Trending Articles
هل تعلم أن مرضك يمكن أن يصير نعمة أكبر؟
خذ عبرة من شهادة الحياة الملهمة لكولن وجون ويلارد، عن قصة الشفاء المعجزة ، الّتي حصلت معهما في ميديوغوريه في عام 2003.
تبدأ القصة في كانون الثاني من عام 2001، حين كان جون وكولن ويلارد يعيشان حياة كاثوليكية جيدة مع أبنائهم الثلاثة ، في ضواحي شيكاغو. أصيبت آنذاك كولين بألم في الظهر، دفعها إلى استشارة الطبيب. قال الطبيب لجون: إنّ كولين تعاني من فتق (تمزّق) غضروفي ، ممّا تسبّب لها بألم في أسفل ساقها وقدمها اليسرى. كانت بحاجة لعمليّة جراحيّة، وتكلّلت تلك العمليّة بالنّجاح. ولكن بعد ستّة أسابيع من العمليّة، ظلّت تعاني من ألم شديد – في كلّ جسمها. نقلناها بسرعة إلى الطوارئ، وقضينا الأيام العشرة التالية في المستشفى. لقد قاموا بكلّ اختبار ممكن، لكنّهم لم يتمكّنوا من معرفة مصدر الألم. في اليوم العاشر، دخلت الطبيبة إلى الغرفة وراحت تتصفّح جميع الأوراق. توقّفت فجأة عند صفحة من التّقرير، وحدّقت بي وقالت ، “بالمناسبة ، هل تعلمين أنّ لديك ورم في المخّ؟”
كولين: كان الأمر كما لو أنّ حجراً كبيراً صدم رأسي…
جون: حاولنا على الفور الحصول على الموافقة في مايو كلينك في روتشستر- مينيسوتا. كان علينا تعبئة الكثير من الأوراق هناك. وبطريقة ما تمّ العمل وبصورة سلسة …
كولين: كنت أتالّم على مدار ال 24 ساعة. أصبحت غرفتنا العائليّة الآن عبارة عن سرير في المستشفى، وصار رزق عائلتنا في أسفل التلّ لأنّ “أمي كانت مريضة طوال الوقت”. لقد عانيت من مرض العظام الأيضيّة ، وقصور الغدّة الكظرية ، وهشاشة العظام الشّديدة ، الوذمة اللمفيّة ، وأمراض الرئة ، في حين أنّ 24 ساعة من الألم كانت شديدة. بسرعة قصوى تمّ وضعي في أعلى برنامج جرعات من المخدرات -ما يقرب من 8 أضعاف الإدمان على الهيرويين – لكنّ ذلك لم يخفّف من الألم. بالنّسبة لي، كان أهمّ شيء هو معرفة سبب الورم في المخ. عرفت من جرّاحي الأعصاب في شيكاغو أنّه شيء لن أتمكّن من العيش معه على الإطلاق.
للأسف فقد علمنا أنّ الورم غير قابل لأيّ عمليّة جراحيّة . يقع الورم في وسط الدِّماغ ، في منطقة تعطي الأوامر للقلب بالنّبض، وللرئتين بالتنفّس، وحيث يوجد موقع الجهاز الحركي للجسم بكلّيته. علاوة على ذلك ، كان الورم يلتفّ حول وعاء دمويّ كبير، حتّى أنّ أخذ خزعة كان مخاطرة كبيرة. عندما عدنا إلى المنزل في ذلك اليوم ، اضطرّوا إلى رفعي ووضعي في السرير، لأنّني كنت متعبة للغاية. أتذكر أنني طلبت من ابني الصغير إحضار الصّليب وتعليقه عند كعب سريري. لقد ولدت وترعرعت في منزل كاثوليكي، واختبرت العديد من الصّلبان في حياتي. وبخلاف أيّ شخص آخر، نظرت هذه المرة إلى يسوع وقلت له: “أعلم أنّك لم تمنحني هذا كعقاب. إنّك ترى شيئًا في داخلي لا أقدر أنا على رؤيته – لقد وضعت إيماني فيك. “ثمّ طلبت من ابني أن يفتح الكتاب المقدس ويقرأ منه لي. فتح ابني الكتاب على رسائل القدّيس بولس حيث يتحدّث عن “أنّ حمل الصّليب يسبّب الفرح” ، وصلّيت، “يا ربّ، من المؤكّد أنّ هناك فرحًا في حمل هذا الصليب. هذا هو الكتاب المقدس. أدركت أنني بحاجة لأن أفعل شيئًا واحدًا: تقديم كلّ ماعندي من الألم والحزن، وكلّ شيء آخر إلى يسوع وحده. بدأت أصلّي المسبحة 24 ساعة في اليوم، سبعة أيّام في الأسبوع. قمت بترتيب منزلي، وكتبت ملاحظات لأطفالي، وحصلت على كلّ الأشياء الّتي يقوم المرء بتحضيرها عندما يعلم أنّ الحياة أوشكت على الانتهاء. في اليوم التالي، أرسلت أمّنا المباركة شخصًا كان ينظم رحلات الحجّ إلى ميديوغوريه. أخبرتنا عن رحلتها القادمة. في ذلك الوقت كان صوتي خشنًا ومنخفضًا. في إحدى اللّيالي عندما عاد جون إلى البيت ، سألته: “هل تريد أن تأخذني إلى ميديوغوريه؟”. لقد كانت الرغبة في الذهاب قويّة للغاية.
جون: كنت أعلم أنّني سوف أسمع هذا الطلب لبقية حياتي، فقلت، “بالتأكيد، سوف نذهب إلى ميديوغوريه”، لكنّني كنت أعرف أنّنا لن نكون قادرين على الذّهاب، لأنّه لم يكن لدينا ما يكفي من المال.
كولين: أجبت على الهاتف وتحدّثت مع رجل من فرسان كولومبوس. فتحت السيّدة العذراء أمامنا كلّ الأبواب ؛ كان لدى الرّجل الذي أجاب على الهاتف ما يكفي من المال لدفع ثمن تذكرتي طيران و 200 دولار إضافيّة للهدايا التذكارية.
قلت لجون: “هل تظنّ أنّ سيّدتنا تدعونا إلى ميديوغوريه؟! “
لم يكن لدينا أيّ فكرة عمّا يمكن توقّعه في ميديوغوريه … كنّا ذاهبين إلى هناك للصّلاة ولكن في اليوم الأوّل … (كولين تنظر إلى جون).
جون: في اليوم الأوّل كان من المفترض أن نذهب إلى جبل الظّهورات. كان هناك بعض الالتباس، وتمّ أخذنا إلى مكان آخر حيث استمعنا لحديث فيكا الرؤيوي.
كولين: في غضون ذلك ، أخذني جون على كرسيّ متحرّك. كان هناك ما يقارب الـ 350 شخصًا تجمّعوا في رواق يشبه منزل فيكا. كانت تروي آنذاك كيف أنّ السيّدة العذراء أخذتها لرؤية الجنّة والجحيم والمطهر. سمعت من شهادة فيكا أنّ الأم المباركة أمسكت بيديها. صلّيت بهدوء في قلبي: لو فقط أستطيع أن أراك أيّتها الأمّ العزيزة المباركة لأنّك أخذتها إلى الجنّة. صلاتي أصبحت أكثر ولعًا، وقلت للسيّدة العذراء: إن أمكنني فقط أن ألمس الأيدي الّتي لمستك، فسيكون الأمر كما لو أنّي ألمس يديك. فجأة سمعت الكلمات من خلال الميكروفون “لحظة ” ولم أكن أعرف ما يعنيه ذلك. الشيء التالي الذي رأيته كان ذلك الحشد، وهو ينفصل تمامًا مثلما قسم موسى البحر، وكانت فيكا تسير نحوي مبتسمة لي ، كما لو كنت صديقة ضائعة منذ فترة طويلة. قالت لي كلمتين فقط: “الحمد لله”. لقد اعترفت ببساطة بأنّني لم أحضر إلى هنا فقط لأجلي، بل لأجل جميع الذين طلبوا منّي أن أصلّي من أجلهم، لأولئك الذين قلت إنّنا سوف نصلّي من أجلهم، حتّى أولئك الذين لم أرهم منذ أن كنت طفلة. سألتها: “من فضلك، هل تطلبين من سيّدتنا أن تستجيب رغباتهم ؟” وقالت: “نعم ، سأفعل ذلك.” فجأة، رسمت علامة الصليب على جبهتي ؛ وفي اللحظة الّتي وضعت فيها يدها على رأسي، لم أعد أسمع أيّ صوت خارجي، ولم أعد أشعر بأيّ حركة أو أيّ شخص من حولي. أحسست بحرارة مرتفعة جداً، لم أشعر بها من قبل. كانت كلفائف ساخنة تعبر داخل رأسي. ومع ذلك، كان ذلك أمرًا ثانويًّا لوجود الله.
جون: بعد ذلك ، ذهبنا لقدّاس الساعة العاشرة صباحًا، وجلسنا في الجزء الخلفي من الكنيسة.
كولين: وقبل تكريس القربان المقدّس مباشرةً ، وقبل تحويل الخبز والنبيذ إلى جسد المسيح ودمه ، سمعت صوت أجمل سيّدة – كان واضحًا جدًا ومسموعًا.
“الآن سوف تعطين قلبك وروحك بكلّيتهما لابني؟” قلت “نعم”.
“وهل ستعطين قلبك وروحك بكلّيتهما لأبينا السماوي؟” سألت، وكان هناك تأكيد على كلمة “أنت”. قلت: “نعم سأفعل”.
“وهل تعطين قلبك وروحك بكلّيتهما للروح القدس عروسي؟” مرّة أخرى قلت: “نعم ، سأفعل ذلك”.
ثم قالت: “الآن يا ابنتي، أنت ابنتي”.
عندما فتحت عيني، كان قسّيسًا يقف أمامي مع القربان المقدّس. في اللّحظة التي وُضع فيها الإفخارستيا على لساني، اختبرت الشيء ذاته الذي حدث معي عندما صلّت فيكا من أجلي. لم أسمع صوتًا أو أيّ شيء من حولي ؛ أصبح كلّ شيء صامتًا ، ثم أدركت أنّ السيدة كانت تطلب منّي تقديم كلّ شيء ليسوع. في اللّحظة التي وُضع فيها القربان المقدّس على لساني، فارقتني الحمّى التي كنت أشعر بها، كما عندما صلّت فيكا، ومعها كلّ الألم الذي كان يلازمني 24 ساعة …
جون: وكلّ الألم الذي شعرت به … الألم الّذي كان يدوم 24 ساعة فارقها في ذلك الوقت …
كولين: بمجرّد أن أخذت القربان المقدس، غادرت ذلك المكان. في وقت لاحق من ذلك المساء، تركت الكرسي المتحرّك لأول مرة. تذكّرت فقط الكلمتين اللتين أردت أن أقولهما وكانتا ، “الحمد لله!”. لقد عاد صوتي أيضًا. أصبحت قادرة على البلع وتناول الطعام. تمكّنت من الوقوف بمفردي من دون مساعدة. عندما عدنا والتقينا الأطبّاء، بمن في ذلك أخصّائي الرئة قال: “من المستحيل أن يكون مستوى الأكسيجين الذي كان عندك، إلى ما هو عليه في الوقت الحالي – دون تدخّل إلهي.” وذهبنا إلى عيادة مايو.
جون: كان الأمر نفسه … كان الأطبّاء في موقف محرج، لأنّهم هم الّذين شخّصوا حالة كولين. لا شيء من الأشياء التي عانت منها ظلّ موجوداً. فجأة اضطررنا إلى شرح ما حدث وكان جميلاً. (تبتسم) كولين: بكينا مع الأطباء.عاد عمل الدّم طبيعيًّا، مع عدم وجود مزيد من قصور الأدرينالين، ولكن ما كنت أنتظر معرفته كان عن ورم المخ. عندها جاء جرّاح الأعصاب، ووضع ذراعيه عليّ وقال: “سيدة ويلارد ، أنت المعجزة الثالثة التي شهدتها من ميديوغوريه … “
شعرت أنّ يسوع يقول لي: “لم تشفي لأنّ مرضك كان أعظم من أيّ شخص آخر. لقد شفيت من أجل عائلتك والمجتمع والعالم بأسره “. لهذا السّبب نشارككم هذه الشهادة. نأمل أن يغوص قلبك أكثر في حبّ الله، وأن تكون شفاعة الأمّ المباركة موجودة دائمًا في حياتك.
نودّ اختتام هذه الشّهادة بكلمتين قالتهما لنا فيكا. نصلّي لكي يردد العالم هذه الكلمات: “الحمد لله!”
COLLEEN AND JOHN WILLARD © shared their story through the feature program “Mary My Mother” on Shalom World TV. To watch the episode visit: https://www.shalomworldtv.org/videos/index/1273
Want to be in the loop?
Get the latest updates from Tidings!