Home/جذب/Article

ديسمبر 11, 2021 349 0 Shalom Tidings
جذب

التغلب على الخوف

حان الوقت لتتخلص من مخاوفك…

كان يوم أحد آخر من أيام وباء “الكورونا” عندما كنت “أتابع” قداسا” عبر شبكة الإنترنت مع عائلتي. حتى بأمر من وباء “الكورونا”، استطعت أن أرى أن الروح القدس استمر في إلهامنا من خلال القداديس على شبكة الإنترنت و من خلال العظات الحكيمة. على الرغم من ذلك، وبسبب نقاط ضعفي، استطعت أن ألحظ أن اهتمامي و إخلاصي للقداس الإلهي قد تضاءلا بشكل كبير و على مدى فترة من الزمن. مع استمرار القداس، كان الكاهن يعطي سر الافخارستيا لعدد قليل جدا” من المؤمنين القادرين على حضور القداس شخصيا”. من ناحية ، كنت أشعر بالحزن لأنني لم أستطع استقبال القربان المقدس ، ومن ناحية أخرى ، كنت أحاول التبرير لنفسي أن البقاء في المنزل هو أكثر الأشياء حكمة.

كانت زوجتي “تتابع” القداس الى جانبي أيضا” عبر الإنترنت أثناء اعتنائها بالأطفال. هي تعمل بالقطاع الطبي، لذلك لديها وعي طبيعي بالإجراءات المنافية لمعايير السلامة المنطبقة على مرض “الكورونا”. لاحظت أن الكاهن فاته تعقيم يديه قبل إعطاء القربان المقدس لعدد قليل من أبناء الرعية الذين حضروا إلى القداس. بعد ذلك شعرت بالسوء حيال إصدار أحكام على الآخرين. على الرغم من أنني كنت مقتنعًا بأن حضور القداس عبر الإنترنت هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، إلا أنني أردت أن أحاول الذهاب لحضور القداس  مجددا” في الكنيسة. و على الرغم من شعوري بالذنب، فقد تجرأت وسجّلت نفسي لحضور قداس الأسبوع المقبل. في ذلك الوقت راودني الشك بصوابية القرار وواجهت صعوبة في إقناع عائلتي.

برغم من معاناتي الخوف والقلق ، انطلقت إلى القداس في يوم الأحد. و بسبب ارتفاع معدل الوفيات بين كبار السن المصابون بفيروس “الكورونا” ، إلا أن جميع المؤمنين الذين حضروا القداس كانوا من كبار السن. لم يكن لدي أي ظروف صحية معروفة و مع أنني في منتصف الثلاثينيات من عمري، والتي تعد من بين الفئات العمرية الأقل تأثراً بفيروس “الكورونا”، إلا أنني كنت أخشى الذهاب إلى الكنيسة. كنت أحيانًا أحلم بالوقوف بلا خوف لإعلان إيماني بيسوع المسيح، مثل القديسين المسيحيين الأوائل الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب اقدامهم على ذلك. و الآن في أصغر اختبار لإيماني ، قد فشلت فشلاً ذريعاً.

تذكرت كل الأيام التي ذهبت فيها لشراء السلع والأشياء الأخرى التي كنت أعتبرها أكثر أهمية من طعامي الروحي. تذكرت تأكيدي بأن يسوع المسيح كان حاضرًا حقًا في القربان المقدس، والعديد من المحادثات حول المعجزات الافخارستيا ايضا”. لكن لعدة أشهر، كنت أخشى الذهاب إلى الكنيسة لتناول القربان المقدس وأصدر أحكاما” على الكاهن والآخرين. جعلني الله أدرك كم كنت جبانًا. كانت كلماتي السابقة جوفاء و لقد حزنت على فشلي في دعم قناعاتي بأفعالي.

أدركت أنه على الرغم من وجودي في المنزل لما يقارب العام، إلا أنني لم أحصل على أي وقت لصلاتي الشخصية و تراجعت حياة الصلاة لعائلتي بشكل كبير.  كنا منخرطين بشكل كامل في العمل والأنشطة المنزلية، بينما استغرقت خدمات البث والتلفزيون أوقات الفراغ المتبقية. فكرت في الأيام التي سبقت تغيير الوباء لحياتنا. كانت حياتي الروحية أفضل بكثير ، وشعرت بدافع أكبر لعيش حياة مقدسة لأنني كنت أرغب في تلقي القربان المقدس كلما ذهبت إلى القداس. أدركت أن قداستي وحياتي في الصلاة تعتمدان على حضور القداس وتلقي القربان المقدس. و ظل كلام لوقا ١٧:٣٣ يتبادر ببالي،

“مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا.”

لأنني أضعف من الآخرين ، فقد أدركت أن حياتي الأبدية تعتمد إلى حد كبير على حضور القداس الإلهي واستقبال قدر الإمكان الرب في القربان المقدس. في ذلك اليوم كان تلقيي للقربان المقدس مميزا” للغاية، لأنني كنت أفتقد طعامي الروحي لفترة طويلة. لا يزال لدي مخاوفي الصغيرة من مرض “الكورونا”، خاصة بسبب أي ضرر يمكن أن اتسبب به لعائلتي، لكنني بدأت في وضع إيماني قيد العمل، من خلال الوثوق بكل ما لدينا من قوة ورحمة وفهم الله و تناولي طعامي الروحي كل اسبوع على الأقل.

Share:

Shalom Tidings

Shalom Tidings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles