنا له لا نضيف إلى مجده شيئًا. فهو الله ، لا يحتاج إلى الثناء والصلاة. نحمده أو نصلّي له من أجل مصلحتنا. عندما نجتمع لحمد الله ، لا يقف يسوع أمامنا كأنه أحد المشاهير ويقول: “استمروا في المجيء. أعطوني كلّ هذا الثناء والشكر، لأنّه يجعلني أشعر أنني بحالة جيدة “.
أخبر الرّوح القدس صديقي أنّ يسوع يقف أمامنا في موضع الملتقط ، وهو ينتقل من جانب إلى آخر أمامنا على أمل أن يحمل أعباءنا وحزننا وقلقنا. المشكلة هي أنه في كثير من الأحيان في جلسات التسبيح والعبادة ، ليس لدى يسوع ما يمسك به، لأنّ لا أحد يرمي أو يتخلى عن قلقه له. نحمد الله وننشد له ، ونرفع أيدينا الفارغة، ولكنّه بالرّغم من الترتيل بكل جهدنا ، وبعد بعض الوقت، يعاودنا القلق. إنّه درس عظيم تعلّمته عن البساطة التي كانت غائبة عن حياتي، لأنّني لم أفهم الغرض الحقيقي من الصلاة الشخصيّة أو التسبيح والعبادة.
يقف يسوع أمامي في موضع الملتقط في كلّ مرّة أظهر أمامه، لأنّني لن أضيف إلى مجده شيئًا من خلال صلاتي أو مديحي. حين أصلّي وأمدح يسوع، فإنّ أفضل طريقة يمكنني من خلالها السّماح ليسوع أن يساعدني هي إلقاء أعبائي وقلقي عليه أثناء الترتيل والصلاة والحمد. وعندما أفعل ذلك ، أسلم نفسي حقًّا له وأختبره في داخلي. بعد ذلك ، أشعر بالسعادة الّتي تدوم خلال الساعة واليوم ، وستمتدّ إلى الأسبوع والشهر، فتصبح حياتي بسيطة.
هل أنا مستحق؟
بالرّغم من تعاظم فرحي الرّوحي ، يوقعني الشيطان بتجارب أخرى. فكيف يمكن أن يحبّني الله بعد كلّ الأوقات التي فشلت فيها في الوفاء بوعودي؟ إنّه يدور حول إدراكنا لحقيقة أنّنا نكرّر المخالفات. بعبارة أخرى، نحن نفعل الخطايا ذاتها مرارًا وتكرارًا ، وبالتالي لا يستطيع الله أن يُظهر لنا المحبّة والرحمة. هذه لحظة حاسمة من الارتباك والشك.
قرأت مرّة تأمّلاً حول مشهد من الإنجيل لأحد الكهنة الكاثوليك. في وقت سابق من هذا العام ، سمعته متحدثًا يقول أن الكلمات الموجودة في الكتاب المقدس مشبعة بحبّ الله. حتّى في كلمات العقاب التي يتكلّم بها الله في الكتاب المقدس ، يمكننا أن نلمس حبّه الخفيّ الهائل. بدأت أمعن النظر في هذا الأمر وأتساءل عمّا إذا كان صحيحًا.
ما تبادر إلى الذهن كان موقف يسوع حين قال لبطرس ، “إذهب خلفي ، يا شيطان!” هنا كان يسوع يتنبأ بالمعاناة الكبرى والموت والقيامة ، وما كان بانتظاره في أورشليم . أخذه بطرس جانبا وبدأ يلومه قائلا: “لا سمح الله يا رب! لن يحدث هذا لك أبدًا “متى 16:( 21-23).
بالتأمل في جميع الأوقات التي أخلّيت فيها بوعودي لله ، فكّرت أنّه إذا ما دعا يسوع بطرس بالشّيطان، فماذا كان ليدعوني أنا؟
الحب المنقذ
عندها سمعت هذا الكلام من كاهن كاثوليكي حيث قال: إنّه عندما كان بطرس يحاول إقناع يسوع بتجنب الصّليب والمعاناة ، عرف يسوع أنّ الشيطان كان يزرع تلك الأفكار السلبيّة في ذهنه، وأنّ خطته كانت تضليل بطرس. كان بطرس في ورطة. عندما رأى يسوع العاصفة قادمة نحوه، أخبر بطرس أن يقف وراءه ، وهكذا سيصبح في أمان. في نصّ الإنجيل، هناك فاصلة بعد أن قال يسوع اذهب خلفي ، ثم نظر إلى الشيطان ودعاه على هذا النحو وقال له -أنت عقبة أمامي- . نحن لا نفكر كما يفكر الله ، ولكن كما يفعل البشر. لقد ذاب قلبي وبدأت بالبكاء عندما سمعت هذا المقطع يشرح بهذه الطريقة.
عندها بدأت أفهم دور يسوع كمخلص لي. الشيطان يزعجني ويريد أن يضلّلني. في هذه المرحلة ، يقف يسوع بيني وبين الشرير لأنّ هذا هو دوره المنقذ. يجعلني أتحرك خلفه حيث أكون بأمان عندما أواجه العاصفة. وهذا يجعل الشيطان أكثر ارتباكًا. بنتيجة ذلك، يعاني يسوع ، وهذا كلّه بسبب عدم طاعتي له في المقام الأول. حين يضع يسوع نفسه بيني وبين العاصفة ، ينظر الآب السّماوي إليّ من خلاله ويفيض عليّ رحمته الإلهية.
الجانب الآخر من الصليب
اذا تأملنا الفصل 53 من أشعيا ، نجد أنّه لم يفتح فمه ولا مرّة. كان يسوع هادئًا للغاية وصامتًا، وكان هذا الصّمت قويًا جدا ، فبعد أن سُمّر يسوع على الصّليب ، فقد الشيطان كلّ طاقته – لم يستطع رفع إصبع حتى يخدشني. الصورة التي بقيت في ذهني في انتهاء يوم الجمعة العظيمة، هي صورة يسوع على الصليب، يسوع الّذي تخلى عن روحه ؛ الشيطان سُحق ، أمّا أنا فتُركت واقفًا دون أيّ شائبة على ملابسي.
أنت وأنا أبناء الآب السّماوي. نحن المختارون ، أولاده الأحبّاء. عندما يكون لدينا هذا الامتياز العظيم ، فكيف ليسوع أن يدعونا بال “شيطان”؟ إنّه يرى العاصفة التي ترتفع من حولنا، ويأمرنا بالوقوف وراءه حيث سنكون آمنين دائمًا. لم يُترك الجانب الآخر من صليب يسوع فارغًا من دون سبب – لقد كان ذلك حتى أعلّق نفسي عليه ، وحيث يمكنني أن أسلّم بحرية كلّ مخاوفي من الاقتراب من الله. لا يهمّ أين كنت لأنّ هذا المكان محجوز لي. إنّه ليس مكان إدانة بل مكان أمل وأمان.
عزيزي يسوع ، أشكرك لأنك ملأت قلبي بأمل كبير. ساعدني في تسليم كل شيء لك. حتى عندما أقع مرارًا في الخطيئة ، إسمح لي بالتقرّب منك وأنا واثق بكثرة رحمتك. إجعلني يا ربّ لك، بينما أضع بين يديك كلّ الأعباء التي أحملها في حياتي. آمين.
© جنسون جوزيف، هو واحد من عائلة شالوم ميديا ومتحدث في مؤتمراتها. وقد ظهر في سلسلة شالوم وورلد الأسبوعية “الكلمة الحية”. يعيش جنسون مع عائلته في ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية. شاهد سلسلة المسلسل على https://www.shalomworldtv.org/thelivingword.
Jenson Joseph has been part of Shalom Media as a speaker at the Shalom Conferences. He lives with his family in Michigan, USA. Watch his series at shalomworld.org/show/discipleship
Want to be in the loop?
Get the latest updates from Tidings!