Home/جذب/Article

يونيو 30, 2024 68 0 Emilin Mathew
جذب

إنه يكتب قصتي

كنتُ في الثالثة من عمري عندما انقلبت حياتي رأسًا على عقب. لم يعد شيء مثل قبل مجدّدًا، إلى أن صادفته!

في عمر الثلاث سنوات، أُصبت بحمى شديدة أعقبتها نوبة مفاجئة، ومن بعدها بدأت تظهر عليَّ علامات شلل الوجه. وعندما أصبحتُ في الخامسة من عمري، أصبح وجهي غير متماثل بشكل واضح. توقفت الحياة أن تكون سلسة.

فيما كان والديّ يتواصلون مع مستشفيات جديدة، أصبح الضرر الجسدي والعقلي اللذان مررتُ بهما لا يُحتملان؛ الأسئلة المُتكرّرة، والمظهر الغريب، وتأثيرات الأدوية الجديدة بين الحين والآخر…

الزحف إلى شرنقة

كنتُ أشعر بالراحة لوحدي لأنه، بكل سخرية، التواجد ضمن مجموعات جعلني أشعر بالوحدة. كنتُ أخشى أن يبكي الأطفال المجاورين بصوتٍ عالٍ إذا ابتسمت لهم. أذكرُ الحلويات التي كان أبي يُحضرها إلى المنزل كل ليلة لكي يُساعدني بشرب الدواء الكريه، الذي كان مُثقلاً بالمرارة. لم تكن جولات المشي الأسبوعية مع والدتي على طول ممرات المستشفى لحضور جلسات العلاج الفيزيائي بمثابة رحلة في عطلة نهاية الأسبوع؛ ففي كل مرّة كانت اهتزازات جهاز التحفيز تضرب وجهي، كانت الدموع تبدأ بالتساقط.

كان هناك بعض النفوس الجميلة التي خففت من مخاوفي وألمي، مثل والديّ، اللذان لم يتخلا عني أبدًا. أخذوني إلى كل مستشفى قدر استطاعتهما، وجرّبنا مجموعة متنوعة من العلاجات. لاحقًا، كنت أراهما أيضًا مُدمّرين عندما تم اقتراح جراحة الأعصاب.

لأوّل مرّة في حياتي، شعرتُ أنني أعيش في مكان آخر. كان يجب عليّ أن أفعل شيئًا. لذا، في الفصل الأول من الكليّة، لم أكن أستطيع أن أتحمل لمدة أطول، قرّرتُ التوقف عن أخذ الأدوية.

اكتشاف الجمال

بعد أن توقفتُ عن تعاطي الأدوية، كان لدي تدفق في الأدرينالين لإنشاء شيء ما بنفسي. استقبلتُ حياةً جديدةً، ولكنني لم أكن مُدركة تمامًا كيف يجب أن أعيشها. بدأتُ أكتب أكثر، أحلمُ أكثر، أرسمُ أكثر، وأبحثُ أكثر عن الألوان في المناطق الرماديّة في الحياة. هذه هي الأيام التي بدأتُ فيها أُشارك في حركة يسوع الشبابية (حركة كاثوليكية عالميّة وافق عليها الكرسي الرسولي)؛ بدأتُ أتعلم ببطء كيف أنفتح على محبة الله وأشعرُ بالحب مرة أخرى…

لقد ساعدني إدراك أهمية أسلوب الحياة الكاثوليكية على فهم هدفي. بدأتُ أؤمن مرة أخرى بأنني أكثر بكثير من كل ما حدث لي. الآن، عندما أنظرُ إلى تلك اللّحظات التي تميزت بالأبواب المغلقة، أستطيع أن أرى بوضوح أنه في كل رفض، كان حضور يسوع الرحيم يرافقني، ويغلفني بحبه وفهمه اللامحدودين. أدركُ من أصبحت والجروح التي شفيت منها.

سبب للتمسّك

يقول الرّب: “إذا كنتَ عزيزًا ومكرمًا في عيني، ولأني أحبك، سأعطي عوضك أناسًا، وأممًا عوضًا عن حياتك. “لاَ تَخَفْ فَإِنِّي مَعَكَ. (اشعياء ٤٣: ٤-٥)

العثور عليه وسط مخاوفي لم يكن بالمهمة السهلة على الإطلاق. على الرغم من وجود الكثير من الأسباب للمضي قدمًا، كان الأمر كله يتعلق بإيجاد سبب واحد للبقاء. وأعطاني القوّة والثّقة لأعيش من خلال نقاط ضعفي. وكانت رحلة العثور على قيمتي، كرامتي، وفرحي في المسيح رائعة بكل بساطة. كثيرا ما نشكو من عدم العثور على النعمة حتى بعد الصراعات التي نمر بها. أعتقد أن الأمر كله يتعلق برؤية الصراعات. إن التعبير عن الصدق في أدنى تعديل في الحياة دون أي نوع من الغضب يجلب النور لحياتك.

لقد كانت رحلة تمامًا. وبينما هو لا يزال يكتب قصتي، فإنني أتعلمُ كل يوم كيف أحتضن المزيد، وأتواصل دون موانع، وأفسح المجال للقليل من أفراح الحياة. لم تعد صلواتي تحمل الحاجة المستمرة للأشياء التي أرغب فيها. بدلاً من ذلك، أطلبُ منه أن يقويني لأقول “آمين” للتغييرات التي تحدث باستمرار على طول الطريق.

أدعو الله أن يشفيني وينقلني من كل التأثيرات السلبية بداخلي ومن حولي.

أطلبُ منه أن يعيد لي الأجزاء التي ضاعت مني.

أشكرهُ على كل ما مررتُ به، وكل البركات التي أنالها في كل دقيقة من اليوم، وعلى الشخص الذي أصبحتُ عليه.

وأنا أبذل قصارى جهدي لأحبهُ من كل قلبي وروحي.

Share:

Emilin Mathew

Emilin Mathew is a civil servant in the UK. She lives in Sunderland and loves to read, paint, and scribble her thoughts at sanguinitydesign.wordpress.com.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Latest Articles