Home/يواجه .. ينجز/Article

ديسمبر 16, 2021 360 0 Marie Paolini
يواجه .. ينجز

اعطني قلبك

في تلك اللحظة شعرت أن الأم المباركة قد غلفتني بعباءتها.

ولدت عام ١٩٤٧ ببلدة صغيرة في إيطاليا، بالقرب من كاسالبوردينو، موقع ظهور “سيدة المعجزات”. و بما أن عيد ميلادي يقع في يوم بين عيد “سيدة المعجزات” وعيد القديس أنطونيوس، أطلق عليّ والداي اسم ماريا أنطونيا.

هاجرنا إلى كندا عندما كان عمري ٧ سنوات. على الرغم من أن والداي لم يكنا متحمسين للذهاب الى الكنيسة، فقد تأكدوا من اتباعنا للإيمان الكاثوليكي، لكنني لم أعير اهتمامًا كبيرًا لأهمية السيدة العذراء وأهميتها حتى زار والداي ميديوغوريه في عام ١٩٨٣. تأثرت أمي كثيرًا بهذه التجربة، لذلك عادت إلى المنزل وأخبرتنا بما يجري هناك. من بين مسابح الوردية والأيقونات والخواتم الجواهر التي أحضرتها كانت بطاقة بريدية صغيرة عليها صورة للسيدة العذراء محاطة بالرؤى الستة. في كل مرة ادخل فيها إلى منزلها، كنت أرى هذه الصورة على رف صغير في زاوية مطبخها، وكنت أتأثر بها. شعرت أن السيدة العذراء تنظر إلى قلبي.

في عام ١٩٩٥، بينما كنت أشاهد مقطع مصور عن الأحداث في ميديوغوريه، شعرت أن السيدة العذراء تسألني: “متى ستأتي؟ أنا والدتك وأنتظرك “. في العام التالي، سمعنا عن رحلة حج من كالجاري إلى ميديوغوريه وشعرت بضرورة التسجيل بها. بسبب الحرب الأخيرة في البوسنة، انسحب الكثير من الناس من الحج خوفًا مما قد يحدث، لكنني صممت على المغادرة.

في مديوغوريه، شعرت بتأكيد عميق على أن السيدة العذراء كانت تناديني بالفعل. ذات يوم، قابلت الأب سلافكو بارباريك، الذي نظر إلي وقال “عندما تعودين إلى المنزل، أود أن تأسسين مجموعة صلاة ويجب أن تكون الصلاة موجهة لمساعدة العائلة لأنها تمر بأزمة في أيامنا”. بعد عودتنا، بدأنا ساعات صلاة مع القديس بونافنتورا. وفي كل عام، ينضم إلينا المزيد والمزيد من الناس للمشاركة بالصلاة.

زرت مديوغوريه وأنا ملتزمة بجدية بإجراء بعض التغييرات الجذرية. كنت أعلم أنني بحاجة إلى ارتداد قوي للقلب، لذلك طلبت مساعدة السيدة العذراء لفهم الكتاب المقدس بشكل أفضل، ولتنمو في صلاتي ولأختبر الفرح والمحبة في قلبي بينما كنت أصلي المسبحة الوردية. تم منحي كل هذه النعم وأكثر.

في ذلك الوقت، اعتقدت أنها كانت مجرد رحلة “حج” لأنني لم أكن أدرك أن السيدة العذراء كانت تدعوني لجلب المزيد من الأشخاص إليها. أصر الأب سلافكو على أن أشجّع زوجي بالزيارة، لذلك ذهبنا معًا في عام ١٩٩٨. شعرت بدعوتي لجلب المزيد من الناس إلى السيدة العذراء، لكنني طلبت من السيدة العذراء علامة لتأكيد ذلك. بعد فترة وجيزة، اقتربت مني سيدتان وطلبتا مساعدتي للذهاب إلى ميديوغوريه. كل عام كان لدي قلب رائع لأتحدث مع السيدة العذراء حول عودتي مرة أخرى. وفي كل مرة أتلقى إجابة مفادها أن هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون الحصول على النعم والبركات من الرب بمساعدة أمنا المباركة، المليئة بالنعمة …

لم تكن حياتنا مثالية ولدينا لحظات تختبر إيماننا أيضًا. قبل ثماني سنوات، تلقينا أنباء صدمتنا. تم تشخيص ابنتي بسرطان الدم. لجأنا على الفور إلى الرب، ولكن بسبب هذا الذعر، كان من الصعب التركيز على الله وما يمكن أن يفعله لنا. ذات يوم مررنا بوقت عصيب للغاية. ظهرت جلطة في شرايينها، لذا لم يكن بالإمكان إعطائها الأدوية وكان على الأطباء معرفة كيفية علاجها.

كالعادة، أخذنا مخاوفنا للرب إلى كنيسة العبادة لننال التعزية. نظرت إلى الرب وسألته لماذا حدث هذا لابنتنا و “لماذا نحن؟” بوضوح شديد، سمعته يجيب “لماذا لا؟” أدركت أنه مر بجانب هذه المعاناة الرهيبة وكان يرافقنا في معاناتنا، حتى نتمكن من النمو في محبته. في تلك اللحظة، شعرت أن الأم المباركة غطتني بعباءتها، وحملتني بالقرب منها لأنها حملت ابنها بعد ولادته وبعد وفاته.

عندما عدنا إلى المستشفى، كانت ابنتنا محاطة بفريق من الأطباء الذين حلوا كل المشاكل التي كانت تعيق علاجها، وشعرت بالاطمئنان لأن صلواتنا قد استجابة. كان ربنا وسيدتنا هناك. كل ما احتجنا لفعله هو الثقة. كل شيء سيكون على ما يرام. سيكونون دائمًا في حياتنا، يعتنون بنا. في العام الماضي، احتفلت ابنتنا بعيد زواجها الخامس والعشرين. كان الله صالح بالنسبة لنا.

أعطتنا السيدة في ميديوغوريه خمسة حجارة لبناء أساس إيماننا:

١. الصلاة يوميا”، و خاصة” المسبحة الوردية.

٢. قراءة الكتاب المقدس كل يوم لتلقي كلمة الله.

٣. المشاركة قدر المستطاع في القداس الإلهي، إن لم يكن كل يوم، على الأقل أيام الآحاد.

٤. نيل شفاء الرب ومغفرته في سر التوبة مرة واحدة في الشهر على الأقل و دون توقف.

٥. صيام عن الخبز والماء يومي الأربعاء والجمعة.

هذا ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كنت جديدًا عليه. يستغرق بناء هذه العادات والتحمل لاتباعها وقتًا طويلاً، لكن السيدة العذراء استمرت في تشجيعنا. أكثر ما أدهشني هو أننا عندما كنا أكثر اصرارا” في صلاة المسبحة الوردية، كنا قادرين على الانتقال إلى الحجارة الأخرى بسهولة أكبر. لقد ساعدتنا المسبحة الوردية امتلاك الثقة لوضعها في حياتنا اليومية وتطويرها إلى روتين كبرنا لنحبه ونعتمد عليه. لقد أصبحت وجودًا يوميًا في حياتنا.

تقول لنا في العديد من رسائلها، لا يمكنني تحقيق مخطط الله من دونك. أنا بحاجة إليك. أعطني مشاكلك وصلي من أجل نوايا كل الناس الذين يصلون الوردية. لذلك عندما نصليها من أجل نوايا مريم نشعر بالارتباط وثيق مع الجميع. لقد رأينا العديد من التغييرات المذهلة حيث يعود الأشخاص إلى الحج ويشاركون في العديد من النشاطات الكهنوتية الحيوية. كانت مديوغوريه مدرسة حب بالنسبة لي. إنها “ممتلئة بالنعمة” لدرجة أننا عندما نشاركها في الصلاة، نصبح منفتحين على كل النعم والبركات التي يقدمها ربنا.

Share:

Marie Paolini

Marie Paolini This ARTICLE is based on the testimony of Marie Paolini in the Shalom World TV program “Mary My Mother”. To watch the episode visit: shalomworld.org/episode/the-blessed-mother-enveloped-me-in-her-cloak-marie-paolini

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles