Home/نصر الانجيل/Article

ديسمبر 09, 2020 2919 0 Shalom Tidings
نصر الانجيل

الجرح السادس

 “أُنظر. انظر إلى الجروح. أدخل في الجروح. من تلك الجروح شُفينا. هل تشعر بالمرارة، وتشعر بالحزن، وتشعر بأن الحياة لا تسير في الاتجاه الصحيح وأنت أيضًا مريض؟ انظر هناك. بصمت.”

بهذه الكلمات يخبرنا البابا فرانسيس، عن قوة الشفاء التي يمكن للمرء أن ينالها من خلال جروح يسوع الخمس المقدسة – يديه وقدميه وجنبه المطعونة. الكثير من الكاثوليك يتعبدون لهذه الجراح الخمس. لكن هل سمعت عن الجرح السادس ليسوع؟

في القرن الثاني عشر، سأل أباتي وصوفي فرنسي، القديس برنارد دي كليرفو، يسوع عن معاناته  الكبرى والغيرمسجلة في التاريخ فأجابه الرب: كان على كتفي بينما كنت أحمل صليبي على طريق الألآم ، جرحٌ أكثر إيلامًا من الباقين، ولم تسجله البشرية “.

في القرن العشرين، أكد قديس آخرعن هذا الجرح السادس، هو القديس بيو دي بترلسينا، المعروف شعبيا باسم القديس الحي، والذي حمل لأكثر من 50 عاما جروح المسيح على جسده. أجرى بادري بيو ذات مرة محادثة شيقة مع كارول فويتيلا ،الذي صار يعرف فيما بعد بالقديس يوحنا بولس الثاني ، وسأله الأب فويتيلا عن جرح الندبات التي أصابته والتي تسبب له ألماً شديداً ، متوقعًا أن يقول بادري بيو إنه الجرح في صدره. وبدلاً من ذلك، أجاب بادري بيو، “إنه جرح في كتفي، لا يعرفه أحد ولم يتم شفائه أو علاجه”

بعد وفاة بادري بيو، اكتشف الأخ موديستينو ، الذي تم تكليفه بمهمة جرد جميع ممتلكات القديس ، أن أحد قمصان بادري بيو الداخلية كان يحمل دائرة من بقع الدم في منطقة الكتف الأيمن. في ذلك المساء بالذات، طلب الأخ موديستينو في صلاته من بادري بيو، أن يفهمه المعنى الحقيقي للقميص الداخلي الملطخ بالدماء. طلب علامة على أن بيو كان يحمل حقًا جرح كتف المسيح. استيقظ الأخ موديستينو في منتصف تلك الليلة وهو يعاني الماً مبرحاً في كتفه، كما لو كان قد تم تقطيعه بسكين حتى العظم. شعر أنه سيموت من الألم إذا استمر، لكنه لم يستمر إلا لفترة قصيرة. ثم امتلأت الغرفة برائحة العطر السماوي – علامة الحضور الروحي لبادري بيو – وسمع صوتًا يقول، “هذا ما كان عليّ أن أعاني!”

خذ هذا بعين الأعتبار: قبل يسوع أن تعلق قدميه على الصليب. استسلم عن طيب خاطر. وقد سمح بتمزيق جانبه. لكن كتفه التي حملت ثقل الصليب الساحق، كتفه المصابة بالكدمات والدماء والتي تحملت ، حسب إنجيل يوحنا، ثقل خطايانا دون أي مساعدة أو راحة ، هذا الكتف ظلّ متتحملاً طوال عذابه.

وهذا الكتف لا يزال متاحاً اليوم لنا ولكل من يحتاجه.

لذا “انظر هناك. في صمت “، كما يقترح البابا فرانسيس. انظر واستمع إلى صوت يسوع الذي يدعوك إلى الاتكاء على كتفه وإراحة رأسك هناك، والشعور بالحب الذي مَكنّه من تحمل الألم الشديد من أجلنا جميعًا بسبب كل الجروح الرهيبة.

لتشجيع عبادة جرح كتف المسيح، كتب القديس برنارد من كليرفو هذه الصلاة عن جرح كتف المسيح:

“يا يسوع المحبوب، يا حمل الله…إني أنا الخاطئ البائس …أحيي و أعبد جرح كتفك المقدس. هذا الكتف الذي حمل الصليب الثقيل، الذي مزق لحمك وعرّى عظمك فسبب لك آلاماً أشد من جميع جروح جسدك الأخرى. يا يسوع المتألم كثيراً: إنني أمجدك وأسبحك وأشكرك على هذا الجرح المقدس الموجع، متوسلاً إليك بشفاعة تلك الآلآم الشديدة للغاية وبشفاعة صليبك الثقيل جداً …أن ترحمني أنا الخاطئ، وتغفر خطاياي المميتة والعرضية، وبأن تقودني في طريق صليبك الى السماء.”

Share:

Shalom Tidings

Shalom Tidings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles