Home/استمتع/Article

أبريل 03, 2019 2247 0 Claire Buede
استمتع

الكلمة لهذه الجميلة

يعرف الله كل شعرة في رؤوسنا. أتذكر مرة عندما كنت استحم  ومررت حينها يدي في شعري واذا بخصلة كبيرة تسقط منه. وكنت قد سمعت وقتها أنه أثناء مرحلة النمو ، ظهور بعض الشعر فوق الشفاه هو أمر طبيعي جداً للكثير من النساء، ولكني لم أعرف ماذا أفعل بالشعر الذي كان ينمو على ذقني أو السوالف المزعجة التي بدأت تظهر على وجهي.

عندما كنت بالخامسة عشرة من عمري تم تشخيصي بتكيسات في المبيض (PCOS)، ولم يكن عندي دورة طبيعية لأكثر من سنة. وتبين أن واحدة من كل عشر نساء تعاني من هذا المرض. وأظهرت تحاليل الدم الخاصة بي أن معدلات منشط الذكورة عندي في مستوى عال جداً، وكل ما أستطعت احساسه هو الشعور بإنني أقل فأقل إمرأة. ولكن ما لم أستطع رؤيته عندما كنت في هذا العمر أني ساصبح  يوما كاملة من خلال “علَّة” جسدي.

منذ ذلك الوقت بدأت أصدق الكذبة أن قيمتي الحقيقة هي في جسدي. وأثناء نموي أظهرت هذه الكذبة نفسها بطرق عديدة – شعوري بعدم الأمان فيما يتعلق بمظهري، الإعتماد على أدوات التجميل التي تشعرني بأن مظهري لائق، والاحساس بأنني غير محبوبة بسبب إحتمال عدم قدرتي على إنجاب الأطفال. انزلقت  في علاقات مع الشباب آملة أن اتمكن من جعلهم يعجبون بي وربما من كسب محبتهم. ولكن بدلا من ذلك، إزدادت شعورا بالفراغ أكثر فأكثر حتى أُجبرت أخيراً على مواجهة شعوري الحقيقي وجهاً لوجه. حتى عندما تواجهت مع الله القدوس كنت مازلت أجاهد لأقبل ما يبدو أنه جزءاً غير مقبول في نفسي، بل أني ما زلت أجاهد حتى اليوم لأحب نفسي بسبب مرضي. ولكن في وقت ما خلال هذه الرحلة، بين دموع الإحباط أثناء سقوط خصلة أخرى من شعري وبين التعب من امل الحصول على دورة طبيعية بعد سبع اشهر من إنقطاعها – في مكان ما بين الخوف والخسارة والألم – وجدت الحق.

الحق، الذي يصعب قبوله جداً في بعض الأحيان، وهو أنه لسبب ما ولقصد إلهي مجهول، قد خلقني ربي الصالح هكذا. ليس فقط أنه جعل رحمي عليل ودورتي الشهرية غير منتظمة ولكنه يُسرّ بي هكذا. هو يحب هذه المرأة جداً، جسدها، ماضيها، حاضرها ومستقبلها، وأكثر من الكل هو يحب قلبها. هذا، يا أصدقائي الأعزاء، كل ما كنت أغفل عن رؤيته كل حياتي. لقد كنت مشغولة جداً بمحاولة الحصول على هذا الجسد الكامل والذي لا أملكه لدرجة أنني نسيت أن أجاهد من أجل قلب ممتليء بالمسيح. لقد انشغلت جداً بأخطائي الماضية وبهويتي التي لم أجدها في أي شيء غير جسدي؛ لدرجة أنني أغفلت الصلاح الموجود بداخل قلبي. لقد كنت مشغولة جداً بالإعتذار عن نقائصي حتى أنني فقدت قدرتي على الشكر على جميع البركات التي حصلت عليها.

لقد كنت مشغولة جداً بالاعتذار عن نقائصي حتى أنني فقدت قدرتي على الشكر على جميع البركات التي حصلت عليها.

 

منذ فترة كنت أبكي غاضبة فصلَّت معي أحدى صديقاتي ، كنت أشعر حينها وكأنني أغرق في أمواجي الخاصة. لن أنسى أبداً ما قالته لي: “إعرفي أنه لا يوجد أي خطأ فيك. حتى مرضك هو ملك للرب وقد حان الوقت لتُقدميه له.” كثيراً جداً ما نترك الشرير يستغل “نقائصنا” ليؤذينا ثم  نبدأ بلوم أنفسنا. بالنسبة لك يمكن أن تكون الحالة جسدية، رذيلة أو خوف ولكن أيا ما كانت، لا يهم فمع يسوع الذي انتصر سوف تتخطاها. مهما كان المحيط الذي تتخبط فيه أخضعه للذي “حتى الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعًا تُطِيعُهُ!” (متى 27:8) وعنده “شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ” (لوقا 7:12) حتى تلك التي فقدتها وتلك التي تنمو حيث لا ينبغي أن تنمو. لا يوجد فيك  شيئ خطأ. لقد خلقك جيداً حتى وإن كنت لا تؤمن بهذا بعد.

 

 

Share:

Claire Buede

Claire Buede is a sophomore at the University of Mary in Bismarck, ND. She grew up in West Virginia and is the oldest of seven children. Claire is currently studying social work and child development in hopes of becoming a Child Life Specialist in a pediatric hospital.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles