Home/جذب/Article

ديسمبر 16, 2021 449 0 Brother Josin Thomas O.P, India
جذب

سر الصليب

سألت الرب، “لماذا، لماذا هذا الصليب في حياتنا؟” أعطاني إجابة لا تصدق!

مثل سمعان القيرواني دعوة كل مسيحي لحمل صليب المسيح. لهذا قال القديس جون ماري فياني، “كل شيء هو تذكير بالصليب. نحن أنفسنا مخلوقين على شكل صليب”. هناك الكثير لتفكيكه في هذا الدرس الذي يبدو بسيطًا ولكنه عميق.

تسمح لنا الآلام التي نختبرها بالمشاركة في آلام المسيح. لا يمكننا أن نتمم رسالتنا المسيحية على الأرض، بدون الاستعداد لتحمل الألم من أجل المسيح. المسيحية هي الدين الوحيد الذي يعترف بالجوانب الخلاصية للألم ويعلم أن الألم يمكن أن يساعدنا في الوصول إلى الخلاص الأبدي – إذا ربطناه بآلام المسيح.

قال فولتون شين العظيم إن لم يكن هناك صليب في حياتنا، فلن تكون هناك قيامة. يسوع نفسه يخبرنا ما هو المطلوب لكي نكون تلميذه، “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي” (متى ١٦:٢٤). مرة أخرى يقول المسيح في متى ١٠:٣٨ “وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي”.

مات يسوع على الصليب ليخلص العالم. بعد موته صعد إلى السماء لكنه ترك الصليب في العالم. كان يعلم أن أي شخص يريد الانضمام إليه في السماء سيذهب إلى هناك عن طريق الصليب. يذكرنا القديس جون فياني أيضًا أن “الصليب هو سلم الجنة.” استعدادنا لاحتضان الصليب يسمح لنا بتسلق هذا السلم السماوي. هناك الكثير من الطرق للدمار، ولكن هناك طريق واحد فقط إلى الجنة – طريق الصليب.

أعماق قلبي

في عام ٢٠١٦، بينما كنت أدرس للحصول على درجة الماجستير، بدأت أمي تظهر عليها علامات الضعف. اقترح الأطباء استخراج خزعة. خلال أسبوع الآلام، تلقينا تقريرًا عن إصابة والدتي بالسرطان. دمر هذا الخبر عائلتي. في ذلك المساء، جلست في غرفتي وحدقت في تمثال ليسوع يحمل صليبه. تدفقت الدموع ببطء من عيني بينما كنت اشتكي ليسوع: خلال العامين الماضيين لم أفوت أبداً القداس الإلهي، كنت أصلي مسابح الوردية  يوميا” وأعطيت الكثير من الوقت للعمل من أجل ملكوت الله (كنت نشيطًا جدًا مع شبيبة يسوع في ذلك الوقت). كانت والدتي المتدينة مكرسة جدًا للأم مريم. لذلك سألت يسوع من أعماق قلبي، “لماذا، لماذا هذا الصليب في حياتنا؟”. كان أسبوع الآلام آن ذاك، مررت بألم شديد. بينما كنت جالسًا في غرفتي أراقب التمثال، راودة فكرة في ذهني. يسوع وحده يحمل صليبه. بعد مدة، سمعت صوتًا في قلبي يقول، “جوسين، هل تساعدني في حمل صليبي؟” أدركت ما كان يسوع يدعوني لأفعله وأصبحت دعوتي واضحة. كنت سأساعد في حمل صليب يسوع، مثل سمعان القيرواني.

في ذلك الوقت، قمت بزيارة أحد المرشدين في شبيبة يسوع وشاركته الألم الذي كنت أعاني منه منذ تشخيص إصابة والدتي بالسرطان. بعد سماعه لمشاكلي، قدم لي نصيحة واحدة: “يا جوسين، خلال صلاتك من أجل وضعك الحالي، ستجد إجابة من اثنتين: إما أن يشفي الله والدتك تمامًا، أو أنه ليس لديه خطة للشفاء من هذا المرض لكنه يعطيك هذا المرض كصليب لتحمله. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فسوف يمنحك أنت وعائلتك النعمة والقوة لتحملها “. سرعان ما أدركت أن الله كان يستجيب لصلواتي بالطريقة الثانية. لكنه منحني النعمة والقوة لحمل صليبه. وليس فقط بالنسبة لي، ولكن لعائلتي بأكملها. مع مرور الوقت، بدأت أدرك أن صليب السرطان كان ينقي عائلتنا. زاد من إيماننا. حول أبي إلى رجل صلاة. لقد ساعدني وأرشدني لاختيار الحياة الدينية. لقد ساعدت أختي على الاقتراب أكثر من يسوع. ساعد هذا الصليب والدتي في النهاية على الذهاب بسلام إلى القدس السماوي.

رسالة يعقوب ١:١٢ تقول “طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ”. بحلول شهر حزيران من عام ٢٠١٨، كان مرض والدتي قد أخذ منعطفاً نحو الأسوأ. كانت تعاني من ألم رهيب، لكن المفاجأة أنها ظلت سعيدة. ذات يوم قالت لوالدي، “كفى كل هذا العلاج. بعد كل هذا، سأذهب إلى الجنة”. بعد أيام قليلة استيقظت من حلم وقالت لأبي “رأيت حلما”. ولكن قبل أن تتمكن من الشرح، غادرت سيلين توماس العالم، وأتمت رحلة الحج على الأرض.

على مدار عامين، من خلال ٣٠ جلسة علاج كيميائي وعمليتان جراحيتان كبيرتان، حملت صليبها بأمانة دون أن تخفف من آلامها. أنا الآن على يقين من أنها تنظر إلى مجد المسيح، وجهاً لوجه.

السر

هل يمكننا تخيل ربنا يقول، “لدي العديد من الأصدقاء على مائدتي، لكن القليل منهم على صليبي؟” خلال صلب يسوع، وقفت مريم المجدلية بشجاعة أمام الصليب. لقد سعت لتكون مع المسيح في معاناته. وبسبب هذا، و بعد ثلاثة أيام، كانت هي أول من رأت مجد الرب القائم من بين الأموات. حوّل هذا اللقاء حزنها إلى فرح وجعلها رسولة الرسل. يقول القديس الناسك يوحنا الكرملي العظيم، “من لا يطلب صليب المسيح لا يطلب مجد المسيح.” مجد المسيح مخفي في آلامه. هذا هو سر الصليب الرائع! يذكرنا القديس بطرس، “بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينن” (١ بطرس ٤:١٣).

مثل القديسة مريم المجدلية، إذا وقفنا عند قدم الصليب فنحن مستعدين لأن نتألم معه، فإننا أيضًا سنواجه الرب القائم من بين الأموات، وسيحول عبثنا إلى رسائل، واختباراتنا إلى شهادات، وتجاربنا إلى انتصارات.

يا رب يسوع، أسلمك نفسي بالكامل من خلال يدي الأم مريم. أعطني القوة لأحمل صليبي من بعدك ، كل أيام حياتي. آمين.

Share:

Brother Josin Thomas O.P

Brother Josin Thomas O.P has been an active member of the Jesus Youth movement and passionately involved in various activities of Shalom Media. Currently he is a Novice with the Dominicans in Goa, India.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles